أصدقاء الزوجة متى يشكلون خطراً على الحياة الزوجية؟
الصداقة علاقة إنسانية رائعة وجميلة، تتسم بالعديد من الصفات الجليلة، والإنسان لا يستطيع أن يعيش بلا أصدقاء؛ فالصديق ملاذ يلجأ إليه الإنسان وقت الشدة، فيكون بمنزلة السند والداعم في كل الأوقات، ولا يمكن للزوج أو الزوجة الانعزال عن دائرة الحياة الاجتماعية وبالأخص محيط الأصدقاء، فبهم تنتعش الحياة الزوجية، ويوفر التواصل معهم متنفساً اجتماعياً مهماً للحياة الزوجية، بالسياق التالي “سيدتي” التقت استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية رانيا المعداوي لتخبرك متى يشكل أصدقاء الزوجة خطراً على الحياة الزوجية؟
لا بُدَّ من التريث عند اختيار الأصدقاء
تقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية رانيا المعداوي لـ”سيدتي”: على الرغم من أهمية الصداقة في حياتنا؛ فإنه لا بُدَّ من التريث عند اختيار الأصدقاء، والتأكد من صفاتهم وأخلاقهم؛ فللأصدقاء تأثير مباشر في العلاقة الزوجية، خاصة في حال غياب الثقة بين الزوجين، فلا ننكر أن الصديق المخلص الإيجابي يأخذك دائماً إلى الجهة المشرقة، ولكن صداقة الأصدقاء السلبيين تساهم في جعل الحياة سلسلة من المتاعب و الأحاسيس المتناقضة والسلوكيات السيئة، وقد تجعل قطار السعادة بين الزوجين يصل لمحطات يجب عدم التوقف عندها، وقد يصل الأمر لمرحلة صادمة تصل للانفصال بسبب تدخلات الأصدقاء أو آرائهم المغلوطة أو الحقودة أو… لذلك لا بُدَّ من التريث كثيراً عند اختيار الأصدقاء وإعادة النظر في تأثيرهم في فكر الزوج والزوجة.
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرفين إلى: طرق تجعل الشريك يقع في حبك مرة أخرى
أصدقاء الزوجين لهم تأثير مباشر في العلاقة الزوجية
تؤكد رانيا المعداوي أهمية أن يكون الشخص اجتماعياً ولديه صلات بمن حوله، فلا يمكن للزوج أوالزوجة الانعزال عن دائرة الحياة الاجتماعية وخاصة محيط الأصدقاء، فكل طرف منهما لديه علاقاته الخاصة، على أن بعض الأزواج يعتقد أن قرب الأصدقاء منه وعلاقته الوثيقة بهم جزء أساسي من حياته يقحمه في كل تفاصيلها، ويحكي دقائق حياته اعتقاداً منه أن ذلك لا يجعل الملل والروتين يتسربان إلى العلاقة الزوجية مع شريكه، أو أن علاقته مع أصدقائه ستكون الدواء الشافي لكل مشكلة وتحديات العلاقة الزوجية؛ فهو يأخذ حكمه ومواعظه من أصدقائه الذين سيفيدونه “من وجهة نظره طبعاً” ولن يضروه، وقد يحدث هذا من الزوجة مثلاً من دون قصد، عند نشوء أي خلاف أسري، فقد تلجأ في البداية للصديقات للتنفيس والفضفضة عن خلافاتها مع الزوج، ثم يتطور الموضوع تدريجياً إلى تدخل صديقات الزوجة، وكأنهن سينصحنها بالتعامل الأمثل مع هذه المشكلات، ومع استمرار هذا الأمر تعتاد الزوجة أخذ رأي الصديقات في كل الأمور، وهي كلها ثقة بأن الحلول لديهن هي الحلول المثلى لكل المشكلات، فلديهن العصا السحرية للتعامل مع أي مشكلة، وهنا يقع المحظور؛ فغالباً ما تؤدي حلول ولنقل تدخلات أصدقاء الزوجة إلى نتائج سلبية، تنعكس على الزوجين، ولكي نتجنب الوقوع والانزلاق في هذه الهاوية؛ تابعوا النصائح التالية.
نصائح للزوجة للحفاظ على الحياة الزوجية من الدخلاء
- إن تخصيص وقت للأصدقاء طريقة صحية جداً من الناحية النفسية والعاطفية، وهو ما يحفظ التوازن الحقيقي في العلاقات، ولكن الإفراط دون وعي قد يساعد بالتدريج على ظهور المشكلات بين الزوجين، وحدوث شروخ زوجية.
- لا بُدَّ أن تترسخ لديك أساسيات فن التعامل الصحيح مع تدخل الصديقات في الحياة الزوجية؛ لأنه غالباً ما يؤدي إلى نتائج سلبية بالتأكيد ستنعكس على أسرتك.
- ينبغي أن تكون هناك حدود للصداقة تقف عند الحياة الزوجية، ولا بُدَّ أن تكوني متحفظة في الحديث عن الأمور الشخصية والحفاظ على أسرار أسرتك، سواء كان ذلك سلبياً أو إيجابياً؛ حتى لا تتركي مساحة أوسع للصديقات بالتدخل.
- كوني على يقين أن معرفة الصديقات بالخلافات الزوجية، من دون شك سيساعد في تصاعد المشكلات بينك وبين زوجك وإشعال نار الخلاف بدلاً من إخمادها.
- التصرف مع الصديقات بحكمة وتعقل؛ حتى لا تكوني فريسة للنصائح المحرضة والأفعال الهدامة من خلال صديقات سلبيات.
- بالاتفاق مع زوجك، حددي مساحتك الشخصية والخاصة مع صديقاتك، وعليك أن تتذكري أن للمنزل والأسرة حقاً عليك في وقتك ووجودك.
- لا بُدَّ من وجود ثقة متبادلة بينك وبين زوجك، وأن تدركا كلاكما أن رباط الزوجية أقوى من أي علاقة أخرى.
- لا بُدَّ أن تكون هناك خطوط حمراء لا يمكن الاقتراب منها مع أصدقاء الزوجة عند الحديث عن أمور الأسرة؛ فالكثير من الحوادث تقع نتيجة إقحام الصديقة في الحياة الزوجية.
- الابتعاد عن الصديقات السلبيات؛ لأن المشاعر السلبية تتنقل بالعدوى؛ فالصديقات المقربات لهن تأثير مباشر في العلاقة الزوجية.
- تعلمي أن تكوني صديقة زوجك، وأن تتشاركا الاهتمامات قدر المستطاع؛ لذلك ادعمي صداقتك بزوجك.
- استمعي جيداً لزوجك؛ حتى يستمع إليك لأن الرجل بطبيعته يحب الحديث عن مشاعره ومخاوفه، فكوني كذلك.
- عليك أن تعلمي أن علاقة الصداقة بينك وبين زوجك لا تأتي عفوياً وبصورة تلقائية لمجرد أنكما تعيشان تحت سقف واحد، ولكن بالصبر، والتفهم، والحب والمثابرة.
- لا بُدَّ من التريث عند اختيار أصدقاء الزوجة، والتأكد من صفاتهم وأخلاقهم؛ فالصديقة الإيجابية تملأ حياة صديقتها بالحب والتفاؤل والسعادة، عكس السلبية التي تجذب لك التعاسة والكآبة.
- لا بُدَّ من تهيئة جو مناسب مع زوجك للحديث عن أي موضوع يشغل بالك، ولكن تجنبي التحدث عن هموم البيت والأولاد، بل أخرجي ما بداخلك ولا تخفيه عنه، حتى تحافظي على حياة الأسرة وتحميها من أي تدخلات.
- يجب تنظيم الوقت وتحديد الأولويات مع زوجك، وتحديد وقت لكما معاً ووقت للأصدقاء؛ فهذا يُعد أمراً ضرورياً، حتى لا يكون هناك إهمال للحياة الزوجية.
- إذا حدثت مشكلة ما واضطر أحدكما لإشراك عنصر ثالث، فلا بُدَّ أن يكون هذا العنصر من الأهل المقربين، ويكون مشهوداً له بالحكمة والخبرة.
قد ترغبين في التعرف إلى: أفكار لتجديد الحب بين الزوجين