أبرزهن هيفاء وهبي.. اكتشفي كيف دخلت النقوش البرية عالم الموضة؟
في عالم الموضة، حيث تتجدد الألوان وتتنافس التصاميم في لفت الأنظار، تظل نقشة جلد النمر أو “الليوبارد Leopard” أو الحمار الوحشي واحدة من أكثر الرموز قوة وتميزاً، تعود جذور هذه النقشة إلى تاريخ طويل ومعقد، ينسجم فيه الطابع البري للغابات مع الأناقة العصرية، فهي ليست مجرد نمط يزين الملابس، بل هي تجسيد لأسطورة تعبر عن القوة والجاذبية، وقد تميزت العديد من النجمات باعتماد هذا النوع من الطبعات والتألق بها وأبرزهن النجمة هيفاء وهبي التي نسقته مع الأصفر الخردلي بطابع مونوكروم تناقض مع سترة بنقش الفهد.
ما يميز هذه النقشة أنها تتناسب مع كل الأوقات، ولمختلف ألوان البشرة، لا تحتاج لتكلفة كبيرة، ومع ذلك، تبدو الأزياء المزينة بها فاخرة وذات قيمة كبيرة، وتجمع بين الأناقة والعصرية، تعبر عن امرأة جريئة، يمكن أن تزين مختلف الأقمشة مثل الساتان في السهرة، وحتى الأزياء اليومية مثل القطن؛ مما يجعلها تناسب جميع الأذواق والأوقات، ولذلك أصبحت الحب الأبدي للنساء، فلا غنى عنها في كل عصر.
بدأت رحلة نقشة جلد النمر في عالم الموضة منذ العصور القديمة، حيث كانت تستخدم في ملابس الملوك والنبلاء كرمز للهيبة والقوة، ففي الحضارات القديمة مثل المصريين والرومان، كانت طبعة الفرو المزين بنقوش النمر ترمز إلى القوة والسلطة، ومع مرور الوقت، انتقلت هذه الرمزية إلى عالم الأزياء، حيث أصبحت طبعة جلد النمر تزاحم بقوة لتأخذ مكانها في الموضة العالمية.
ظهور نقشة جلد النمر في العشرينيات والثلاثينيات
كانت جلود النمر الحقيقية من غنائم الصيد تُعلق في مكاتب الرجال “العظماء” للدلالة على براعتهم في الصيد، كما كانت ترتديها نجمات هوليوود، حيث اكتسب هذا النمط شهرة كبيرة في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، وبرزت بقوة مع تطور الموضة لدى أشهر الماركات العالمية حينها، مثل كريستيان ديور Christian Dior، ولانفان Lanvin الذي صنع فساتين من الحرير والكريب مزينة بهذه النقشة حينها.
كانت المصممة “كوكو شانيل Coco Chanel” من بين أولى من استلهموا هذه النقشة، حيث أدمجتها في تصاميمها لتعكس القوة والجرأة التي كانت تمثلها، وقد واصل المصممون المعاصرون استكشاف إمكانيات هذه النقشة، مثل دار “سان لوران Saint Laurent”، حيث أضفت عليها لمسات حديثة تتماشى مع تطورات العصر في ذلك الوقت.
تطور نقشة جلد النمر في الأربعينيات والخمسينيات
شهدت أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين تبني فتيات الغرب لهذا النمط، وارتدين الفساتين المزينة بنقشة الليوبارد، وخاصةً في الملابس المنزلية وملابس النوم، وفي ذلك الوقت، بدأت ماركة الملابس الداخلية الأمريكية فانيتي فير في بيع موديلات ذات النقشة المرقطة.
ومع حلول الخمسينيات، شهدت النقشة نهضة أخرى، وأصبحت معاطف الفرو رمزاً أساسياً للمكانة بين الأثرياء، وبينما كان هناك فراء الثعالب والثعابين وغيرها، كانت جلود النمر تتفوق على جميع الطبعات الأخرى.
تعرفي إلى كيفية تنسيق تنورة ماكسي طويلة في المناسبات والسهرات لصيف 2024
النجمات يعتمدن نقشة جلد النمر في الستينيات
خلال الستينيات، اكتسب هذا الاتجاه زخماً كبيراً بين عامة الناس، حيث دفعته إلى التيار العديد من النجمات والمشاهير، أمثال جاكي كينيدي وبريت إيكلاند وجين شريمبتون، وبفضل الاهتمام الكبير بهذا النمط، تم قتل مئات من الفهود والنمور لصالح تجارة الفراء.
ولكن بحلول عام 1968، خصص رودي جيرنريتش مجموعة كاملة لطبعات الحيوانات الصناعية، بدلاً من استخدام الجلود الحقيقية والاضطرار لقتل الحيوانات للحصول عليها.
نقشة جلد النمر في السبعينيات والثمانينيات
مع الاهتمام بنقشة جلود الحيوانات في عروض الأزياء خلال هذه المرحلة، بدأت العديد من الماركات في تصميم موديلات أزياء أيقونية تحمل هذه الطبعة الشهيرة، وأبرزها ديان فون فورستنبرج Diane Von Furstenberg، أيقونة السبعينيات، حيث صممت فستانها الملفوف الشهير في عام 1974 مع جلد النمر كأحد الطبعات.
وفي هذه المرحلة، تبنت العديد من النساء النخبة والنجمات هذه الصيحة، حتى أصبحن يرتدين فساتين نقشة جلد النمر في المناسبات والحفلات الخاصة بهن، وأبرزهن ديبي هاري Debby Harry.
إليكِ 6 أسباب تجعلك ترتدين التنانير الملفوفة هذا الموسم
إبداع المصممين بنقشة جلد النمر في التسعينيات
من فرقة سبايس جيرلز وليتل كيم إلى نعومي كامبل في أزياء جيفنشي Givenchy وكيت موس Kate Moss في أزياء جان بول غوتييه JeanPaul Gaultier ، تبنت فترة التسعينيات الجريئة الطبعات في كل من الأزياء البسيطة ذات الأسعار المناسبة، وكذلك الأزياء الراقية، وفي مقدمتها طبعة جلد النمر.
شهد عرض أزياء عز الدين علايا لخريف وشتاء عام 1991 إرسال المصمم لمجموعة من العارضات على منصة العرض مرتديات أحذية وقبعات وكورسيهات ومعاطف من جلد النمر، وهي مجموعة تجسد الطبيعة المزدوجة للطبعات، ما بين المبالغة والبساطة، والحداثة مع الرقي.
كما اعتمدت الأميرات اللواتي يتمتعن بأسلوب أنيق وعصري هذه الصيحة، وأبرزهن الأميرة ديانا، والتي ظهرت بالفستان الليوبارد الناعم أثناء ذهابها إلى رحلة بصحبة أسرتها.
طالعي نصائح ذهبية لترتدي التنانير البليسيه بطريقة عصرية
نقشة جلد النمر في الألفينيات والعصر الحالي
بعد اختفاء بسيط، عادت نقشة الليوبارد إلى عالم الموضة مرة أخرى وبقوة، وقد أصبحت اتجاهاً رائجاً، وأبدعتها العديد من الماركات في قطع أزياء مختلفة، حتى أصبحت هذه النقشة أساسية في أغلب عروض الأزياء التي تقدمها أشهر الماركات، لتتغلب على النقشات الأخرى وتتخذ مكانة كبيرة في عالم الموضة.
ولم تعد نقشة جلد النمر مقتصرة على الأزياء فحسب، بل اقتحمت عالم الأكسسوارات، وأبدعتها العلامات الشهيرة في تصاميم ساحرة للحقائب والأحذية والأوشحة، وغيرها من القطع المميزة.
وقد وصلت الصيحات إلى تنسيق الأزياء مع الأكسسوارات بنقشة جلد النمر، مثل هذه الإطلالة من دولتشي آند غابانا Dolce & Gabbana بالمعطف المزين بهذه النقشة مع غطاء الشعر بالنقشة نفسها.
تألق نجمات العصر بنقشة جلد الفهد
يبدو أن عشق هذه النقشة لم يقتصر على نجمات هوليوود في الماضي، بل لازالت نجمات العصر الحديث يتألقن بها في عصرنا هذا، حيث تحرص العديد منهن على اعتماد الأزياء بنقشة جلد النمر في مختلف إطلالاتهن، وهناك فرق ما بين تنسيق جلد الفهد وجلد النمر، فالبعض يفضلن الظهور بإطلالات برية كاملة مع حذاء وأكسسوارات بطبعات برية، والبعض الآخر يمزجن هذا القماش مع خامات أخرى وألوان أخرى للحصول على مظهر راق ويميل إلى الكلاسيكية العصرية، أما النجمة مايا دياب فتفضل الظهور بجمبسوت مطاطي باللونين البرتقالي والأسود بطبعات الفهد، وهي إطلالة عصرية حيوية اعتمدت معها تسريحة ذيل الحصان المرفوعة.
في واحدة من أحدث إطلالاتها، اعتمدت هنا الزاهد فستان حمالات بنقشة جلد النمر يجمع بين الأنوثة والرقة، بقصّة تحدد الخصر وتنورة عمودية طويلة، حيث إنه التصميم الأكثر ظهوراً لهذه النقشة.
كما شاركت نوال الزغبي متابعيها بإطلالة عصرية تجمع بين التيشيرت الأبيض والبنطلون الجينز الواسع مع فيست بسيط بنقشة جلد الليوبارد؛ ليضيف لمسة أنيقة وجذابة للوك.
وتعد ياسمين صبري من أكثر النجمات العاشقات لهذه الطبعة المميزة، ولذلك تحرص من حين لآخر على ارتدائها في مختلف الإطلالات، وخاصةً الفساتين اليومية.
في النهاية، تظل نقشة جلد النمر رمزاً للأناقة والعصرية؛ إذ تمثل قوة وثقة في كل قطعة تزين بها، إنها ليست مجرد نمط، بل هي جزء من تاريخ طويل ومعقد يعكس كيف يمكن أن يجسد التصميم قوة الجمال والتفرد في عالم الموضة.
اكتشفي حكاية نانسي عجرم مع الترتر.. ما سر تعلقها به؟