أصل الحكايات وكيف بدأت؟
الحكاية عبارة عن قصة حدثت في مكان ما أو قصة تقليدية من حدث تم تداولها عبر الأجيال والأزمنة المختلفة، فاختلفت تفاصيلها من جيل إلى جيل ومن زمن إلى زمن، ولكن يظل جوهرها واحداً، وهي تعد فناً أدبياً يعتمد على الإلقاء الشفهي، ويكون التشويق والإثارة عنصرين مهمين فيها، كما تتميز الحكاية بطابعها السردي والوصفي، وبأحداثها المتسلسلة والمتناغمة، بالسياق التالي “سيدتي” التقت الكاتب والقاص ياسر رفاعي عضو اتحاد الكتاب في حوار حول أصل الحكايات وكيف بدأت؟
معنى الحكاية
يقول الكاتب والقاص ياسر رفاعي عضو اتحاد الكتاب لـ”سيدتي”: الحكايات ما هي إلا قصص بسيطة يمتزجُ فيها الواقع بالخيال، وبالرغم من طابعها الشفهي الإلقائي، إلا أنها تقتضي الحنكة والبراعة، وقوة الإلقاء، والمحاكاة. وتُعرف الحكاية بأنّها قصة تقليديّة، أو أسطورة مشهورة تتسلسل فيها الأحداث بطريقة مشوّقة، كسلاح يشدّ المستمع إليها، حيث يترقّب نهاية الحدث أو خاتمة القصة بفارغ الصبر، والحكاية ترتبط بزمان محدد مع توالي الأحداث فيها، أي يتم تناقلها شفويّاً من جيل إلى آخر بهدف إيصال الدروس والعبر التي يمكن الاستفادة منها في الحياة، وتتسم الحكاية بقدر من المرونة الكافية لإضافة ما يرغب به القاص من تفاصيل وأحداث.
أصل الحكايات
الحكايات هي عبارة عن سرد قصصي يروي تفصيلات حدث واقعي أو متخيل، وتعتبر نوعاً من فنون كتابة القصص والذي يتكوّن من القصة، الأقصوصة، الرواية، القصة القصيرة ، والحكاية تختلف عن غيرها بأنّها تتناول حدثاً يختص بقصة واقعية تقليدية أو نوع من الأساطير التي تختص ببيئة أو ثقافة مجتمع ما، وهذه الأحداث يتم نقلها وتصويرها شفهياً، بحيث تدوّن في التاريخ وتبقى تسرد للأشخاص جيلاً بعد جيل، حيث تتعرّض لبعض التغييرات تبعاً لتغير الزمان وتطوّراته، حتّى تستطيع الأحداث أن تكون مطابقة للبيئة والواقع الذي يتم سرد الحكاية فيه.
قد ترغبين في التعرف إلى: كيفية كتابة رواية ناجحة
أهم أنواع الحكايات
توجد أنواع مُختلفة من الحكايات، ومنها ما يأتي:
الخرافة
الخرافة هي قصص مُختصرة، وعادةً ما تكون مرتبطة بمواقف وأحداث غير اعتيادية، وتكون غالبية شخصياتها من النبات أو الحيوان بها صفات إنسانية كالتحدث مثلاً، وشخصيات تمتلك قدرات خارقة، وتكون قصيرة جدّاً تُروى في جميع البلدان وبين الشعوب، ويتم تناقلها من جيل لجيل آخر.
حكاية الخيال
والحكايات الخيالية عادةً ما تكون الفئة المستهدفة من هذا النوع من الحكايات هم الأطفال، وهي تحتوي على شخصيات تقليدية وشعبية لكل دولة، وتكون قصص الخيال عن أمور وأشياء من نسج خيال مؤلّفها وغير موجودة في الواقع مثل: تمثال كبير، الجن، إنسان أو حيوان عملاق، عفريت يتحدّث وهكذا.
الحكاية الطويلة
أول ما ظهر هذا النوع من الحكايات في الأدب الأمريكي الشعبي، وهي عبارة عن حكايات طويلة تكون عبارة عن مزج الواقع بالخيال، أي تكون قصة مع عناصر غير حقيقيّة، بمعنى أنّها تحتوي على أحداث كثيرة غير خيالية، وكثيراً ما يتم عقد مسابقات في مجال الحكاية الشفوية الطويلة.
الأساطير
ظهر هذا النوع من الحكايات بكثرة في دول الإغريق، وعادةً ما تختص الأساطير بسرد حكايات تقوم بتفسير ديني لبعض المواقف والظواهر التي طرأت في العالم وعلى البشرية، ويمتاز تفسيرها بأنّه ذو طابع ديني، حيث تكون شخصية البطل فيها من الشخصيات الأسطورية مثال: “الميثولوجيا الإغريقية” وهي مجموعة الأساطير والخرافات التي آمن بها اليونانيون القدماء، والمهتمة بآلهتهم الأسطورية الأخرى.
بداية سرد الحكايات
إن سرد الحكايات هو شكل قديم وقيّم في التعبير الإنساني، وهو فن استخدام الكلمات والحركات لتصوير مجرى حكاية ما في خيال المستمع.
نقل المعلومات
كان سرد القصص جزءاً لا يتجزأ من تاريخ البشرية، من العصور القديمة، تم استخدام القصص لنقل المعلومات والحفاظ على الثقافة والترفيه.
الجمع في كتب
بدأت الحكايات تُروى منذ فترة طويلة، وحتى لا تندثر فقد جُمعت في كتب، وتنوعت لقصص شعبية تعود إلى ثقافات متنوعة، ترمز إلى هويّة شعوب دون أن تشير إلى شخص واحد بالذات، كحكايات الأمثال الشعبية، الحكاية التي مهدّت لهذا المَثَل أن يرى النور، لتتناقله الألسنة على مر العصور.
تجارب البشر
إن الحكايات بأنواعها هي أول ما رويت في التاريخ الذي مر على البشر، فقد كانت ذات مصدر واحد هو تجارب البشر، وبمرور الزمن أضيف لها الكثير من التجارب، وأيضاً أضيف لها بعض ما يفرزه الخيال البشري بفطرته التي مر بها، فأصبحت الحكايات تتحول من حكايات تتكلم عن التجارب الواقعية للبشر إلى حكايات تحمل بين طياتها ما هو خيالي خاص بالخيال البدائي للبشر ثم استقامت إلى حكايات شعبية واقعية وإلى حكايات خرافية.
حكايات الأجداد
الأجداد يعتبرون أعظم رواة للقصص على الإطلاق، فلديهم من الطرق والسبل والأدوات التي تبهرنا بحكاياتهم التي لا تنتهي، ففي كل ليلة حكاية جديدة، ثم تولد في الليلة التالية حكاية أخرى، ويليها أخرى و.. وكأنها لا تنتهي، فذاكرة الأجداد دائماً ما تكون مليئة بالحكايات والمغامرات عن تفاصيل حياتهم وحيوات الآخرين، ممن كانوا معهم في وقت ما أو حكايات لآبائهم وأجدادهم، وهكذا فنحن دائماً ما يغلبنا النوم ونحن على وسائد حكاياتهم الشيّقة، ونستيقظ بشبابنا على حكاياتنا فنبدأ بكتابة قصصنا الخاصّة، لنكبر ونصبح أجداداً ونحكي لأحفادنا، وهكذا جيلاً بعد جيل حتى تتكون سلسلة من الحكايات الممتدة بلا نهاية من عمق جذور وتاريخ الماضي نتناقل القصص والحكايات إلى الجيل الذي يلينا، هكذا تولد قصص الشعوب وقصص الأجداد، وتنمو وتتفرع وتزدهر شجرة كل عائلة.
ونحو المزيد يمكنك التعرف إلى المزيد عن الأمثال العربية.. حكمة الأجداد يتناقلها الأحفاد