وجه أحمد حسام ميدو، المحلل الرياضي ولاعب الزمالك السابق، انتقادات حادة إلى الأداء الدفاعي لـ المنتخب الوطني المصري عقب الفوز على زيمبابوي في بطولة كأس الأمم الأفريقية. وحذر ميدو من أن استمرار الأخطاء الدفاعية قد يعيق مسيرة الفريق في البطولة، خاصةً في المواجهات المقبلة ضد منتخبات أقوى. جاءت تصريحاته خلال برنامجه التحليلي على قناة النهار، مساء يوم 24 ديسمبر 2025.
الفوز على زيمبابوي، الذي انتهى بنتيجة 2-0، لم يخفِ القلق بشأن الأداء العام للمنتخب، وبالأخص الخطوط الخلفية. ووفقًا لميدو، فإن الأخطاء التي ارتكبت كانت “بدائية” وتستدعي تدخلًا سريعًا من الجهاز الفني بقيادة حسام حسن لتصحيحها قبل مواجهة تحديات أكبر في البطولة.
المنتخب الوطني والدفاع: نقاط الضعف التي أشار إليها ميدو
ركز ميدو في تحليله على عدة جوانب في الأداء الدفاعي للمنتخب. وأشار إلى أن الأخطاء لم تكن ناتجة عن ضغط من الخصم، بل كانت بسبب إهمال في التركيز والتغطية من قبل المدافعين. وأضاف أن هذه الأخطاء قد تكون أقل تكلفة أمام فرق مثل زيمبابوي، لكنها ستكون كارثية أمام منتخبات تتمتع بقوة هجومية أكبر.
أداء محمد الشناوي تحت المجهر
لم يسلم حارس المرمى محمد الشناوي من انتقادات ميدو. وأوضح ميدو أن الشناوي لم يختبر بشكل كافٍ خلال المباراة، إلا أنه لاحظ عليه بعض التوتر وعدم الثقة في التعامل مع الكرات القليلة التي وصلت إليه. وأكد أن حارس المرمى المخضرم يجب أن يكون مصدر ثقة لزملائه في الفريق، وأن يظهر شخصيته القيادية في الملعب.
الفرص الضائعة والحلول الهجومية
على الرغم من الانتقادات الموجهة للدفاع، أشاد ميدو بالأداء الهجومي للمنتخب، مشيرًا إلى أنه خلق العديد من الفرص. لكنه أكد أن تحقيق الفوز ليس كافيًا، وأن الأولوية يجب أن تكون لتأمين الخطوط الخلفية وتجنب الأخطاء التي قد تكلف الفريق نقاطًا ثمينة. ويرى أن تحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم هو مفتاح النجاح في البطولة.
وتأتي هذه الانتقادات في سياق متابعة دقيقة لأداء المنتخب في بداية مشواره في كأس الأمم الأفريقية. فقد أظهر المنتخب بعض الإيجابيات في الجانب الهجومي، لكنه في المقابل كشف عن بعض الثغرات في الخطوط الخلفية التي يجب معالجتها سريعًا.
بالإضافة إلى ذلك، يرى مراقبون أن التحضيرات للمنتخب لم تكن مثالية، وأن الفريق يحتاج إلى مزيد من الوقت للتجانس والانسجام بين اللاعبين. ويرجع البعض ذلك إلى قصر فترة المعسكر التدريبي قبل البطولة، وعدم خوض مباريات ودية كافية.
وفي سياق متصل، أكد حسام حسن، المدير الفني للمنتخب، في تصريحات صحفية عقب المباراة، أنه اطلع على تقرير مفصل عن أداء الفريق، وأنه سيعمل على معالجة الأخطاء التي ظهرت في مباراة زيمبابوي. وأشار إلى أنه سيجري بعض التعديلات على التشكيلة الأساسية في المباراة المقبلة، بهدف تحسين الأداء الدفاعي وزيادة الفاعلية الهجومية.
من جهة أخرى، يتوقع أن يشهد المنتخب دعمًا جماهيريًا كبيرًا في المباريات المقبلة، خاصةً وأن البطولة تقام على الأراضي المصرية. ويرى أن هذا الدعم سيكون له تأثير إيجابي على معنويات اللاعبين، وسيساعدهم على تقديم أفضل ما لديهم. كما أن الضغط الجماهيري قد يكون له تأثير سلبي إذا لم يتمكن الفريق من تحقيق النتائج المرجوة.
الخطوة التالية للمنتخب الوطني هي مواجهة منتخب جنوب إفريقيا في الجولة الثانية من دور المجموعات. ومن المتوقع أن تكون هذه المباراة أكثر صعوبة من مباراة زيمبابوي، حيث أن جنوب إفريقيا يمتلك فريقًا قويًا ومنظمًا. وستكون هذه المباراة بمثابة اختبار حقيقي للمنتخب، وفرصة لإثبات قدرته على التغلب على التحديات وتحقيق الفوز.
يبقى الترقب سيد الموقف، حيث ينتظر الجميع رد فعل الجهاز الفني للمنتخب على الانتقادات الموجهة، وكيفية معالجة الأخطاء الدفاعية قبل مواجهة جنوب إفريقيا. وستكون المباراة المقبلة بمثابة محطة فاصلة في مسيرة المنتخب في البطولة، وستحدد إلى حد كبير حظوظه في التأهل إلى الدور التالي.
