وزير دفاع اليمن: السعودية قادرة على إخراج بلادنا من أزمتها | الخليج أونلاين

اليمن والسعودية: شراكة استراتيجية نحو التحرير والاستقرار
أكد وزير الدفاع اليمني، الفريق الركن محسن الداعري، على أهمية الشراكة اليمنية السعودية كركيزة أساسية لاستكمال مسار التحرير وتحقيق مستقبل آمن ومزدهر لليمن. جاء هذا التأكيد في سياق تطورات متسارعة تشهدها الساحة اليمنية، وتحديداً في محافظتي حضرموت والمهرة، حيث أشاد الداعري بالدعم المستمر الذي تقدمه المملكة العربية السعودية لليمن وشعبه. هذه الشراكة ليست مجرد تحالف عسكري، بل تمتد لتشمل جوانب متعددة من الدعم والإسناد، مما يجعلها ضرورية لتحقيق الاستقرار الدائم في اليمن.
أهمية الشراكة اليمنية السعودية في ظل التحديات الراهنة
تأتي تصريحات وزير الدفاع اليمني في وقت حرج يواجه فيه اليمن تحديات كبيرة، أبرزها الانقسامات الداخلية والتهديدات الأمنية. فقد شهدت محافظة حضرموت والمهرة في بداية ديسمبر الجاري، تحركات عسكرية من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي، أدت إلى السيطرة على منشآت نفطية وطرد القوات الحكومية. هذه التطورات أثارت مخاوف إقليمية ودولية، خاصةً مع أهمية هذه المناطق في تأمين خطوط الملاحة والإمدادات النفطية.
الداعري أعرب عن ثقته بالحكمة السعودية وقدرتها على تجاوز أي خلافات، مشيداً بالجهود المبذولة من قبل المملكة، بقيادة الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، لإخراج اليمن إلى بر الأمان. كما أشاد بالرسالة التي وجهها الأمير خالد بن سلمان إلى “أهلنا في اليمن”، والتي أكد فيها على موقف المملكة الثابت في دعم اليمن وشرعيته، وحرصها على الوحدة الوطنية.
رسالة الأمير خالد بن سلمان وتأثيرها
الرسالة التي أطلقها الأمير خالد بن سلمان، والتي لاقت اهتماماً دولياً واسعاً، تعتبر بمثابة تأكيد على التزام السعودية الراسخ بقضايا اليمن وشعبه. الرسالة لم تقتصر على الدعم السياسي والمعنوي، بل شددت أيضاً على أهمية استعادة مؤسسات الدولة وتحقيق أهداف عمليتي “عاصفة الحزم” و”إعادة الأمل”. هذه الأهداف تتركز حول تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في اليمن، وهو ما يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف اليمنية.
دعوة السعودية للمجلس الانتقالي الجنوبي والتحذيرات الموجهة
في تطور لافت، دعا وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الاستجابة لجهود الوساطة السعودية الإماراتية، وسحب قواته من حضرموت والمهرة. هذه الدعوة جاءت بعد إعلان المتحدث باسم التحالف العربي، تركي المالكي، أن التحالف سيرد على أي تحركات عسكرية تتعارض مع جهود التهدئة الجارية في المنطقة.
هذا الموقف السعودي الواضح يهدف إلى احتواء التوترات المتصاعدة، وحماية المنشآت النفطية، وضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني. التحالف العربي، بقيادة السعودية، يرى أن استقرار حضرموت والمهرة أمر حيوي للأمن الإقليمي، ولتحقيق أي تقدم نحو حل سياسي شامل في اليمن.
دور الدعم السعودي في استعادة الاستقرار اليمني
لا يمكن إغفال الدور المحوري الذي تلعبه السعودية في دعم اليمن على مختلف الأصعدة. فالدعم السعودي لم يقتصر على الجانب العسكري، بل شمل أيضاً تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية، ودعم جهود التنمية الاقتصادية، والمساهمة في إعادة بناء البنية التحتية المتضررة. المساعدات الإنسانية لليمن من السعودية تعتبر من بين الأكبر على مستوى العالم، مما يعكس التزام المملكة بتخفيف المعاناة الإنسانية التي يمر بها الشعب اليمني.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب السعودية دوراً رئيسياً في تسهيل جهود السلام والمفاوضات بين الأطراف اليمنية المتنازعة. الوساطة السعودية الإماراتية الأخيرة هي مثال على هذه الجهود، والتي تهدف إلى إيجاد حل سياسي شامل يضمن الأمن والاستقرار لجميع اليمنيين.
مستقبل الشراكة اليمنية السعودية
تؤكد تصريحات وزير الدفاع اليمني على أن العلاقات اليمنية السعودية مبنية على أسس متينة من الثقة والاحترام المتبادل. هذه الشراكة الاستراتيجية ليست مجرد ضرورة حتمية لتحقيق الاستقرار في اليمن، بل هي أيضاً ركيزة أساسية للأمن الإقليمي.
من المتوقع أن تستمر السعودية في لعب دور قيادي في دعم اليمن، ومساندة جهود التحرير وإعادة الإعمار. كما من المرجح أن تشهد الشراكة بين البلدين تطوراً ونموًا في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والأمن والتنمية. إن نجاح هذه الشراكة يعتمد على استعداد جميع الأطراف اليمنية للتعاون والتصالح، والعمل معاً من أجل بناء مستقبل أفضل لليمن وشعبه.
في الختام، تظل الشراكة اليمنية السعودية هي الأمل الأكبر لليمن في استعادة الأمن والاستقرار والازدهار. إن دعم السعودية المستمر لليمن، وجهودها الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق السلام، تعتبر عوامل حاسمة في تحديد مستقبل هذا البلد المضطرب. نتطلع إلى رؤية المزيد من التعاون والتنسيق بين البلدين، لتحقيق الأهداف المشتركة، وبناء مستقبل مشرق لليمن والمنطقة.

