Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الاخبار

مصر لاقتناء النسخة الكورية الأحدث للمقاتلة الأميركية «F16»

أثارت زيارة الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول إلى القاهرة الأسبوع الماضي، جدلاً حول إمكانية حصول مصر على مقاتلات “F-16” الكورية الجنوبية المطورة. وتأتي هذه المناقشات في ظل سعي القاهرة لتحديث ترسانتها العسكرية، وتنوع مصادر التسليح. وتعتبر صفقة محتملة لشراء هذه المقاتلات F-16 خطوة مهمة في تعزيز القدرات الدفاعية لمصر.

الزيارة التي جرت في الفترة من 20 إلى 22 يناير 2024، شهدت مباحثات مكثفة بين الرئيسين المصري والكوري الجنوبي، ركزت على التعاون العسكري والاقتصادي. ولم يصدر حتى الآن إعلان رسمي حول اتفاق نهائي بشأن شراء المقاتلات، لكن مصادر مطلعة أشارت إلى أن الأمر قيد الدراسة الجدية. وتأتي هذه المحادثات في سياق علاقات متنامية بين البلدين.

مصر تتجه نحو مقاتلات F-16 الكورية الجنوبية؟

تعتبر المقاتلات F-16، التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، من بين أكثر الطائرات الحربية استخدامًا في العالم. ومع ذلك، تسعى كوريا الجنوبية، من خلال شركة “كوريا للصناعات الجوية والفضاء” (KAI)، إلى تقديم نسخة مطورة من هذه المقاتلة، تتميز بتقنيات متقدمة وتكلفة أقل. وهذا ما يثير اهتمام مصر.

لماذا تسعى مصر إلى تحديث أسطولها الجوي؟

تواجه مصر تحديات أمنية إقليمية متزايدة، مما يتطلب تحديثًا مستمرًا لقواتها المسلحة. بالإضافة إلى ذلك، تسعى مصر إلى امتلاك أسلحة حديثة لضمان التفوق الجوي والحفاظ على الأمن القومي. ويهدف التحديث إلى مواكبة التطورات التكنولوجية في مجال الطيران العسكري.

ما هي النسخة الكورية من F-16؟

النسخة الكورية الجنوبية من F-16، والمعروفة باسم KF-21 “بوريون” (Borame), هي مقاتلة متعددة المهام تعتمد على تصميم F-16، ولكنها تتضمن تحسينات كبيرة في أنظمة الطيران، والرادار، والأسلحة. وتتميز بقدرتها على حمل مجموعة واسعة من الذخائر الجوية والأرضية. وتهدف كوريا الجنوبية إلى تصدير هذه المقاتلة إلى دول أخرى.

وفقًا لبيانات وزارة الدفاع المصرية، فإن أسطول الطائرات المقاتلة الحالي يتكون بشكل أساسي من طائرات F-16 أمريكية الصنع، بالإضافة إلى طائرات ميج-21 وميغ-31 روسية الصنع. ومع ذلك، فإن بعض هذه الطائرات قديمة وتحتاج إلى استبدال أو تحديث. وتعتبر المقاتلات F-16 الكورية الجنوبية خيارًا جذابًا من حيث التكلفة والأداء.

في المقابل، هناك عوامل قد تؤثر على قرار مصر بشراء المقاتلات الكورية الجنوبية. من بين هذه العوامل الاعتبارات السياسية المتعلقة بالعلاقات مع الولايات المتحدة، والقيود المحتملة على نقل التكنولوجيا، والتكاليف الإضافية المتعلقة بالتدريب والصيانة. ومع ذلك، فإن مصر تسعى إلى تنويع مصادر تسليحها لضمان استقلاليتها الاستراتيجية.

تأتي هذه المحادثات في وقت تشهد فيه صناعة الدفاع الكورية الجنوبية نموًا سريعًا، وتسعى إلى توسيع أسواقها الخارجية. وقد نجحت كوريا الجنوبية في السنوات الأخيرة في بيع أسلحة إلى عدد من الدول في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا. وتشمل هذه الأسلحة الدبابات، وأنظمة الدفاع الجوي، والسفن الحربية. وتهدف كوريا الجنوبية إلى أن تصبح واحدة من أكبر مصدري الأسلحة في العالم.

بالإضافة إلى المقاتلات، ناقش الرئيسان المصري والكوري الجنوبي أيضًا التعاون في مجالات أخرى، مثل الطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والتكنولوجيا. ووقعت العديد من اتفاقيات التعاون بين البلدين خلال الزيارة. وتشير هذه الاتفاقيات إلى رغبة البلدين في تعزيز علاقاتهما الثنائية في مختلف المجالات. وتعتبر مصر شريكًا تجاريًا مهمًا لكوريا الجنوبية في أفريقيا.

في سياق متصل، صرح مسؤول بوزارة الدفاع الكورية الجنوبية، أن بلاده مستعدة لتقديم الدعم الفني والتدريب اللازمين لمصر في حالة إتمام صفقة شراء المقاتلات. وأضاف أن كوريا الجنوبية تولي أهمية كبيرة لتعزيز التعاون العسكري مع مصر. ويهدف هذا التعاون إلى تبادل الخبرات والمعرفة في مجال الدفاع.

ومع ذلك، لا تزال هناك بعض العقبات التي يجب التغلب عليها قبل إتمام الصفقة. من بين هذه العقبات الحصول على موافقة الولايات المتحدة، نظرًا لأن النسخة الكورية الجنوبية من F-16 تعتمد على تكنولوجيا أمريكية. بالإضافة إلى ذلك، يجب على مصر التفاوض على شروط الدفع والتسليم والصيانة. ويتوقع أن تستغرق هذه المفاوضات عدة أشهر.

الخطوة التالية المتوقعة هي تشكيل لجنة مشتركة بين مصر وكوريا الجنوبية لدراسة الجوانب الفنية والمالية والقانونية للصفقة. ومن المتوقع أن تقدم اللجنة تقريرها إلى الحكومة المصرية في غضون ستة أشهر. وبعد ذلك، ستقوم الحكومة المصرية باتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستشتري المقاتلات الكورية الجنوبية أم لا. وتعتبر هذه الصفقة المحتملة مؤشرًا على التغيرات في ميزان القوى الإقليمي.

في الختام، تبقى صفقة شراء المقاتلات F-16 الكورية الجنوبية قيد الدراسة، وتعتمد على عدة عوامل سياسية واقتصادية وتقنية. ومن المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة تطورات جديدة في هذا الملف، مع استمرار المفاوضات بين البلدين. وسيكون من المهم متابعة هذه التطورات لمعرفة ما إذا كانت مصر ستختار المقاتلات الكورية الجنوبية لتحديث أسطولها الجوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *