أسباب كثرة بكاء الطفل من دون مبرر
ومن الطبيعي أن تشعري بالإحباط؛ بسبب طفل يذرف الدموع كثيراً، خاصة عندما لا تتمكنين من معرفة سبب بكاء طفلك الصغير، خصوصاً قبل أن يتحدث، حتى عندما يبدأ الأطفال في النطق، فإن أسباب بكائهم ليست دائماً عقلانية، وفقاً لمعايير البالغين على أي حال.
لا يجب أن يكون هدفك دائماً هو جعل طفلك يتوقف عن البكاء.. ذرف القليل من الدموع يمكن أن يكون مفيداً للأطفال (والكبار!). لكن، اسألي نفسك: “لماذا يبكي طفلي؟”. سيساعدك تحديد السبب على إيجاد حل للموقف. وفيما يلي بعض الأسباب الأكثر شيوعاً التي تجعل الأطفال يبكون، بالإضافة إلى بعض الاقتراحات حول كيفية الاستجابة لكل سبب، كما يقترحها عليك الأطباء والمتخصصون.
طفلك مصاب بالتعب
أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لبكاء الأطفال هو إرهاقهم. يمكن أن يؤدي شعورهم بالضيق مثلاً إلى نوبات غضب وسلوك غير عقلاني، ولا يمكنك منع التعب الناجم عن نوبات الغضب لدى الطفل بنسبة 100٪، ولكن يمكنك تقليله من خلال إبقاء طفلك على جدول نوم روتيني، والالتزام به حسب عمره، ثم ضعي في اعتبارك قيلولة النهار، التي من الأفضل أن تكون مرتين يومياً حتى يبلغ طفلك من 15 إلى 18 شهراً، ثم قيلولة واحدة يومياً حتى يبلغ طفلك حوالي 3 أو 4 سنوات.
سيعتمد وقت النوم المناسب على عمر طفلك والوقت الذي يستيقظ فيه عادةً في الصباح.. ينام معظم الأطفال جيداً بين الساعة 7 و9 مساءً.
وإذا لاحظت أن عينيه بدأتا تدمعان، فابحثي عن علامات التعب، مثل فرك عينيه، أو التثاؤب، فقد يكون من المناسب وضعه في قيلولة؛ لمساعدته على استعادة السيطرة.
قد يكون طفلك جائعاً
حتى الكبار “يصابون بالجوع”. ومن المحتمل أنه الوقت المناسب لتناول طفلك وجبة خفيفة، إلا إذا كان يستمتع كثيراً باللعب. سيكون مشتتاً ولن يتواصل معك، فمن الصعب جداً معرفة أنه جائع.
قد يكون الجوع هو السبب في البكاء إذا استيقظ طفلك الصغير للتو من قيلولة، أو إذا مرت ثلاث إلى أربع ساعات منذ آخر مرة أكل فيها. إذا لم يأكل طفلك منذ فترة وكان مزاجه يتدهور بسرعة، فحاولي أن تقدمي له بعض الطعام. حيث يمكن أن يؤدي تحضير بعض الوجبات الخفيفة الصحية في متناول اليد إلى كبح الدموع بسرعة عندما تكونين بعيداً عن المنزل.
طفلك يبالغ في اللعب والحركة
يحب الأطفال أماكن اللعب الكبيرة، أو حفلات أيام الميلاد، وهي الأمكنة التي يريد الطفل أن يكون فيها، ومع ذلك، في مرحلة ما، يمكن أن يصبح الزحام والضجيج أكثر من اللازم بالنسبة لبعض الأطفال، غير مستحب، وبالمقابل لا يتمكن الطفل من التعبير عن انزعاجه.
قد ترين دموعه عندما يكون مفرطاً في التحفيز. في هذه الحالة حاولي منحه استراحة، إذا كنت في مكان عام، أو اصطحبيه إلى الخارج أو إلى غرفة أكثر هدوءاً، واتركيه يجلس لبضع دقائق حتى يدرك ما يريد. وإذا كان طفلك منزعجاً ولم يهدأ، فقد يكون من الأفضل اصطحابه إلى المنزل مبكراً.
طفلك يشعر بالتوتر
الكثير من الأشياء تشعر الأطفال بالتوتر! خصوصاً من كرة القدم إلى التدرب على البيانو أو أي نشاط آخر، ويمكن أن يشعر الأطفال أيضاً بالتوتر بسبب ما يحدث من حولهم، مثل المشاكل في زواج والديهم، أو الانتقال أو تغيير المدرسة، أو حتى الأحداث التي يسمعونها في الأخبار الليلية. قد يصاب طفلك بالبكاء بشكل غير طبيعي إذا شعر بعبء أحداث الحياة المجهدة، حتى تلك التي لا تتعلق به بشكل مباشر. وهو في هذه الحالة بحاجة لمساعدتك في تغيير البيئة. ومنحه فرصة لتعلم كيفية إدارة عواطفه.
يمكن للأطفال الأكبر سناً الاستفادة من مهارات التعلم لإدارة الإجهاد. مثل التنفس العميق والتأمل إلى التمارين والأنشطة الترفيهية.
طفلك يريد اهتماماً أكثر
يعرف طفلك أن البكاء طريقة رائعة لجذب انتباهك، حتى لو فعلها بشكل سلبي، وإذا أجبت بقول: “توقف عن الصراخ” أو “لماذا تبكي الآن؟” يمكن أن يشجع طفلك في الواقع على استمرار نوبات الغضب.
تجاهلي سلوكه كلما أمكن ذلك. وتجنبي الاتصال بالعين، ولا تبدئي محادثة عندما يبحث طفلك عن انتباهك. في النهاية، سيرى أنه ليس من الممتع افتعال نوبة غضب أو الصراخ بصوت عالٍ عندما لا يكون لديه من يسمعه.
أظهري لطفلك أنه يمكنه جذب انتباهك من خلال اللعب بشكل جيد، واستخدام الكلمات اللطيفة، واتباع القواعد. قومي بمدحه لهذه السلوكيات، وسيقل احتمال أن يحاول استخدام الدموع لجذب انتباهك.
امنحي طفلك جرعات منتظمة من الاهتمام الإيجابي. وخصصي بضع دقائق كل يوم للنزول معه على الأرض، أو لعب لعبة أو رمي الكرة ذهاباً وإياباً. تقل احتمالية بكاء طفلك لجذب الانتباه إذا منحته بضع دقائق؛ ليكون في دائرة الضوء كل يوم.
طفلك يريد شيئاً لا يتمكن من التعبير عنه
لا يفهم الأطفال الصغار الفرق بين الرغبات والاحتياجات. عندما يريدون شيئاً ما، غالباً ما يؤكدون أنهم بحاجة إليه، سواء كان اللعب بمزهرية قابلة للكسر، أو الرغبة بالتنزه في النهاية، لا بد من انهمار الدموع، والتعبير عن اليأس، وإذا استسلمت بعد أن قلت لا إما لأنك تشعرين بالذنب أو تعتقدين أنك لا تستطيعين تحمل الاستماع إلى المزيد من البكاء فأنت تعلمين طفلك أنه يمكنه استخدام الدموع للتلاعب بك. عليك قول عبارات مثل: “أتفهم أنك تشعر بالضيق الآن”، أو “أشعر بالحزن لأننا لا نستطيع الذهاب إلى الحديقة أيضاً”، ولكن لا تتراجعي.
يمكنك تعليم طفلك بشكل استباقي طرقاً مناسبة اجتماعياً للتعامل مع مشاعره؛ عندما لا يحصل على ما يريده. إن تلوين صورة، بقول: “أنا حزين حقاً”، أو أخذ بعض الأنفاس العميقة هي بعض مهارات التأقلم التي قد تساعدهم في التعامل مع المشاعر غير المريحة.
تعرّفي إلى: بكاء الطفل من دون سبب في عمر الشهرين
يريد طفلك التهرب من تنفيذ طلب ما
عندما تطلبين من طفلك أن يجمع ألعابه في الصندوق، أو يذهب للنوم، يبدأ بالبكاء كخدعة، وإذا جعلك تتعاطفين معه لدقيقة، فيمكنه تأجيل القيام بشيء لا يريد القيام به.
تحققي من صحة مشاعر طفلك بالقول: “أعلم أنه من الصعب جمع ألعابك عندما تريد الاستمرار في اللعب”. في الوقت نفسه، تجنبي الدخول في نقاش مطول أو صراع على السلطة، فقط قومي بتحذيره إذا لزم الأمر، وحددي العواقب التي يمكن أن يتوقعها طفلك إذا لم يمتثل. حاولي أن تقولي شيئا مثل: “إذا لم تلتقط الألعاب الآن، فلن تتمكن من اللعب بها بعد الغداء”. إذا لم يمتثل طفلك، فافعلي ما قلت.
متى تطلبين مساعدة الطبيب؟
إذا بدا أن طفلك يبكي أكثر من الطبيعي، أو لا يمكن مواساته، فتحدثي إلى طبيب الأطفال الخاص بك. في بعض الحالات، يمكن أن تكون المشكلة الطبية الأساسية مثل عدوى الأذن التي تسبب الألم، وبمجرد أن تعرفي أنه لا يعاني من مشكلة جسدية، يمكنك العمل على تقليل بكاء طفلك؛ وذلك بإعطائه القليل من الوقت.
إذا كان كبيراً بما يكفي للتحدث عما يزعجه، خذي الوقت الكافي لإجراء محادثة معه. وتحدثا عن كيفية حل المشكلة معاً. حتى إذا لم تتمكني من إصلاح السبب بطريقة سحرية؛ فسيقدّر طفلك وجودك لمراعاته.
الصور من: stockadobe
ملاحظة من «سيدتي. نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.