العاطفة والشعور.. ما هي أوجه الإختلاف؟
العاطفة والشعور كلمتان تبدوان مترادفتين متوافقتين نستخدمهما بذات السياق لنعبر عن أحاسيسنا وما يكتنفنا من تغيرات نفسية أو مزاجية وقد تؤثر علينا جسدياً، وعلى الرغم من استخدامنا لكلا اللفظين بالتبادل إلا أن واقع الأمر هناك اختلافات واضحة بين الكلمتين، ومعرفة كيفية التمييز بينهما يمكن أن تساعد في تغيير السلوكيات غير الصحية وإيجاد المزيد من السعادة والسلام في الحياة، بالسياق التالي سيدتي التقت عزة أبوالعينين استشاري التنمية البشرية والدعم الذاتي لتخبرك عن الفرق بين العاطفة والشعور.
ما هي العواطف؟
تقول أبو العينين لسيدتي: العاطفة والشعور هما ما يجعلنا بشراً متفردين، والعاطفة هي مجموعة من الاستجابات الكيميائية العصبية والهرمونية التي تؤهلنا للرد بطريقة معينة على التحفيز الخارجي (شيء نراه أو نسمع) أو الداخلي (الفكر والذاكرة والصورة)، وتحدث كردود أفعال سريعة وغريزية، وغالباً ما تسبب العواطف تغيرات فسيولوجية في الجسم، مثل زيادة معدل ضربات القلب والتعرق وتوتر العضلات، حيث يجد علماء النفس أن العواطف هي المفتاح لبقائنا وقد تطورت من خلال تطور البشر.
الجهاز الحوفي بالمخ هو المسؤول عن تنظيم هذه الاستجابات، ومن ثمّ فهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتعلم والذاكرة والاستجابات العاطفية. ولهذا السبب فإن العواطف غريزية وغير إرادية، فنحن لا يمكننا التحكم في الطريقة التي نشعر بها ولا نطوعها وفقاُ لأهوائنا، فهي لا إرادية وفطرية لدرجة أننا في كثير من الأحيان لا ندرك ما الذي دفع هذه الاستجابة العاطفية.
العواطف الأولية
العواطف فطرية في الإنسان كما ذكرنا سابقاً ومن ثمّ فبعضها لا يتم تعلمه، ولكن يتم ترميزه بالفعل بمجرد ولادتنا بهيئة أكواد، وهناك خمسة أكواد أساسية هي التي يتم استدعاؤها عند الحاجة عند حدوث موقف معين أو حتى من خلال ذكرى، وهي الغضب والخوف والسعادة والحب والحزن، وقد تتولد مشاعر ثانوية أخرى تنبثق عن تلك الأولية.
هناك نوع آخر من العواطف يمكنك التعرف عليه عبر السياق التالي : “عواطف الظل”.. كيف تؤثر فينا وكيف نتعامل معها؟
ما هي المشاعر؟
عندما نتحدث عن المشاعر ندخل إلى مستوى آخر أو سياق آخر من الأحاسيس، فالشعور هو التجربة الذاتية لتجربتنا العاطفية، أي في الشعور، بالإضافة إلى رد الفعل الفسيولوجي، يتدخل المكون المعرفي والذاتي. لذلك، يحدث الشعور عندما نصنف العاطفة ونصدر حكماً عليها، وعادة ما تدوم المشاعر لفترة أطول من العواطف، وتحدث بعد العواطف، فلا يوجد شعور بدون عاطفة.
إنها تنطوي على معلومات معرفية، وعادة ما تكون لا واعية، ولا يمكن قياسها بدقة، أي أن الشعور هو تمثيل عقلي لما يحدث في جسمك عندما تكون لديك عاطفة، أي أن المشاعر تمثل الأفكار والخبرات التي لدينا أو اكتسبناها كرد على ما أحدثته بنا عواطفنا.
أنواع المشاعر
يمكن تقسيم أنواع المشاعر إلى:
- سلبية (الحزن، الخوف، العداء، الإحباط، الغضب، اليأس، الذنب، الغيرة…)
- إيجابية (السعادة، الفكاهة، الفرح، الحب، الامتنان، الأمل…) والمحايدة ( رحمة، مفاجأة…).
الفرق بين العاطفة والشعور
تقول عزة: كما قلنا، المشاعر تأتي من الوعي والتعلم.
- الفرق الأساسي بين المشاعر والعواطف هو أن المشاعر يتم الشعور بها بوعي، في حين تتجلى العواطف بوعي أو بغير وعي، حيث ترتبط كل من العواطف والمشاعر بما هو غير عقلاني، أي بالطريقة الذاتية التي نختبر بها الموقف.
- العواطف أقوى من المشاعر، لكنها تدوم أقل منها، والعواطف طاقة تتحرك عبر أجسادنا ولا تستقر إلا إذا قمنا بقمعها.
- المشاعر ليست جيدة أو سيئة في حد ذاتها، فهي جميعها لها أصل تطوري وتكيفي، لذا فهي استجابة للكائن الحي لمحفزات مختلفة لبقاء الشخص.
- العواطف تسبق المشاعر، فهي جسدية وغريزية. ولهذا السبب، يمكن قياسها بشكل موضوعي من خلال تدفق الدم ونشاط الدماغ وتعبيرات الوجه الدقيقة ولغة الجسد.
- تظهر العاطفة بشكل عفوي، دون السيطرة عليها، على أن المشاعر هي عملية تفسير للعاطفة، لذلك نحن ندركها تماماً وتحدث الاستجابة بناءً عليها.
- التغييرات التي تحدث بسبب العاطفة يمكن أن تحدث في الحيوانات والبشر. ومن ناحية أخرى، فإن المشاعر أكثر تعقيداً، حيث لا يمكن تجربتها إلا من قبل الحيوانات ذات الوعي واللغة.
- العواطف مؤقتة، فهي تحدث استجابة لموقف معين. على سبيل المثال، فإن التغيرات الفسيولوجية التي نختبرها عندما نشعر بالسعادة تظهر عندما ندرك نوعاً ما من الفرح وتختفي عندما نبتعد عن المصدر الذي أشعرنا بهذا الفرح والقلق يمكن أن يحدث بسبب شعورنا بالحزن وهكذا.
- تكون المشاعر طويلة الأمد على عكس العواطف، فهي تميل إلى الاستمرار لفترة أطول ويتم اختبارها بوعي أكبر. وبشكل عام، تتميز العواطف بكثافتها وقصر مدتها.
- العواطف هي الجسر الذي يوحد أنفسنا والآخرين، مما يسهل من تواصلنا العميق والهادف، في حين أن المشاعر أكثر تعقيداً وتختلف حسب الشخص وبيئته والعوامل التي أثرت به وصاغت شخصيته.
- تمثل المشاعر كيفية تحديد الشخص لمشاعره الخاصة وفهمها وطريقة تعاطيه مع مختلف المواقف التي يتعرض لها.
كيف أعبر عن عواطفي ومشاعري بنجاح؟
- الاعتراف الداخلي: لكي تنجح في التعبير عن مشاعرك وعواطفك لا بد من تحديدها وفهمها بطريقة صحيحة قبل التعبير عنها. ولذلك فكر كثيراً في مشاعرك وكيف تكونت.
- اختيار الوقت المناسب: ابحث عن وقت ومكان هادئ لمشاركة مشاعرك، وتجنب القيام بذلك في المواقف المتوترة أو عندما تشعر بالانفعال الزائد.
- تعامل مع مشاعرك بشكل فردي: عبر عن مشاعرك من وجهة نظرك، واستخدم عبارات تبدأ بضمير المتكلم أنا.
- لا تلقي اللوم على الآخرين: عندما تتعرض لموقف معين تحمل المسئولية بنفسك وتوقف تماماً عن اتهام الآخرين أو إلقاء اللوم عليهم.
- كن واضحاً وملموساً: صف مشاعرك بدقة، باستخدام كلمات محددة لتصف بها شعورك.
- الصدق الشخصي: تجنب التقليل من مشاعرك أو المبالغة فيها. كن صادقًا مع نفسك والآخرين بشأن مشاعرك.
- تحكم في نبرة صوتك ولغة جسدك: حافظ على نبرة صوت هادئة ووضعية جسد منفتحة، فكلاهما ينقل المشاعر.
- التعاطف: لا بد من التعرف على مشاعر الآخرين واحترامها وفهمها.
- لا تحكم على مشاعر الآخرين وفقاً لقناعاتك: لا تحكم على مشاعرك أو مشاعر الآخرين. تذكر أن جميع المشاعر صحيحة ولها أسباب وجودها.
- ممارسة الاستماع النشط: الاستماع إلى مشاعر الآخرين لا يقل أهمية عن التعبير عن مشاعرك. التحقق من صحة مشاعرهم وإظهار تفهمك.
- بالنهاية تؤكد عزة أن الارتباط الوثيق بين عواطفنا وأفكارنا ومشاعرنا لن ندركه إلا من خلال التأمل الذاتي وفن إدارة المشاعر الذاتية، أي أنه من خلال فهم أفكارنا بأنفسنا، يمكننا أيضاً فهم عواطفنا والتعبير عن أنفسنا بنجاح وفاعلية.
ويمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن كيفية التعبير عن المشاعر عند الولوج للرابط: كيف أعبر عن مشاعري؟