أسباب اضطراب النوم عند الطفل وكيف يمكن التغلب عليه؟

مع اقتراب وقت النوم، قد تجدين طفلك الصغير يبدو قلقاً ومضطرباً، ويواجه أحياناً صعوبة في النوم، فهناك العديد من العوامل التي يمكن أن تسبب قلق الأطفال أثناء النوم، مثل الخوف، والشعور بعدم الأمان، وبعض المشاكل الصحية، لذلك لا يجب القلق، اكتشفي السبب وساعدي طفلك على أن يشعر بالراحة خلال ساعات نومه، وفي المقابل إذا كان هناك شك في أن طفلك يعاني من بعض المشاكل الصحية، فيجب استشارة الطبيب؛ لأنها إذا تركت من دون علاج؛ فقد يكون لذلك تأثير سلبي على صحة طفلك. فيما يلي، وفقاً لموقع “هيلث لاين”، عدة أسباب تجعل الأطفال يشعرون بالقلق أثناء النوم.

قلق الانفصال

قلق الانفصال هو شعور بالقلق الذي ينشأ عندما يتعين على الطفل الانفصال عن والدته أو والديه، وتعتبر هذه الحالة أمراً طبيعياً بالنسبة للأطفال الصغار الذين يمرون بها كجزء من مرحلة نموهم، وسيختفي في الغالب عندما يبلغ الطفل 3 سنوات. وفي المقابل، إذا استمر القلق أثناء النوم؛ فقد يكون علامة خطيرة لاضطراب قلق الانفصال، والذي يجب علاجه مع طبيب أمراض نفسية، لأنه يمكن أن يجعل من الصعب على الأطفال النوم لأنهم مرتبطون بوالديهم، وقد يبدأون في الشعور بالقلق والبكاء ورفض النوم طوال فترة الطفولة.

للأمهات، ربما تودين التعرف إلى علاج القلق عند الأطفال

متلازمة تململ الساق

يمكن أن يعاني الأطفال من متلازمة تململ الساق، وتتميز هذه المتلازمة بتغير طريقة نوم الطفل بشكل متكرر، كما أن الأطفال أيضاً غالباً ما يحركون أرجلهم أثناء النوم.

يمكن أن يعاني الأطفال المصابون بهذه المتلازمة من مشاكل سلوكية، مثل العدوان وفرط النشاط والنعاس أثناء النهار واضطرابات النوم.

ويمكن تشخيص متلازمة تململ الساق وفحص الطفل من قبل الطبيب على الفور.

الشعور بعدم الأمان

تنشأ مشاعر القلق أيضاً عندما يشعر الأطفال أنهم في بيئة غير مألوفة، ويمكن أن يحدث هذا عندما ينام الطفل في منزل جديد أو مكان لا يعرفه، فيمكن أن تسبب البيئة غير المألوفة مشاعر عدم الأمان لدى الأطفال.

من المحتمل جداً أن تؤدي هذه الحالة إلى ظهور أفكار سلبية مختلفة لدى الأطفال، مما يجعلهم يشعرون بالقلق، ويجعل من الصعب عليهم إغلاق أعينهم.

الآثار الجانبية للأدوية والطعام

قد يكون السبب الآخر لنوم الأطفال المضطرب هو تناول بعض الأدوية التي تحتوي على مضادات الاكتئاب ومضادات الاختلاج والكورتيكوستيرويدات التي يمكن أن تسبب القلق عند الأطفال، لذلك قبل إعطاء الدواء لطفلك، يجب عليك أولاً استشارة الطبيب.

على الجانب الآخر، بجانب بعض الآثار الجانبية لتناول الطفل لبعض الأدوية، فإن اضطرابات النوم لدى الأطفال يمكن أيضاً أن تكون ناجمة عن الطعام، فإن تناول الكثير من السكريات قد يجعل من الصعب على الأطفال النوم. لأن مستويات السكر في الدم لديهم ترتفع ثم تنخفض بشكل ملحوظ، وسيعمل جسم طفلك الصغير بجد لتحقيق استقرار نسبة السكر في الدم مرة أخرى؛ عن طريق إطلاق الأدرينالين أو هرمونات التوتر، ونتيجة لذلك قد يشعر الأطفال بالقلق أثناء النوم، لذلك يجب على الأمهات الحد من تناول أطفالهن للسكريات، وتجنب أيضاً تناول الأطعمة الحافظة التي تحتوي على مواد التحلية الصناعية.

الخوف من الظلام أو الكوابيس

قد يكون السبب وراء قلق الأطفال أثناء النوم هو خوفهم من الظلام أو الكوابيس، وتحدث معظم الكوابيس أثناء النوم عبر حركة العين السريعة؛ أي بعد حوالي 90 دقيقة من نوم الطفل، وقد يأتي الخوف من تطور الخيال لدى دماغ الطفل، وما يتخيله يجعله يعتقد أنه سيتحقق، وللتغلب على ذلك يمكن للأمهات تعليم أطفالهن التحكم في خيالهم.

إذا كان طفلك يخاف من “الوحوش”، فيمكنك أن تطلبي منه تغيير خياله، على سبيل المثال يتم تحويل شخصية “الوحش” المخيف إلى شخصية لطيفة؛ من خلال ارتداء قبعة يوم ميلاد أو قميص منقوش.

مشاكل الأرق

وفقاً للدراسات، فإن حوالي 50 بالمائة من الأطفال يعانون من مشاكل في النوم، و10 إلى 30 بالمائة يعانون من الأرق أو صعوبة في النوم، فالأرق يمكن أن يجعل الأطفال يشعرون بالقلق أثناء النوم، ويحتاج الأطفال إلى النوم من أجل النمو الأمثل للدماغ.
على الجانب الآخر، يجب الانتباه إلى أن الأطفال الذين يواجهون صعوبة في النوم ليلاً يمكن أن يواجهوا صعوبة في التعلم في المدرسة، كما أنهم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات النوم مع تقدمهم في السن.

الأطفال أيضاً الذين يعانون من الصدمات النفسية يشعرون بالقلق بسهولة، بما في ذلك وقت النوم، ومن الأمثلة على الأحداث التي يمكن أن تؤثر على نفسية الطفل؛ أن يكون ضحية للاختطاف أو العنف أو التنمر أو الكوارث الطبيعية، فإذا استمر طفلك في القلق ويعاني من صعوبة في النوم، فيجب عليكِ أخذ طفلك على الفور إلى طبيب الأطفال.

كيفية التعامل مع قلق الأطفال أثناء النوم

يمكنك اتباع الخطوات التالية؛ حتى يتمكن طفلك من العودة إلى النوم بسهولة وبشكل سليم.

• حاولي أن تجعلي طفلك يعبر عما يشعر به، ففي بعض الأحيان فإن مجرد الاستماع سيسمح للأطفال بالتغلب على مخاوفهم.
• في بعض الأحيان يمكنك تقديم النصائح أو الجمل الهادئة أو الحلول للمشاكل التي يواجهها طفلك، وبهذه الطريقة سيكون عقل الطفل أكثر هدوءاً، ويستطيع النوم بسهولة أكبر.
• إذا كان الخوف من البقاء بمفرده هو السبب وراء قلق طفلك أثناء النوم، فيمكنك إعداد دمية لطفلك أو لعبته المفضلة بجوار سريره، ويمكن أن تكون هذه الألعاب أو الدمى رفيقة في السرير؛ حتى لا يشعر الأطفال بالوحدة، كما أن وجود الألعاب يمكن أن يخلق شعوراً بالراحة، حتى يتمكن الأطفال من النوم بسهولة أكبر ومن دون قلق.
• إن قراءة القصص الخيالية يمكن أن توجه أفكار طفلك السلبية إلى عالم إيجابي من الخيال، ويمكن أن يساعد ذلك الأطفال على نسيان همومهم التي تسبب لهم القلق أثناء النوم ليلاً.
• إذا كان طفلك يشعر بالقلق لأن الغرفة مظلمة، فإن الحل الصحيح للتغلب على ذلك هو إعادة ضبط الإضاءة بما يجعل طفلك مرتاحاً، ولا تطفئي الأضواء بالكامل، ويمكنك استخدام مصباح غرفة النوم المصمم ليكون مناسباً للنوم. أيضاً قومي بإيقاف تشغيل التلفزيون أو الأجهزة القريبة التي ينبعث منها ضوء أزرق ويمكن أن تعطل النوم.
• قد تحتاجين إلى طلب المساعدة من طبيب أطفال أو طبيب نفساني، خاصة إذا كان لدى الطفل تاريخ من الصدمات أو الخوف المفرط أو المشاكل النفسية التي تتداخل مع أنشطته.

ربما تودين التعرف إلى 6 خطوات لوضع روتين لنوم الاطفال بعد الدراسة

* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.