:
يعتبر فيتامين سي من العناصر الغذائية الأساسية لصحة الإنسان، حيث يلعب دورًا حيويًا في تعزيز جهاز المناعة، وحماية الخلايا من التلف، والمساهمة في إنتاج الكولاجين الضروري لصحة الجلد والأنسجة. ومع ذلك، يعاني الكثيرون من نقص في هذا الفيتامين المهم، مما قد يؤدي إلى ضعف المناعة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض. وقد كشفت دراسات حديثة عن أسباب شائعة وراء هذا النقص، والتي غالبًا ما يتم تجاهلها.
تم نشر هذه المعلومات في 13 ديسمبر 2025، وتشير إلى أن نقص فيتامين سي ليس دائمًا نتيجة لعدم تناول الأطعمة الغنية به، بل قد يكون مرتبطًا بعوامل أخرى تؤثر على امتصاصه واستخدامه في الجسم. تتزايد أهمية فهم هذه العوامل مع تزايد الوعي بأهمية التغذية السليمة ودورها في الوقاية من الأمراض.
أسباب نقص فيتامين سي الشائعة
يحدث نقص فيتامين سي عندما لا يحصل الجسم على كمية كافية منه من خلال النظام الغذائي، أو عندما يعاني من صعوبة في امتصاصه. هناك عدة عوامل تساهم في هذا النقص، وتختلف من شخص لآخر. من المهم تحديد السبب الرئيسي للنقص لتتمكن من معالجته بشكل فعال.
سوء التغذية وعدم كفاية تناول الفواكه والخضروات
يعد النظام الغذائي غير المتوازن، الذي يفتقر إلى الفواكه والخضروات الطازجة، السبب الأكثر شيوعًا لنقص فيتامين سي. فيتامين سي لا يتم تخزينه في الجسم بكميات كبيرة، وبالتالي يجب الحصول عليه بانتظام من مصادر غذائية. الاعتماد بشكل كبير على الأطعمة المصنعة أو المجمدة يقلل من تناول هذا الفيتامين الحيوي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن طرق الطهي المختلفة يمكن أن تؤثر على محتوى فيتامين سي في الأطعمة. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي غلي الخضروات إلى فقدان جزء كبير من فيتامين سي، بينما يساعد الطهي على البخار أو الأكل نيئًا في الحفاظ عليه.
التدخين وتأثيره على مستويات فيتامين سي
التدخين هو عامل خطر كبير آخر لنقص فيتامين سي. وفقًا للدراسات، فإن المدخنين يحتاجون إلى كميات أكبر من فيتامين سي مقارنة بغير المدخنين، وذلك لأن التدخين يزيد من إنتاج الجذور الحرة في الجسم. هذه الجذور الحرة تستهلك فيتامين سي بسرعة، مما يؤدي إلى انخفاض مستوياته في الدم.
حتى التعرض للتدخين السلبي يمكن أن يؤثر سلبًا على مستويات فيتامين سي. لذلك، من المهم تجنب التدخين والابتعاد عن الأماكن التي يتم فيها التدخين للحفاظ على صحة جيدة.
مشاكل في الجهاز الهضمي وامتصاص العناصر الغذائية
يمكن أن تؤثر بعض أمراض الجهاز الهضمي على قدرة الجسم على امتصاص فيتامين سي من الطعام. تشمل هذه الأمراض التهاب الأمعاء، ومتلازمة القولون العصبي الشديد، وقرحة المعدة. تؤدي هذه الحالات إلى تلف الأمعاء الدقيقة، مما يعيق امتصاص الفيتامينات والمعادن، بما في ذلك فيتامين سي.
في هذه الحالات، قد يكون من الضروري تناول مكملات فيتامين سي لتعويض النقص. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل البدء في تناول أي مكملات غذائية، لتحديد الجرعة المناسبة والتأكد من عدم وجود تفاعلات مع الأدوية الأخرى.
فيتامين سي وصحة المناعة مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، حيث يساعد في إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تقاتل العدوى. كما أن التغذية المتوازنة تلعب دورًا هامًا في الحفاظ على مستويات كافية من هذا الفيتامين في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، فإن مكملات الفيتامينات قد تكون ضرورية في بعض الحالات، ولكن يجب استخدامها تحت إشراف طبي.
من المتوقع أن تواصل وزارة الصحة تنظيم حملات توعية بأهمية فيتامين سي ومصادره الغذائية. كما أن هناك جهودًا مستمرة لتطوير طرق جديدة لتحسين امتصاص فيتامين سي في الجسم، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي. ستكون المتابعة الدورية لمستويات فيتامين سي في الدم، وتقييم العوامل المؤثرة على امتصاصه، أمرًا بالغ الأهمية في المستقبل.
