الرسوم المتحركة ما هي قصتها وكيف بدأت؟
لم تظهر الرسوم المتحركة حتى منتصف القرن التاسع عشر
وفقاً للموقع الرسمي لأكاديمية نيويورك التعليمية للفيلم nyfa edu، من الصعب تحديد ماهية الرسوم المتحركة الأولى على الإطلاق؛ لأنها تعتمد كلياً على ما تم تصنيفه على أنه رسوم متحركة. نظراً لأن الرسوم المتحركة، في جوهرها، هي مجرد خلق وهم الحركة من خلال الصور الثابتة؛ فيمكننا القول إن الحرفة بدأت منذ مئات الآلاف من السنين.
بدأت الإرهاصات الأولى للرسوم المتحركة من خلال الرسومات النمطية لرسومات الكهوف، والتي عادةً ما تصور الصيد ومعاركه في لوحات الكهوف، واللوحات الجدارية المصرية، ولوحات المذابح الرومانية، من بين أشياء أخرى كثيرة. وبمرور الزمن اكتشف الفيكتوريون طريقة بدائية مدهشة لكيفية إنشاء لقطات متحركة لخداع العيون وجعلها تعتقد أن الصورة متحركة. ظل الوضع هكذا قروناً عديدة مع غياب الوسائل المادية، التي من شأنها أن تسمح بالحصول على الصور المتحركة.
قد ترغبين في التعرُّف إلى: تأثير أفلام الرسوم المتحركة “الأنمي” في عقول الشباب
أول جهاز للرسوم المتحركة
بدأ تاريخ الرسوم المتحركة يُسطر في كتاب الحياة الترفيهية، في نهاية القرن التاسع عشر. في تلك الأوقات، لم تكن السينما موجودة بعدُ، ولا أجهزة التسجيل أو أجهزة العرض حتى جاء عام 1824؛ فقد اخترع جون أيرتون باريس الجهاز الذي يمثل الخطوة الأولى في هذا المجال: الثوماتروب. (يتألف من لوحين مقطوعين وموضوعين أحدهما خلف الآخر، ومثبتين بخيطين. تحتوي إحدى اللوحات على رسم معين، بينما تحتوي الأخرى على رسم مكمل للرسم الأول عندما تقوم بسحب الأوتار، تدور الصفائح بسرعة عالية. وبفضل التأثير البصري، تشعر بأن الرسم الأول تحرك وتداخل مع الرسم الثاني.
تبع هذا الجهاز الفريد أجهزة أكثر تعقيداً، تشبه بشكل متزايد أجهزة عرض الأفلام. منها الفينانتسكوب أو ستروبوسكوب، وهو قرص دوّار به صور يتم تدويرها أمام مرآة. ثم ظهر Zootrope الذي اخترعه ويليام هورنر عام 1834 وتم تسويقه بنجاح كبير في جميع أنحاء أوروبا. وZoopraxiscope، الاختراع النهائي والأكثر تشابهاً مع أجهزة عرض الأفلام. وجميعها تعمل بمبدأ ثبات الرؤية.
العشرينات والثلاثينات تشهد أول أفلام الرسوم المتحركة القصيرة
وفقاً لموقع masterclass.com، يمثل فيلم سنو وايت والأقزام السبعة عام 1937علامة فارقة في تاريخ الرسوم المتحركة، وهو أحد أشهر أفلام أستوديوهات ديزني، على أن الأفلام القصيرة التي ابتكرها رواد الرسوم المتحركة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين لا تقل أهمية عنه، على رأسها فيلم الرسم المسحور، وهو فيلم قصير أُنتج عام 1896، وهو ليس فيلم رسوم متحركة قصيرة، ولكنها بالأحرى حركة متوقفة، ولكنه نجح في وضع الأسس لما سيصبح فيما بعد رسوماً متحركة. ظهر بعده الفيلم القصير الذي أنتجه إميل كوهل عام 1907 باستخدام 700 رسم توضيحي. Fantasmagorie، وقد استخدم فيه نظام القرص المضيء والذي خلق إحساساً “سلبياً” غريباً. على أن حركة الصور، التي كانت بدائية جداً في تلك المرحلة، كانت ناجحة جداً.
في عام 1914، اتخذ وينسور ماكاي، خطواته الأولى في الرسوم المتحركة في عام 1911، يعَد فيلمه القصير Gertie and the Dinosaur أول فيلم يجمع بين الرسوم المتحركة والحركة الحية؛ لتتابع الأعمال والأفلام ولتكتسب الجودة والتميز فيستمتع الجمهور بعالم لا ينتهي من السحر والخيال؛ فقد بدت هذه الأعمال في هذه الفترة مبهرة للجمهور الذي كان يتأملها في نشوة، ويُقبل عليها بشغف لا مثيل له. وقد ظهر بتلك الفترة أفلام حازت شهرة عالمية وتم بيعها لمختلف السينمات بالعالم، مثل:
- فيليكس القط لأوتو ميسمير وبات سوليفان (1920).
- الأفلام القصيرة لأفلام LaughOGram (التي أسسها والت ديزني وأوب إيوركس في عام 1922).
- بيتي بوب لماكس فلايشر (1930).
- لوني تونز وميري ميلوديز، من تأليف ليون شليزنجر للإنتاج (1935) وغيرها.
أحدث القرن العشرون تغييراً هائلاً في نمط الحياة والمجتمع والثقافة، بالإضافة إلى التقدم التكنولوجي المذهل. لكن خلال العقود التالية، استمرت الرسوم المتحركة في التطور، ومع تطور الوسائط والتكنولوجيا السمعية والبصرية، أصبح في الإمكان الاستمتاع بالعجائب الحقيقية، والأفلام المذهلة الخيالية، والتي نتابعها عبْر الشاشة الكبيرة والصغيرة وتذهلنا كباراً وصغاراً.
قد ترغبين في التعرف إلى: عرض أول فيلم أنيميشن سعودي ياباني