الرسم سيدتي الأم أكثر من مجرد هواية، الرسم مفتاح لتنميةمهارات الطفل الفكرية والاجتماعية والعاطفية؛ حيث أكد الكثير من الدراسات الحديثة أن الأنشطة الفنية كالرسم، ليست مجرد تسلية، بل هواية تلعب دوراً حيوياً في تنمية قدرات الأطفال منذ الصغر، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن اليونيسف.
ويضيف الدكتور باسم العربي، أستاذ التربية والفنون، أن تعزيز المهارات الحياتية لدى الأطفال من خلال الرسم والأنشطة الفنية عامة، يساعدهم في تحقيق أهدافهم الأكاديمية والمهنية والشخصية، مما ينعكس على مستقبلهم بشكل إيجابي، وإلى التفاصيل.
فوائد الرسم في تنمية مهارات الطفل
الرسم أداة تعزز خيال وإبداع الطفل
يُعد الرسم واحداً من أقوى الأدوات التي تُحرر خيال الطفل، فعندما يُمسك الطفل بقلمه ليبدأ في رسم مشهد من خياله، فهو يطلق العنان لأفكاره بعيداً عن القيود التقليدية.
هذه القدرة على الإبداع ليست مجرد مهارة فنية، بل هي عنصر أساسي في حل المشكلات والتفكير النقدي، وهي مهارات ضرورية تُستخدم في مختلف مراحل الحياة.
تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يُمارسون الرسم بانتظام يتمتعون بقدرة أعلى على التفكير الابتكاري، وإيجاد حلول غير تقليدية للمشكلات.
وهذا ما يجعل الرسم ليس مجرد هواية، بل أداة تعليمية تُسهم في إعداد الأطفال؛ ليكونوا مفكرين إيجابيين ومستقلين في المستقبل.
الرسم واختيار الألوان يُحسن مهارات الطفل الحركية
في سنوات الطفولة المبكرة، تكون العضلات الدقيقة المسؤولة عن الإمساك بالأشياء والتحكم في حركتها في مرحلة التطوير.
هنا يأتي دور الرسم؛ حيث يساعد الطفل في تنمية المهارات الحركية الدقيقة لديه؛ من خلال التحكم في الفرشاة أو القلم.
عندما يلوّن الطفل داخل الخطوط أو يرسم تفاصيل دقيقة، فإنه يُحسن التنسيق بين يديه وعينيه، مما يعزز من مهاراته اليدوية التي سيحتاجها لاحقاً في الكتابة واستخدام الأدوات المختلفة في الحياة اليومية.
الرسم يساعد على تنمية المهارات البصرية والتحليلية
الرسم لا يُعلم الطفل فقط كيف يُمسك بالقلم، بل يُعلمه أيضاً كيف يرى العالم بطريقة مختلفة، وذلك من خلال مراقبة الأشكال والألوان والظلال أثناء الرسم، يبدأ الطفل في تطوير مهاراته البصرية والتحليلية، مما يجعله أكثر قدرة على ملاحظة التفاصيل الدقيقة في الأشياء من حوله.
هذه القدرة على التحليل البصري تعزز من مهارات الطفل في مجالات أخرى مثل العلوم والرياضيات؛ حيث يعتمد فهم المفاهيم العلمية على الملاحظة الدقيقة والتفكير النقدي.
إستراتيجيات لتعزيز التفكير النقدي لدى الأطفال.. والبداية داخل الأسرة
بالقلم الملون والفرشاة يشعر الطفل بالإنجاز والثقة
عندما ينتهي الطفل من رسمته، ويعرضها بفخر على والديه أو معلميه، فإنه يشعر بإنجاز كبير يعزز من ثقته بنفسه، هذه الثقة تلعب دوراً مهماً في بناء شخصية الطفل، حيث يتعلم أن جهوده تؤدي إلى نتائج ملموسة يُمكن أن يفخر بها.
وفي هذا الشأن تشير التقارير التربوية إلى أن الأطفال الذين يُشجعون على ممارسة الفنون، بما في ذلك الرسم، يُظهرون مستويات أعلى من الثقة بالنفس والقدرة على التعبير عن مشاعرهم بطرق صحية، مما يقلل من احتمالية تعرضهم لمشاكل نفسية مثل القلق أو الانعزال الاجتماعي.
بالرسم والتلوين تتطور مهارات الطفل الاجتماعية
على الرغم من أن الرسم قد يبدو نشاطاً فردياً، إلا أنه يمكن أن يصبح وسيلة فعالة لتعزيز المهارات الاجتماعية لدى الأطفال، خاصة عندما يُمارس في بيئات جماعية مثل: الفصول الدراسية أو ورش العمل الفنية.
في هذه الأجواء الفنية، يتعلم الأطفال كيفية مشاركة أدوات الرسم، وتبادل الأفكار حول تصاميمهم، والتعبير عن آرائهم حول أعمال الآخرين بطريقة جميلة وبناءة.
وفقاً لدراسة صادرة عن اليونيسف، فإن الأنشطة الجماعية مثل الرسم تُساعد الأطفال على تطوير مهارات التواصل الفعّال، مما يُحسن من تفاعلهم مع أقرانهم ويساعدهم على بناء علاقات اجتماعية قوية.
طرق تدعيم أطفالنا لتطوير مهاراتهم في الرسم
أن يوفر الآباء لأطفالهم بيئة تُشجعهم على ممارسة الرسم بحرية؛ كالمكان وتوفير الأدوات اللازمة.
تخصيص وقت يومي للرسم في المنزل، وإدراج أنشطة الرسم في المناهج الدراسية، أو تسجيل الأطفال في ورش فنية متخصصة.
تنمية مهارات الطفل من خلال الرسم ليست مجرد استثمار في هواية، بل هي تمهيد لمستقبل طفل أكثر إبداعاً، وأكثر ثقة بنفسه.
بل وأكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة، من دراسة وتركيز وإنشاء علاقات اجتماعية، بجانب القدرة على التفكير النقدي السليم، فهل حان الوقت لإعطاء أقلام التلوين حقها في حياة أطفالنا؟
*ملاحظة من “سيدتي”: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
