Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
لايف ستايل

3 تغييرات في أسلوب القيادة .. تنذر بالخرف مبكراً

كشفت دراسة حديثة عن أن التغيرات في عادات القيادة لدى كبار السن قد تكون مؤشراً مبكراً على التدهور الإدراكي، بما في ذلك مرض الزهايمر. وأظهرت الأبحاث أن مراقبة سلوك القيادة يمكن أن تساعد في الكشف عن هذه التغيرات الدماغية قبل ظهور الأعراض السريرية الواضحة، مما يفتح الباب أمام التدخل المبكر. وتعتبر هذه النتائج ذات أهمية خاصة في ظل تزايد أعداد كبار السن في العديد من دول العالم.

أجريت الدراسة من قبل باحثين في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، ونشرت نتائجها مؤخراً. وقد ركزت الأبحاث على تحديد الأنماط السلوكية المميزة التي قد تشير إلى بداية المشاكل الإدراكية لدى السائقين المسنين، وذلك باستخدام بيانات واقعية من أنماط قيادتهم اليومية.

تدهور الإدراك وسلوك القيادة: علاقة متنامية

وفقاً للدراسة، يظهر الأفراد الذين يعانون من تدهور إدراكي طفيف ثلاثة تحولات رئيسية في عادات القيادة. أولاً، يقللون من عدد الرحلات التي يقومون بها أو المسافة التي يقطعونها شهرياً. ثانياً، يتجنبون القيادة خلال ساعات الليل بشكل ملحوظ. وثالثاً، يقتصرون على الطرق والمناطق المألوفة، مما يقلل من التنوع الجغرافي لرحلاتهم.

مؤشرات التغير في عادات القيادة

هذه التغييرات غالباً ما تكون تدريجية وغير ملحوظة في البداية، سواء من قبل الشخص نفسه أو من قبل أفراد أسرته. ومع ذلك، يمكن أن تكون بمثابة إشارات إنذار مبكرة تدعو إلى إجراء تقييمات إدراكية شاملة. وتشير الأبحاث إلى أن هذه التعديلات في السلوك قد تعكس صعوبات في التخطيط، واتخاذ القرارات، والذاكرة المكانية، وهي كلها وظائف إدراكية تتأثر في المراحل المبكرة من الخرف.

اعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) التي تم تثبيتها في سيارات المشاركين. تم جمع البيانات على مدى ما يقرب من ثلاث سنوات، وشملت الدراسة 56 شخصاً يعانون من تدهور إدراكي طفيف و242 شخصاً يتمتعون بصحة إدراكية طبيعية، بمتوسط عمر يبلغ 75 عاماً. وقد سمح استخدام بيانات GPS بتحديد أنماط القيادة بدقة عالية.

أظهرت النتائج أن دقة التنبؤ بالتدهور الإدراكي باستخدام بيانات القيادة وحدها بلغت 82%. ولكن، عند دمج هذه البيانات مع عوامل أخرى مثل العمر، والنتائج المستخلصة من الاختبارات المعرفية، والمعلومات الجينية المتعلقة بمرض الزهايمر، ارتفعت نسبة الدقة إلى 87%. في المقابل، بلغت دقة الاختبارات المعرفية التقليدية وحدها 76% فقط، مما يؤكد على القيمة المضافة لتحليل بيانات القيادة.

يؤكد البروفيسور غانيش بابولال، المؤلف الرئيسي للدراسة، على أن تتبع القيادة اليومية يمثل أداة منخفضة التكلفة وغير تدخلية لرصد القدرات الإدراكية. ويضيف أن هذه الطريقة يمكن أن تساعد في تسهيل التدخل المبكر قبل وقوع حوادث مرورية ناتجة عن التدهور الإدراكي. ويعتبر التدخل المبكر أمراً بالغ الأهمية لتحسين نوعية حياة المرضى وعائلاتهم.

تأتي هذه النتائج في سياق جهود متزايدة لتطوير طرق جديدة للكشف المبكر عن الخرف. وتشير الدراسات السابقة إلى أن صعوبات الإدراك المكاني، ومشاكل استخدام أنظمة الملاحة، أو حتى مجرد الوقوف على مسافة غير مناسبة من المركبات الأخرى، يمكن أن تكون أيضاً من الإشارات المبكرة المحتملة. وتشمل المجالات الأخرى قيد البحث استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات القيادة بشكل أكثر تفصيلاً.

يؤكد الباحثون على أهمية احترام الخصوصية وضمان الاستخدام الأخلاقي للبيانات المجمعة. ويقترحون وضع إطار تنظيمي واضح يحدد كيفية جمع هذه البيانات وتخزينها واستخدامها، مع التأكيد على حماية حقوق الأفراد. وتعتبر هذه القضية ذات أهمية خاصة في ظل تزايد المخاوف بشأن خصوصية البيانات.

من المتوقع أن يستمر الباحثون في تطوير هذه التقنية وتحسين دقتها. كما يخططون لإجراء دراسات أوسع نطاقاً تشمل مجموعات سكانية متنوعة. وتشير التقديرات الأولية إلى أن هذه التقنية قد تكون متاحة للاستخدام على نطاق واسع في غضون السنوات القليلة المقبلة، مما قد يساهم في تحسين سلامة الطرق وتقليل العبء على أنظمة الرعاية الصحية. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد أفضل الطرق لتطبيق هذه التقنية وضمان فعاليتها.

أقرأ أيضاً:

للرجال مشروب أخضر يفعل العجب في صحتك.. لا تتجاهله

التهاب الكلى.. إشارات مبكرة يرسلها جسمك لا يجب تجاهلها

طعام يحمي من السرطان وأمراض القلب ويخفض الكوليسترول

أم تجبر ابنها على شرب 8 لتر من الماء يوميا ما القصة؟

3 أبراج تنتظرها مكاسب مالية قبل نهاية العام.. الحظ يفتح أبوابه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *