آليات ووسائل التعافي عقب علاقة سامة
يمكن أن تظهر العلاقات السامة بين الأشخاص بطرق مختلفة، ويمكن أن تحدث في أنواع مختلفة من العلاقات، بما في ذلك علاقات الزواج والخطوبة، وعلاقات الصداقات، والعلاقات الأسرية مع الوالدين وخلافه، وحتى بالعلاقات المهنية؛ فالعلاقة السامة تحدث بسبب شخص ما يقوم ببث السم في أرجاء العلاقة، ويشيع الأذى بجنباتها، ويبث إساءته وضرره؛ ليصيب بشروره وظنونه وتصرفاته كل من يقترب منه، فإذا كنت أحد هؤلاء ممن تعرضوا لعلاقة سامة أو بسبب شخص سام؛ فتابع السياق التالي لتتعرف كيف تتعافى من علاقة سامة.
أنواع وسياقات العلاقات السامة
تقول راندا عبد الجواد استشاري علاقات إنسانية ودعم نفسي ومختص تنمية ذاتية لـ”سيدتي”: العلاقات الصحية واضحة وصريحة، ودائماً ما تُبنى على الاحترام والثقة والتواصل والدعم المتبادل، في حين العلاقات السامة مؤذية ويظهر ضررها للعيان؛ فالعلاقات المسيئة تظهر عندما يمارس أحد الشريكين السلطة والسيطرة على الآخر من خلال الإيذاء البدني أو العاطفي أو الأخلاقي، وهذا النوع من العلاقات يكون خطيراً، ويمكن أن يكون له آثار جسدية ونفسية مؤذية بالنسبة إلى الضحية، وهذه بعض السياقات المعروفة للعلاقات السامة:
- العلاقات السامة المسيئة عاطفياً: وفيها يقوم أحد الشريكين باستمرار بالتقليل من شأن عواطف الطرف الآخر وتقديره لذاته وأفعاله، أو انتقاده، أو التلاعب به، أو التحكم فيه.
- العلاقات السامة المسيئة جسدياً: تتضمن الأذى الجسدي أو العنف، مثل الضرب أو الدفع أو أشكال أخرى من الإصابات الجسدية.
- العلاقات السامة الاعتمادية أو الاتكالية المتبادلة: وفيها يصبح كلا الفردين معتمدين على بعضهما بعضاً بشكل مفرط إلى درجة غير صحية، وغالباً ما يضحي أي من الشخصين برفاهيته وسعادته ويتم استنزافه من أجل تلبية احتياجات الشخص الآخر وسعادته ورفاهيته.
- العلاقات السامة النرجسية: وفيها يظهر أحد الشريكين أنانية شديدة، وسلوكاً تلاعبياً، ونقصاً في التعاطف؛ ما يجعل الشخص الآخر يشعر بعدم الأهمية أو عدم الجدارة.
- العلاقات السامة القائمة على التلاعب والخداع: وفيها يتلاعب أحد الشريكين بالشريك الآخر؛ ليجعله يشك في مشاعره وإدراكه وعقله، وقد يجعله يشك في واقعه وفي نفسه.
- العلاقات السامة المفضية إلى العزلة: وفيها يعزل أحد الشريكين الآخر عمداً عن الأصدقاء أو العائلة أو أنظمة الدعم؛ ما يجعل من الصعب عليه طلب المساعدة أو الهروب من الموقف السام.
- العلاقات السامة القائمة على التحكم: وفيها يحاول أحد الشريكين التحكم في كل جانب من جوانب حياة الطرف الآخر، بدءاً من الأمور المالية والصداقات وحتى الأنشطة اليومية.
- العلاقات السامة القائمة على الغيرة والتملك: وفيها تؤدي الغيرة المفرطة والتملك إلى انعدام الأمان المستمر والعلاقات المتوترة.
- العلاقات السامة القائمة على الانتقاد المستمر: وفيها ينتقد أحد الشريكين الآخر باستمرار ويقلل من شأنه؛ ما يؤدي إلى تآكل احترامه لذاته وقيمته الذاتية.
- العلاقات السامة المفضية للإهمال واللامبالاة: وفيها يتجاهل أحد الشريكين باستمرار الاحتياجات العاطفية أو الجسدية للطرف الآخر؛، ما يؤدي إلى الشعور بالهجران والحزن.
- العلاقات السامة المؤدية لفساد الأخلاق: وفيها يدفع الشريك السام شريكه الضحية للإتيان بأفعال فاسدة وسلوكيات غير لائقة تسبب له العديد من المشكلات الصحية والنفسية.
- العلاقات السامة المفضية إلى الإساءة المالية: وفيها يمارس أحد الشريكين السيطرة على أموال الطرف الآخر، ويقيد وصوله إلى المال أو يستخدم المال بوصفه أداة للتلاعب.
تؤكد راندا أهمية وضرورة التعرف إلى علامات كل نوع من العلاقات السامة وتحديدها؛ حتى نتمكن من التعامل معها لافتة إلى أن علامات العلاقات السامة يمكن التعرف إليها ببساطة حيث يتطلب الأمر القوة للتعرف إلى العلاقة السامة والمزيد من الشجاعة للابتعاد عنها وإنهاء هذه الديناميكية السامة بأمان.
هل تعلم أن العلاقات السامة بها قواعد يمكن التعامل معها.. إليك قواعد في إتيكيت التعامل مع العلاقات السامة
إيجاد الطريق نحو التعافي بعد علاقة سامة
قد يكون التغلب على علاقة سامة أمراً صعباً، ولكنه ضروري لصحتك العقلية والعاطفية؛ فأنت لا يمكنك تغيير السلوك السام لشخص ما ولن يمكنك، ولكن يمكنك اختيار تغيير رد فعلك تجاهه، ويمكنك إيجاد الطريق نحو التعافي إذا اتبعت الخطوات التالية:
- ابدأ بالاعتراف بالسمية في العلاقة وتأثيرها السلبي في حياتك.
- حدد حدوداً واضحة لحماية نفسك من المزيد من الأذى.
- اطلب الدعم من الأصدقاء أو العائلة لاكتساب القوة العاطفية اللازمة؛ للتحرر مما يكبلك من مشاعر وقيود مادية أو معنوية.
- أعطِ الأولوية للعناية الذاتية، والمشاركة في الأنشطة التي تغذي صحتك الجسدية والعاطفية.
- فكر في طلب المساعدة المهنية للتعامل مع تعافيك من سموم هذه العلاقة بشكل فعَّال.
- فكر في أفعالك التي ساهمت في أن تصل لهذا الحد ووضع خطة للتغيير والتغير.
- اجمع المستندات المهمة وأموالك الخاصة في حساب آمن لترسيخ الاستقلال، وحدد مكاناً آمناً للإقامة عند المغادرة.
- خطط للانفصال بعناية، واختر وقتاً هادئاً لإنهاء العلاقة، وفكر في وجود صديق أو فرد من العائلة للدعم.
- قلل من الاتصال بالشخص السام وقم ببناء شبكة دعم من التأثيرات الإيجابية.
- غيِّر معلومات الاتصال الخاصة بك للحد من وصول الشخص السام إليك إذا لزم الأمر.
- اطلب المشورة القانونية بشأن أي آثار مثل ترتيبات الملكية أو الحضانة.
- تعلم من التجربة لتجنب تكرار أنماط مماثلة في المستقبل.
- مارس التسامح للتخلص من أي ذكرى سيئة متبقية.
- كن صبوراً مع نفسك في أثناء رحلة الشفاء، مع العلم أن إنهاء علاقة سامة هو فعل من حب الذات والطريق إلى حياة أكثر صحة وسعادة.
بالنهاية إذا شعرت بصعوبة التعافي والخروج من العلاقة بأمان؛ فاعلم أنه قد يتطلب التعامل مع عواقب العلاقة السامة الحصول على الدعم من طبيب نفسي متخصص في الصحة العقلية الذي سيساعدك في معالجة المشاعر المشوشة ووضع حدود صحية وإعادة بناء احترام الذات.
ونحو المزيد قد ترغب في التعرف إلى: كيفية تجاوز العلاقات السامة والتعامل مع الأصدقاء السامين