Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
لايف ستايل

هل تناول الطعام بعد السادسة مساء مضر؟

كتب محمود عبده: لا يوجد دليل علمي قاطع على أن تناول الطعام بعد الساعة السادسة مساءً يضر بالصحة، وفقًا للدكتورة يكاتيرينا لاديغينا، أخصائية أمراض الباطنة. بل إن الأهم يكمن في الوقت الفاصل بين العشاء والنوم، حيث يوصي الخبراء بترك مدة لا تقل عن ثلاث ساعات. هذا الاعتقاد الشائع حول تحديد وقت تناول الطعام مرتبط غالبًا بأنماط الحياة وعادات الأكل، وليس بقاعدة طبية راسخة، وقد يختلف تأثيره من شخص لآخر. تتناول هذه المقالة أحدث الأبحاث حول توقيت العشاء وتأثيره على الصحة، بالإضافة إلى إرشادات حول الصيام المتقطع.

أشارت الدكتورة لاديغينا إلى أن القاعدة الأساسية تتمثل في إعطاء الجسم الوقت الكافي لهضم الطعام قبل الخلود إلى النوم. الهضم السليم يساهم في تحسين جودة النوم والشعور بالراحة. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراعاة الاحتياجات الفردية، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة.

أهمية توقيت العشاء

يؤكد خبراء التغذية أن توقيت العشاء لا يتعلق بالساعة المحددة، بل بالوقت الذي يفصل بينه وبين النوم. تناول وجبة دسمة قبل النوم مباشرة قد يؤدي إلى عسر الهضم والانتفاخ، مما يعيق عملية النوم. ومع ذلك، فإن الانتظار لفترة طويلة جدًا قد يؤدي إلى الجوع وتأثيره السلبي على النوم.

تأثير العشاء على مستويات السكر في الدم

الأشخاص الذين يعانون من ضعف تحمل الغلوكوز قد يستفيدون من وجبة خفيفة قبل النوم، مثل البيض المسلوق أو بعض المكسرات، لتجنب انخفاض مفاجئ في نسبة السكر في الدم أثناء الليل. هذا الانخفاض يمكن أن يؤدي إلى الأرق أو التعرق الليلي. ينصح الأطباء بمراقبة استجابة الجسم لهذه الوجبات الخفيفة وتعديلها حسب الحاجة.

العشاء والحوامل والمرضعات

للنساء المرضعات، يمكن أن تكون وجبة خفيفة صحية مفيدة للحفاظ على جودة حليب الثدي وضمان نوم أفضل للطفل. أما بالنسبة للحوامل، فيجب استشارة الطبيب لتحديد النظام الغذائي الأنسب، مع مراعاة التغيرات الفسيولوجية التي يمر بها الجسم خلال فترة الحمل.

الصيام المتقطع: فوائد ومخاطر

يشير الصيام المتقطع إلى نظام غذائي يتضمن فترات من الأكل وفترات من الصيام. اكتسب هذا النظام شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة نظرًا لفوائده المحتملة في فقدان الوزن وتحسين الصحة الأيضية. ومع ذلك، لا يعتبر الصيام المتقطع مناسبًا للجميع.

وفقًا للدكتورة لاديغينا، يمكن أن يكون الصيام المتقطع مفيدًا للأشخاص فوق سن الأربعين، بشرط عدم وجود موانع صحية. ومع ذلك، تحذر من أن فترات الصيام الطويلة قد تكون خطرة على الأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات الطبية مثل متلازمة غيلبرت، أو مرض السكري من النوع الأول، أو أولئك الذين خضعوا لعملية استئصال المرارة.

وينصح أيضًا بتناول وجبة عشاء متوازنة قبل البدء بفترة الصيام، بحيث تحتوي على البروتين والكربوهيدرات المعقدة من الخضروات غير النشوية، مثل قطعة سمك مع سلطة خضراء أو لحوم بيضاء مع الخضروات المطبوخة. يجب أن تكون كمية الطعام معتدلة، ولا تتجاوز 350 جرامًا، مع الأخذ في الاعتبار سعة المعدة الفردية.

بالإضافة إلى ذلك، تقترح الدكتورة لاديغينا ممارسة المشي بعد تناول الأطعمة السكرية أو الوجبات السريعة للمساعدة في حرق السعرات الحرارية ومنع تخزين الغلوكوز على شكل دهون. تعتبر النشاط البدني جزءًا أساسيًا من نمط حياة صحي، سواء تم ممارسته قبل أو بعد الوجبات.

في الختام، يبدو أن التركيز على الحفاظ على فاصل زمني مناسب بين العشاء والنوم، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي متوازن، هو الأهم لتحسين الصحة العامة وجودة النوم. تظل الأبحاث جارية حول تأثيرات توقيت العشاء والصيام المتقطع على المدى الطويل. من المتوقع صدور المزيد من التوصيات بناءً على هذه الأبحاث في المستقبل القريب، مع التركيز على التخصيص والتكيف مع الاحتياجات الفردية لكل شخص. الأمر الذي يستدعي المتابعة المستمرة والتحديثات التي تصدرها الهيئات الصحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *