Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

كيف تُفكر بعقلك وقت الأزمات؟

قد يشعر أي شخص عند التعرض لأزمة، وكأن عقله تجمد، وباتت المشاعر والعواطف هي القائد، ما بالك الشباب، الذين هم بالأساس في مرحلة العواطف تُسيطر فيها أكثر من العقل؛ لأن الخبرة الحياتية ما زالت في بداياتها.
في اللحظات الصعبة، تنشط في عقولنا مراكز الخوف والقلق، وتبدأ أجسامنا في الاستجابة بطرق عاطفية لحمايتنا من الخطر. الأمر قد يكون مضاعفاً لدى الشباب، ولذلك يجب أن تدفع عقلك نحو التفكير الإيجابي حتى يكون أداة فعالة في مواجهة أي أزمات.

إعداد: إيمان محمد

ماذا يحدث للجسم عند مواجهة أزمة؟

عندما يتعرض الشباب وحتى البالغين لأزمة ما فإن الجسم يدخل في دوامة من القلق، هنا تشير دراسة من Anxiety and Depression Association of America (ADAA)، إلى أن الدماغ لا يعمل بمفرده في هذه الحالة، بل هناك تواصل مستمر بينه وبين الجسم. عندما يعتقد الدماغ بأنك في خطر، يرسل إشارات إلى القلب والرئتين والعضلات؛ لتستعد للطوارئ. هذه الاستجابة الفسيولوجية القديمة تعرف بردة الفعل «الكرّ أو الفرّ»، وخلال هذه الحالة تتضاعف الأعراض ويفقد الشخص سيطرته على عقله، لذلك يجب إيقاف هذه الوضعية الذهنية والنفسية واستعادة العقل لتوازنه.

شابة تبدو وكأنها تواجه أزمة 

أهمية العقل في حل الأزمات

ويشير الخبراء إلى أهمية العقل في مواجهة الأزمات، بالقول إن العقل ليس مجرد أداة للتفكير المجرد. فهو مركز للتواصل، للتأمل، ولإدارة استجاباتك الجسدية. في الأزمات، قد تسيطر علينا الغرائز البدائية، لكن تدريب العقل على التهدئة والتواصل الواعي مع الجسم يمنحك فرصة لإعادة التفكير بطرق خلاقة وفعالة.
والتعامل مع الأزمات لا يتطلب عقلاً خارقاً، بل عقل متوازن وجسد معتنى به، وروح تعرف قيمة التعاطف والتواصل.

خطوات للتفكير بعقل واعٍ في الأزمات

وفقاً لمقالة حديثة نشرها Harvard Business Review تحدث الخبراء عن أهمية تطوير ما يسمى مهارات العقل والعاطفة؛ حتى نتمكن من تخطي الأزمة بنجاح، وفيما يلي مهارات أو خطوات يمكن من خلالها التركيز على العقل خلال الأزمات.

المرونة الذهنية

أول ما تحدث عنها الخبراء هو مصطلح يدعى “المرونة الذهنية”، ويعني القدرة على أن تتعلم كيف تهدئ من روعك، وتفكر بوضوح، وتتخذ قرارات ذكية رغم شعورك بالخوف أو الضغط.

اليقظة الذهنية

قد يبدو مصطلحاً قريباً من سابقه، لكنه يعني أمراً آخر، ويعني هذه المرة التمسك بتركيز العقل ومنعه من التوهة، ببساطة، اجلس في مكان هادئ، وركز على تنفسك لدقائق معدودة. هذه الطريقة البسيطة تساهم في تهدئة الجهاز العصبي، وتقلل من تدفق الأفكار السلبية. عندما يصبح عقلك أكثر هدوءاً، تستطيع التفكير في خطواتك القادمة بوضوح أكبر.

التحكم في الأفكار السلبية

حين تدرك هذا الرابط بين الجسد والعقل، تبدأ في فهم ما يحدث بداخلك. الخطوة الأولى للتغلب على القلق هي التعرف إلى إشارات الجسم. هل تشعر بأنفاسك سريعة؟ هل يداك متعرقتان؟. بمجرد أن تعترف بهذه الإشارات، يمكنك تهدئة نفسك عبر تقنيات التنفس العميق أو ممارسة نشاط بدني خفيف. وتشير الأبحاث إلى أهمية التباعد العاطفي عند تلقي أخبار سيئة. خذ بعض الوقت قبل الرد، لا تندفع لتفسير كل ما يحدث، بل اسمح لنفسك بأن تستوعب الموقف بهدوء. بهذه الطريقة، تمنح نفسك مساحة آمنة لإعادة النظر في الموقف بحكمة.

شابة تمارس تقنية التنفس العميق المصدر freepik

تواصل بتعاطف

من أبرز النصائح أن التواصل مع الآخرين مهم جداً وقت الأزمات. حين تشعر بالخوف، تواصل مع أصدقائك أو عائلتك. ليس فقط لتخبرهم عن مشكلتك، بل لتسمعهم أيضاً. الدعم المتبادل يخفف من حدة الأزمة وتأثيرها، ويعزز الشعور بالأمان الجماعي. الأزمات لا تواجه أبداً بشكل فردي، والتعاطف يفتح نافذة جديدة للتفكير الإيجابي.

استعادة التوازن الجسدي

لا يمكن التفكير بشكل سليم إذا كان الجسم منهكاً. يوصي الخبراء بالانتباه لأمور بسيطة لكنها حيوية، مثل شرب الماء، النوم الجيد، تناول غداء متوازن. الدماغ يستنزف الكثير من الطاقة عندما نفكر بشكل مفرط؛ لذا من الضروري إعادة شحن الجسم بالطاقة التي يحتاجها.

خطوات عملية لإعمال العقل في الأزمات

  • خصص خمس دقائق في الصباح للتأمل أو التنفس العميق.
  • عندما تشعر بتسارع ضربات القلب، توقف، خذ نفساً عميقاً، وذكِّر نفسك أن ما تشعر به طبيعي.
  • حدد أوقاتاً خالية من الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي. كثرة المعلومات تزيد من التوتر.
  • تواصل مع شخص قريب من قلبك. أحياناً مجرد مشاركة ما بداخلك يمكن أن يخفف من عبء القلق
  • اعتنِ بجسمك، كُلْ جيداً، اشرب الماء، ونمْ بعمق.

اقرئي أيضاً طرق فعالة لزيادة الثقة بالنفس عند الشباب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *