لا جدال في أن دخول طفل جديد إلى الأسرة أمر ممتع، ولكنه يشكل تجربة مليئة بالمخاوف والتحدي، خاصة إذا فكرت الحامل في التغيرات النفسية والجسدية التي لا يمكنها الاستعداد لها، أو التحكم بها بشكل كامل، ما قد يؤثر على نفسيتها، خاصة في تجربة الحمل الأولى.
ومنها تغير المزاج المستمر، والتعب، والقلق، والإرهاق، والاكتئاب، وفي بعض الحالات قد تسبب المخاوف حدوث هذه التغيرات النفسية للحامل، ومن هنا كانت حاجة الحامل لدعم زوجها عاطفياً، وقد تمر فترة الحمل لدى الكثير من الحوامل دون أي أعراض تذكر في الحالة النفسية.
في هذا التقرير يوضح الدكتور عبد الله ناجي أستاذ النساء والتوليد أسباب تغير الحالة النفسية للحامل وتأثيرها على الجنين، وكيفية التعامل مع نفسية الحامل وتدعيمها عاطفياً من جانب الأهل والزوج والمقربين.
أهم التغيرات في نفسية الحامل خلال فترة الحمل
التغيرات النفسية خلال الثلث الأول من الحمل
قد لا تكون تغيرات نفسية الحامل في الشهور الأولى واضحة، ولكنها تعد مهمة جداً، ومن أهمها خلال الثلث الأول من الحمل:
القلق والخوف من الإجهاض وفقدان الطفل الجديد، شعور قد يستحوذ على بعض الأمهات الجدد، خاصة أن خطر الإجهاض يمثل نسبة 20% في الثلث الأول من الحمل.
تضخيم المشاعر خلال الثلث الأول من الحمل، والتي لم تكن الأم الحامل تتأثر بها قبل الحمل؛ فتبدأ بالشعور بتغيير حالتها العاطفية بشكل سريع،
وتصبح المواقف التي لم تكن تضايقها في السابق تثير بها الدموع وتسبب لها الاكتئاب والغضب، كما قد يساهم ارتفاع مستوى الإجهاد في حياة المرأة في حدوث الغثيان والقيء، وهذه التغييرات في الحالة النفسية للحامل أكثر وضوحاً في بعض النساء من غيرهن.
هل تعلمين ان صحتك النفسية يُجنبك اكتئاب ما بعد الولادة؟
التغيرات في نفسية الحامل خلال الثلث الثاني من الحمل
بمجرد أن ينتهي القلق والضغط النفسي للحامل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، يبدأ حدوث تغيرات من نوع ثان في عاطفة ونفسية الحامل في الشهر الرابع.
حيث إن التغيرات في هذا الوقت تكون عادة أقل شدة، إلا أن بعض الأمهات يبدأن بالقلق حيال اكتساب الوزن الزائد، ويمكن أن يكون هناك علاقة بين نفسية الحامل ونوع الجنين.
وأبرز هذه التغيرات التي تحدث بنفسية الحامل خلال هذه الفترة، تتمثل في الحاجة إلى الشريك والتأكد إذا كان متاحاً ومهتماً وقادراً على مساعدتها خلال هذه الفترة من الحمل.
بجانب أن الرغبة بالعلاقة الزوجية خلال الثلث الثاني تزداد لدى المرأة، مع زيادة تدفق الدم إلى منطقة الحوض، وتلاشي أعراض الغثيان، وفرط حساسية الثديين، الأمر الذي قد يؤثر على نفسية الحامل.
والمقبول أن التحدث إلى شريكها حول هذا الأمر يساعدها في التخفيف من العديد من مخاوفها وأفكارها الخاطئة، حتى يتمكنا معاً من التمتع بحياة صحية خلال المرحلة الثانية من الحمل.
التغيرات في نفسية الحامل خلال الثلث الثالث من الحمل
إن نفسية الحامل في الشهور الأخيره تتأثر بشكل كبير، حيث تبدأ المرأة بالتحضير للولادة نفسياً وجسدياً خلال هذه المرحلة، وتبدأ بالشعور بقلق متزايد بشأن المخاض والولادة، كما تنخفض لديها القدرة البدنية على العمل، لهذا فهي تحتاج خلال هذا الوقت إلى المزيد من الاهتمام من الشريك، والعائلة، والأصدقاء.
تأثير الاضطرابات النفسية على نوم وأحلام الحامل
إن الاضطرابات النفسية للحامل قد تؤثر أيضاً على نومها، حيث قد تبرز بعض المخاوف التي تواجه المرأة في أحلامها، وقد تكون هذه الأحلام تمثيلاً واقعياً لمخاوفها، كما أنها قد تأخذ شكل كوابيس مرعبة.
و تختلف مواضيع الأحلام طوال فترة الحمل؛ حيث تبدأ الأحلام بشكوك حول دورها الجديد كأم وعدم قدرتها على العناية بالطفل بالشكل المناسب، و عادة ما تحلم الأم بفقدان طفلها ومحاولاتها المستمرة في البحث عنه عند اقتراب موعد الولادة.
احتياج الزوجة الحامل لدعم الزوج
أنصت لها وتحدث معها: تكون الزوجة الحامل مرتبكة وخائفة ومتعبة، وكل ما تريده إنسان يسمعها، ينصت لها وينتبه، شخص بجانبها تستطيع الاستناد عليه وقت الحاجة.
احتوِ تقلباتها المزاجية: التغيرات الهرمونية التي تحدث للحامل وتستمر معها طوال أشهر الحمل، تقترن معها بالإرهاق والتعب والشعور العام بعدم الراحة، ما يجعلها متقلبة المزاج.
ساعدها في الأعباء المنزلية: من أفضل طرق دعم الزوج لزوجته الحامل هو تحمله لبعض المهام؛ حتى تتمكن هي من الحصول على قسط من النوم مثلاً.
شاركها زيارة الطبيب: يمكن أن يتمثل دعم الزوج في ذهابه مع زوجته إلى الطبيب؛ ومتابعة فحوص الحمل، حتى يستطيع تقديم المساعدة وقت الحاجة.
أضف لها عادات جديدة: أقوى دعم للزوج تجاه زوجته الحامل يتمثل في تحفيزها على ممارسة الرياضة، والعمل على تغيير العادات التي لا تتناسب وحالة الحمل
عبر لها عن حبك واهتمامك: التغيرات الكثيرة التي تبدو عليها الحامل أثناء فترة الحمل، تصبح الحامل أقل ثقة بنفسها، وأكثر حساسية تجاه من ينظر إليها، وخاصة الزوج الذي ينسى إطراء زوجته وتدعيمها
افهم احتياجات ومتطلبات زوجتك: يمكن للزوج تقديم مزيد من الدعم للزوجة من خلال فهم احتياجات ومتطلبات الزوجة الحامل بشكل أفضل، وقراءة المدونات والمقالات والمجلات والكتب المرتبطة بالحمل العاطفية أثناء الحمل.
تلبية رغبات الحمل: أن يعتاد الزوج على طلب الزوجة خلال فترة الوحم؛ لكثير من الأطعمة الغريبة، أو ما يسمى بالوحم، وعدم الجدال بل ترك الزوجة تستمتع بأي طعام تريد أن تتناوله.
كن لها داعماً نفسياً: يجب على الزوج محاولة تدعيم الزوجة نفسياً والثناء عليها بشكل منتظم، ومفاجأتها ببعض الهدايا لتدعيم ثقتها بنفسها؛ لأن الحمل يجعل المرأة غير واثقة للغاية بشأن مظهرها.
متى ينبغي طلب المساعدة؟
إذا شعرت المرأة الحامل بحزن أو قلق مستمر لمدة تزيد عن أسبوعين، لأن نفسية الحامل تؤثر على الجنين، وإذا بدأت الأفكار السلبية تؤثر على قدرتها على القيام بعملها، وحالة ظهور علامات مثل فقدان الاهتمام والشغف والشعور باليأس وعدم القدرة على التكيف، حالة حدوث نوبات هلع أو الوسواس القهري.
*ملاحظة من”سيدتي”: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
