الأميرة ريم علي في حوار حصري وخاص لـ «سيدتي» تكشف أسراراً تاريخية عن مسيرة مهرجان عمّان السينمائي الدولي
في حوار خاص وحصري لمجلة «سيدتي»، قدمت الأميرة ريم علي أهم التفاصيل الخاصة بمهرجان عمّان السينمائي الدولي – أول فيلم/ بدورته الرابعة، حيث كشفت الأميرة ريم عن الدور الكبير الذي يقدمه الأمير علي بن الحسين في دعم المهرجان، وعبرت عن فخرها بأن يكون الأمير علي الرائد الأول لفكرة المهرجان، وكشفت عن العلاقة الأسرية القوية في العائلة الهاشمية الحاكمة، والتي تنعكس على شكل تبادل للأفكار، وإنجاز وتميز بالعمل على أرض الواقع بدعم من الملك عبدالله الثاني بن الحسين.
الأميرة ريم علي
على الرغم من التحديات العديدة التي واجهت مهرجان عمّان السينمائي الدولي منذ انطلاقته بنسخته الأولى حتى نسخته الأخيرة الرابعة، الأميرة ريم كرئيسة للمهرجان، هل تشعرين بالرضا عن مستوى نجاح المهرجان؟
بالفعل لقد واجه مهرجان عمّان السينمائي الدولي العديد من التحديات الكبيرة والصغيرة على حد سواء، حيث إن بداية المهرجان بنسخته الأولى انطلقت بالتزامن مع أزمة وباء كورونا، وهذا كان العائق والتحدي الأكبر في انطلاقته، والتي نفتخر بأننا استطعنا تخطيها بنجاح.
أؤكد لكِ اليوم أن المهرجان بدوراته الثلاث السابقة، استطاع أن يتجاوز التحديات الكثيرة وحوّلها إلى فرص للنجاح والاستمرارية، نحن اليوم نفتخر أننا استطعنا أن نفتتح النسخة الأولى من المهرجان سنة 2020 بتميز وتألق، ونؤمن بأن جميع التحديات لن تكون عائقاً أمام التصميم على تحقيق النجاح والاستمرارية.
فأنا اليوم أعبّر لك بيقين تام عن أنني أشعر بغاية الرضا عن مستوى نجاح المهرجان، وبالنظر إلى الوراء لتقييم المرحلة؛ استطاع المهرجان الوصول اليوم بعد الكثير من المجهود والعمل المستمر والدؤوب وما تخطيناه خلال الثلاث دورات السابقة للمهرجان من صعاب وعقبات يشعرني بالفخر.
فالتزايد المستمر لأعداد الحضور والمشاركين، ومشاركة العديد من الفنانين والمخرجين وصنّاع السينما، القادمين من المنطقة العربية وخارجها، يؤكد لك حجم التقدم والازدهار الذي حظي به المهرجان بدورته الرابعة، حيث إن نسبة المشاركة ارتفعت بنسبة 20% عن العام السابق.
إنني أشعر بالسعادة لهذا المستوى من النجاح، فمهرجان عمّان السينمائي الدولي لا يمكنه أن يحقق هذا التقدم والنجاح من دون وجود هذا التوافد الكبير من الجماهير للمشاركة وصناعة الأفلام، والذي يشار إليه بمثابة دليل على نجاح المهرجان على الرغم من بداياته البسيطة من ناحيتي المشاركة والحضور.
في حوار سابق، أشرت إلى التحديات التي يتعرض لها العالم الثقافي والفني بسبب الذكاء الاصطناعي، وطرحت سؤالاً في غاية الأهمية: «ما هي الأصوات التي ستبرز؟». اليوم نود أن نتعرف: ماهي الأصوات التي يسعى مهرجان عمّان السينمائي الدولي لتقديمها وجعلها مسموعة؟
بداية شكراً لكِ على لفت انتباهي لهذا الموضوع، فالذكاء الاصطناعي وتأثيره على عالم السينما والفن أمر في غاية الخطورة بسبب التغيرات الطارئة والجديدة المصاحبة لظهوره، ولذلك يجب أن نكون أكثر حذراً في تعاملنا مع ما يتم إنتاجه وتقديمه في عالم السينما، وما حصل في «هوليوود» هو دليل على مدى خطورة الأمر، إذ يتعرض الممثلون لشتى أنواع التهديد، وتلك ضريبة يدفعونها في مجال عملهم.
إن شعور الجماهير بوجود هذا التحدي الخطير المتمثل بغزو الذكاء الاصطناعي بات واضحاً وجلياً، فنحن أيضاً في المنطقة العربية أصبحنا نشعر بهذا التحدي الخطير الذي بات يُلقي بظلاله علينا.
ولذلك فإن مهرجان عمّان السينمائي الدولي يسعى إلى إظهار الأصوات والحكايات التي تعيش في العديد من المناطق المتنوعة والمختلفة من حولنا، ويعمل جاهداً على إظهار الثقافات المختلفة في المنطقة العربية. فالعالم العربي يتشارك ثقافة عربية واحدة، لكننا بالتأكيد نقدر ونحترم الخصوصية الثقافية لكل منطقة على حد سواء، والتي أؤكد على ثرائها وغناها المعرفي والثقافي والتاريخي، لذلك فإنها تستحق أن نسلط الضوء عليها من خلال المهرجان وهذا بالتحديد ما نسعى للتركيز عليه.
كما وأن المهرجان يقدم العناية والاهتمام بالدرجة الأولى إلى استقطاب الشباب والشابات، ومختلف الفئات العمرية التي تسعى لتقديم عملها الأول من خلال المهرجان على هيئة فيلم مشارك، فالأصوات التي ستقدم خلال المهرجان قادمة من المناطق العربية لتسلط الضوء على حكايات وأفكار تحمل في طياتها خصوصية ثقافية للمجتمع الذي انطلقت منه، إننا نجتهد في مهرجان عمّان السينمائي الدولي على تقديم الأصوات العربية لتكون مسموعة في البلدان والمناطق العربية المختلفة، وحتى لدى العالم أجمع.
نفترح تابعي معنا تفاصيل لقاء سابق مع ميثة العوضي المخرجة السينمائية الإماراتية
ʼ منذ بداية تأسيس الهيئة الملكية للأفلام قَدَّم الأمير علي رؤيته ورغبته بصناعة وسماع الأصوات التي تمثل المنطقة العربية ʻ
لطالما كان الأمير علي بن الحسين شديد الحرص على نجاح وتألق مهرجان عمّان السينمائي الدولي، كيف ساهم ذلك في تقديم الدعم للمهرجان وهو مؤسس الهيئة الملكية للأفلام؟
بالتأكيد، إن الأمير علي بن الحسين هو مؤسس الهيئة الملكية للأفلام قبل عشرين عاماً، وأُحِب أن أشير إلى أن الأمير علي، ومنذ بداية تأسيس الهيئة الملكية للأفلام، قَدَّم رؤيته ورغبته بصناعة وسماع الأصوات التي تمثل المنطقة العربية، كما وأولى اهتمامه بالدرجة الأولى بالمواهب الأردنية الصاعدة، ومن هنا أستطيع أن أقول لك إنها كانت بداية الفكرة والحلم الأول لدى الأمير علي بن الحسين ومركز اهتمامه الذي لم يفارقه، كما وأن الأمر حقيقة لم يختلف بعد أن تزوجنا، فقد أصبح العمل من أجل تحقيق هذه الرؤية قائماً منذ البداية، وبدأت بمساعدته من أجل الوصول إلى تحقيق هذا الهدف مع وجود العديد من الأشخاص الداعمين لفكرة تأسيس مهرجان مستقل.
ففي البداية، تمحورت رغبة الأمير علي بن الحسين، بالتركيز على تثبيت صناعة الأفلام في الأردن، وفي هذا الصدد، أشير إلى أننا نؤمن بوجود العديد من الأعمال الفنية والسينمائية في الأردن قبل تأسيس الهيئة الملكية للأفلام، لكن الأمير علي بن الحسين بذل جهوداً حثيثة بعد تأسيس الهيئة الملكية للأفلام، ليؤكد ويعمّق وجود الفيلم الأردني على الساحة الدولية، وليس فقط المنطقة الإقليمية.
لقد عملنا بجهد مستمر ومتواصل من أجل تحقيق هذا الهدف الذي أصبح الغاية الأولى لدينا، من خلال ورش العمل، ومراكز الأفلام، وعروض الأفلام في عمّان، والمحافظات، والمدارس، لأننا نؤمن بأهمية العمل على تأسيس ثقافة سينمائية بين الأجيال المختلفة.
إن مهرجان عمّان السينمائي الدولي قد انطلق بعد عدة سنوات من تأسيس الهيئة الملكية للأفلام بما يقارب خمس عشرة سنة، ونحن نؤمن بأن الأمير علي بن الحسين قدم التوقيت المثالي لانطلاق المهرجان بما يحقق نجاحه واستمراريته، ودعم أهداف الهيئة الملكية للأفلام. نسعى من خلال تأسيس مهرجان عمّان السينمائي الدولي إلى المضي ضمن فلسفة ورؤية الأمير علي بن الحسين، والعمل على تحقيق الغاية والهدف الأمثل من تأسيس الهيئة الملكية للأفلام، فأنا اليوم عندما أنظر إلى الغايات التي يعمل مهرجان عمّان السينمائي على تحقيقها بدورته الرابعة – أول فيلم، أنظر إليها كتجسيد عملي لغايات تأسيس الهيئة الملكية للأفلام في دعم صنّاع الأفلام في الأردن والمنطقة العربية.
والأمير علي كما تفضلت، وأحب أن أقولها بلهجتنا الأردنية: ما بقصر أبداً، فهو مصمم جداً على رؤية محتوى محلي إقليمي يُقدم للجمهور العربي بداية، ويتم تصديره للخارج.
أيضاً على المستوى العائلي، نحب أن تطلعنا الأميرة ريم علي، كيف قدم الأمير علي بن الحسين الدعم لزوجته من أجل نجاح العمل وهي رئيسة المهرجان؟
في البيت دائماً ما يتم الحديث عن مجريات العمل في الهيئة الملكية للأفلام، وعن الأمور الجديدة التي سيتم تقديمها، وبالطبع فإن القرار النهائي يعود دائماً إلى الأمير علي بن الحسين.
وهذا ما حصل بالفعل، كان اقتراحي مشروع مهرجان عمّان السينمائي الدولي، وكان قرار الأمير علي النهائي بالموافقة، فهو كما أشرت سابقاً، رئيس ومؤسس الهيئة الملكية للأفلام، وقد أوضحت لك بأننا تحدثنا سابقاً وبشكل متكرر عن الموضوع، لكننا كنا ننتظر الوقت المناسب لتبني الفكرة وإطلاق المشروع والأفكار للعمل على أرض الواقع.
وفي ما يتعلق بعنوان الدورة الرابعة – أول فيلم، فقد نالت الفكرة إعجاب الأمير علي بدرجة كبيرة، وأشير إلى أن مهرجان عمّان السينمائي بدورته الحالية، هو الأول من نوعه في تسليط الضوء والاهتمام على أول عمل يقدمه الفنانون والمخرجون والممثلون، وهي فكرة مشتركة بيني وبين مديرة المهرجان، إذ عملنا سوية على تطوير وتطبيق هذه الفكرة، وتقديمها في صورتها النهائية.
إن العمل على مشروع مهرجان عمّان السينمائي الدولي في كافة مراحله كان باطلاع الأمير علي بن الحسين وموافقته، ورغم مساعدتي لسموّه في عدة مشاريع ضمن الهيئة الملكية للأفلام، إلّا أن الدور الذي أقدمه في مهرجان عمّان السينمائي الدولي مستقل ومختلف، وأنوه بأن للمهرجان مجلس إداري مستقل عن الهيئة الملكية للأفلام، وأن الهيئة هي التي تسعى إلى تحقيق أهداف هذا المهرجان، وتحويل المشروع لعمل حقيقي وراسخ على الأرض، فالأمير علي بن الحسين هو صاحب هذا الإنجاز الذي تم تحقيقه على مستوى البلد، ونحن نسير بخطوات ثابتة في ظل دعم الملك عبدالله الثاني، ومحظوظون كون الأردن بيئة محفزّة للإبداع.
إن الملك عبد الله الثاني والأمير علي بن الحسين، هما أصحاب الرؤية والدعم والأفكار البنّاءة في كل خطوة، وهما البوصلة الأولى لكل عمل، وهما المرجع الأول لجميع القرارات المهمة التي يتم اتخادها.
ʼ أنا ومجلة «سيدتي» نتشارك الاهتمام نفسه ولدينا ذات البوصلة ʻ
خلال المهرجان تم استقطاب العديد من الأسماء الأردنية والعربية، وتنوعت بين خبراء، نقاد، مخرجين، ممثلين.. هذا التنوع: ما أهميته في إثراء الخبرات بين صانعي الأفلام واستقطاب الجماهير؟
من المهم للغاية لدى مهرجان عمّان السينمائي الدولي استقطاب الجماهير للحضور والمشاركة، ولأننا حريصون على وجود جماهير لها ذائقة فنية رفيعة وثقافة سينمائية عميقة، حرصنا أيضاً على استقطاب الأفلام غير التجارية وتقديمها في المهرجان، إننا حريصون على وجود أسماء ذات قامات فنية كبيرة ومعروفة لجذب الانتباه وحث الجماهير وتشجيعهم على المشاركة والحضور.
نحن على قناعة بأهمية الجودة والنوع، فجميع الحضور من ممثلين وفنانين ومخرجين ومنتجين غايتهم الأساسية من المشاركة والحضور الاهتمام بالمحتوى الذي تم تقديمه في المهرجان، وهذا أمر في غاية الأهمية والروعة. نمتلك اليوم على أرض المهرجان «السجادة الحمراء»، ونحاول تسليط الضوء على جميع القامات الفنية المشاركة، ولا ننسى أن مهرجان عمّان السينمائي الدولي ليس محصوراً بفكرة: «الـسجادة الحمراء» فقط، بل إننا أيضاً نفتخر بوجود محتوى قيّم ومضمون مهم للمهرجان، يقدم من خلال منصات لتبادل الأفكار والخبرات؛ وذلك لتحقيق الفائدة لجميع المشاركين والحضور، كما وأؤكد على أن جميع ورش العمل في المهرجان متاحة لحضور الجميع، لذلك نتمنى من الجميع المشاركة، ونحثهم على الحضور.
نقترح عليك لقاء مع هالة العمادي عازفة البيانو القطرية
في اليوم الأخير للمهرجان، كلمة من الأميرة ريم علي تقدمها لجميع القامات الفنية التي تشرفنا اليوم في حضورها للمهرجان؟
أتوجه بالشكر الكبير إلى جميع الحضور من القامات الفنية الأردنية والعربية والغربية لحضورهم، رغم ضيق الوقت لديهم، وأشعر بالامتنان إلى حد كبير لوجودهم في مهرجان عمّان السينمائي الدولي، وبالفخر والسرور لعطائهم الكبير، الذي جهدت القامات الفنية على تقديمه، ففي كل عام أُسعد بتعلم ما هو جديد ضمن هذا الحضور المتميز وبين هذه القامات الفنية، وأثمّن الأوقات التي أقضيها برفقة المشاركين والفنانين لحضور الأفلام وورش العمل التي تقام لتعلم المزيد، كلما كان الوقت متاحاً لي.
إن رسالتي لجميع القامات الفنية التي شرفتنا بحضور الدورة الرابعة من مهرجان عمّان السينمائي الدولي: هي أن يكونوا سعداء بوجودهم في المهرجان، وأرجو أن تتجدد مشاركاتهم في السنوات القادمة، فالمشاركة تعني غنى وثراءً، وتبادلاً معرفياً وثقافياً وفنياً.
ʼالمهرجان يزخر بالقامات الفنية التي يمكن الاستفادة من خبراتها في المجال السينمائي ʻ
الأميرة ريم علي، ما هي كلمتك لجميع المشاركين الذين حالفهم الحظ بالحصول على جوائز، أو لم يحالفهم؟
لقد كانت مشاركتكم في المهرجان في غاية الأهمية والأثر، وأنوّه بأن طبيعة العمل السينمائي قائمة على المنافسة بين المشاركين، لذلك أدعوهم دائماً إلى تركيز الاهتمام على حجم الخبرات والأفكار التي استطاع كل شخص الحصول عليها واستثمارها والاستفادة منها، فالمهرجان يزخر بالقامات الفنية التي يمكن الاستفادة من خبراتها في المجال السينمائي، لذا لا ينحصر دور المهرجان بالحصول على الجائزة فقط، فأنا على ثقة أن تنوعاً بالحضور من بلدان عربية مختلفة، كان قادراً على ترك بصمة وشيء جديد في داخل كل مشارك.
كما وأنني سعيدة كثيراً بمشاركتهم ووجودهم معنا، وأحثّ الجميع على المشاركة الدائمة والمستمرة، فالمنافسة في «أول فيلم» بالتأكيد لم تكن على قدر بسيط وهين، وهذا هو طبيعة الحال في مجال السينما.
اليوم نحن تشرفنا بوجودك معنا الأميرة ريم علي، شكراً على هذا الوقت الذي تم تخصيصه بشكل خاص لمجلة «سيدتي»، وشكراً على هذا الحوار القيّم والمهم، في نهاية حوارنا، كلمة منك لمجلة «سيدتي».
شكراً لك بداية على هذا اللقاء القيّم، وأحب أن أتوجه بالشكر والثناء لمجلة «سيدتي»، فأنا أؤمن بأن هنالك رابطاً مشتركاً وثميناً بيني وبين المجلة، وهو الاهتمام بالمرأة في الدرجة الأولى، سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى نطاق عمل الهيئة الملكية للأفلام، بالإضافة إلى مهرجان عمّان السينمائي الدولي، فنحن دائماً ما نركز على أن يكون صوت المرأة حاضراً وموجوداً بقوة؛ وتلك هي رسالة مجلة «سيدتي» التي تعطي هذا الأمر قدراً كبيراً من الأهمية.
وأودّ أن أشير إلى وجود العديد من النماذج النسائية لدينا في الهيئة الملكية للأفلام، وفي مهرجان عمّان السينمائي الدولي؛ كمخرجات ومنتجات وفنانات، لذلك فأنا ومجلة «سيدتي» نتشارك الاهتمام نفسه والبوصلة الواحدة. أنا اليوم في غاية السعادة بهذا اللقاء الحصري لمجلة «سيدتي»، أرجو أن تكونوا سعداء أيضاً بوجودكم معنا.
نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع كوثر بن هنية المخرجة التونسية