التقاليد الفريدة لأفريقيا في يوم الأم
أحد أكثر الثقافات تقديراً للأم هي الثقافة الأفريقية، فبطول القارة السوداء وعرضها يتم الاحتفاء بالأم في كثير من المناسبات، فالأم هي مصدر الخير والخصب والنماء، وهي أيقونة الحب الخالد النقي الذي لا ينتهي، وهي مشكاة نور العطاء ورمز للحنان والمحبة وتستحق كل الحب والتقدير والاحترام والتكريم، واليوم ونحن في خضم الاحتفال بيوم الأم سيدتي تعرفكم (من موقع infinitegrace.co.za) على التقاليد الفريدة لأفريقيا في يوم الأم.
الاحتفال بيوم الأم مختلف بين دول القارة السمراء
تختلف كثير من الدول الأفريقية في ميعاد الاحتفال بيوم الأم، فشمال القارة يحتفل به في 21 مارس، أنغولا وجنوب أفريقيا هما الدولتان الوحيدتان من بين خمس وخمسين دولة أفريقية تحتفلان بيوم الأم في يوم الأحد الأول من شهر مايو. نيجيريا تحتفل به في الأحد الرابع من الصوم الكبير، على أن الجميع لا يضيعون هذه المناسبة أبداً باعتبارها يوماً لتكريم الأمهات والأمومة، فلطالما كانت للأم مكانة فريدة ومنزلة عظيمة في القارة السوداء، وقد ابتكرت العائلات طرقاً لتكريم هذا اليوم وخلق ذكريات دائمة.
طقوس مدهشة للاحتفال بالأم
في جنوب أفريقيا
في جنوب أفريقيا، يتم الاحتفال بيوم الأم في يوم الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام. ويتزامن هذا اليوم مع الاحتفال بيوم الأم في الولايات المتحدة. يحتل يوم الأحد الثاني من شهر مايو مكانة مهمة في حياة مواطني جنوب أفريقيا، حيث يحتفلون به بحماس واهتمام كبيرين. ويعتبرون يوم الأم يوماً ميموناً، وفيه يُمنح كل إنسان فرصة لشكر أمه وتقدير كل الجهود التي بذلتها من أجله. يغتنم سكان جنوب أفريقيا الفرصة إلى أقصى حد ولا يدخرون وسعاً للتعبير عن الامتنان تجاه أمهم، فالعائلات تجتمع معاً وتتناول الأطباق التقليدية احتفالاً بالأم، وتقدم الزهور للام من باب التقدير والقرنفل هو الخيار الأكثر شعبية من الزهور التي تعطى للأمهات تقليدياً.
شمال القارة السمراء
تتشابه طرق الاحتفال بيوم الأم في دول الشمال بالقارة خاصة بين الدول العربية، حيث تقام العديد من الاحتفاليات والفعاليات والمسابقات والجوائز احتفاءً بالأمهات العظيمات الصابرات الكادحات، ويقوم الأبناء بتوزيع باقات الزهور على الأمهات والهدايا في مختلف الدول تقديراً للأمهات ولجهودهن، وتقوم مختلف الشركات والمؤسسات بعمل عروض تخفيضية وتوفيرية على مختلف السلع والبضائع؛ كالملابس والعطور والمكياجات وعروض على تذاكر السفر وغيرها.
زنجبار جزيرة القرنفل
القرنفل هي الزهور التقليدية المستخدمة في يوم الأم. وبصرف النظر عن تقديم الزهور لأمهم، يرتديها شعب زنجبار أيضاً للاحتفال بهذا اليوم. فالزهرة لها معنى خاص في هذا اليوم. في حين أن ارتداء القرنفل الأحمر والوردي يعني أن والدة الشخص لا تزال على قيد الحياة، فإن ارتداء القرنفل الأبيض تكريم للأم المتوفاة. في هذا اليوم بالذات.
شعب الماساي في كينيا
ينظر شعب الماساي في كينيا وشمال تنزانيا إلى البصق على أنه شكل من أشكال البركة وعلامة على الاحترام. يستخدم أفراد القبائل البصق لتحية الأصدقاء أو توديعهم، أو إبرام صفقة، أو تمني الحظ السعيد لشخص ما. الصديقان اللذان يرحبان ببعضهما البعض يبصقان في راحتيهما قبل المصافحة. عندما يولد طفل، يبصق أفراد الأسرة على الطفل ويتمنون له حياة طويلة وحظاً سعيداً، وفي يوم الأم يبصق الأبناء على أمهم لتمني العمر الطويل والصحة والبركة.
ساحل العاج ومالي وبوركينا فاسو
يقوم الأطفال بتدليل أمهاتهم ومعاملتها معاملة خاصة، وهي معفاة من الأعمال اليومية التي يتولاها الأطفال، وفي ذلك اليوم يتبادل الأطفل والأم أدوارهما، يصبح الطفل هو القائم على رعاية الأم ويعطيها علاجاً. ومن ناحية أخرى، تجلس الأم وتسترخي، وتترك للطفل يتولى مهمة المطبخ. من الشاي في السرير في الصباح، إلى الحلوى في الليل، الأطفال يفعلون كل شيء من أجل والدتهم. بعضهم يأخذ والدتهم لتناول العشاء أو النزهة أيضاً. يقدم الماليون أيضاً لأمهم الهدايا، والتي تتراوح من الهدايا محلية الصنع إلى الهدايا باهظة الثمن.
تابعي المزيد: في يوم الأم زهرة مخصصة للأمهات الصينيات فقط!
نيجيريا
في نيجيريا، هناك دائماً الإثارة والاحتفال بيوم الأم. في هذا اليوم الخاص، تنظم الفعاليات التي تسمح للأطفال بالغناء وتقديم الزهور لأمهاتهم. في الجزء الجنوبي الغربي من نيجيريا، تُتلى أغانٍ مثل “iya ni wura” التي تعني “الأمهات من ذهب”، وهي عادة يوم تقدير للأمهات على كل حبهن ودعمهن غير المشروط.
شعب الأشانتي في غانا
من تقاليد شعب الأشانتي في غانا إهداء قماش كينتي إلى الأم في يومها، وهو نسيج تقليدي مزين بأنماط وألوان نابضة بالحياة. أصبح Kente، الذي يتم ارتداؤه تقليدياً خلال المناسبات الخاصة، رمزاً للفخر والهوية الثقافية الأفريقية، فيعمد الأبناء لتقديم وشاح من قماش كينتي، أو غطاء للرأس، أو حقيبة يد، وهي من الهدايا التقليدية الكلاسيكية المفضلة لدى الأمهات حيث تسعى الأمهات دائماً للحفاظ على الجذور وترسيخ الهوية لدى الأبناء، وتشعر بسعادة كبيرة بحملها قطعة من عمق التراث الأفريقي أينما ذهبت.
قبيلة الهيمبا في ناميبيا
من بين جميع القبائل الأفريقية التي لا تزال على قيد الحياة اليوم، تعد قبيلة الهيمبا في ناميبيا واحدة من القبائل القليلة التي تحسب تاريخ ميلاد الأطفال ليس من يوم ولادتهم أو الحمل ولكن من اليوم الذي تقرر فيه الأمهات إنجابهم، والأم لها مكانة مميزة وفريدة لدى هذه القبيلة ، ففي اليوم الذي تقرر فيه امرأة من قبيلة الهيمبا إنجاب طفل، تذهب وتجلس تحت شجرة بمفردها، وتستمع حتى تتمكن من سماع أغنية الطفل الذي يريد أن يأتي ثم تعلم زوجها الأغنية. وعندما تحمل، تقوم الأم بتعليم أغنية ذلك الطفل للقابلات ونساء القرية المسنات، ليستقبلن الطفل بأغنيته وعندما يكبر وإذا ارتكب الرجل أو المرأة جريمة أو شيئاً يتعارض مع الأعراف الاجتماعية للهيمبا، يدعوه القرويون إلى وسط القرية ويشكل المجتمع دائرة حوله. ثم يغنون له أغنية ميلاده التي اختارتها له أمه، ولذلك فالأم في القبيلة هي التي تشكل مصير ابنها، ويمثل يوم الأم للقبيلة مهرجاناً صاخباً يقوم كل فرد فيه بالاحتفاء بأمه وتقديم الغالي والنفيس لها تحت أقدامها فهي من اختار له مصيره منذ مولده وحتى وفاته.
قد ترغبين أيضاً في الولوج للرابط للتعرف إلى: كيف نستقبل يوم الأم من غير أم؟