الفنانة أسماء جلال: الدراما تنقل ما يحدث في الواقع
فنانة مصرية شابة، تثبت مع كل تجربة جديدة، أنها ممثلة مختلفة، تخطف أنظار الجمهور للشخصية التي ترتدي ثوبها وتدخل عالمها، هي سلمى في «الهرشة السابعة» الفتاة التي تعاني من غياب الأم والتي تستهين بحاجة ابنتها إليها، ولكنها أبداً لم تسمح لنفسها أن تعيش حياة ضائعة، فنجحت في عملها وأن تكون الصديقة المثالية لمن حولها، والزوجة المُحبة، هي الفنانة أسماء جلال، التي تنتظر عرض مسلسل «معاوية» لتخوض به تحدياً جديداً، وتشارك في 3 أعمال سينمائية حالياً، استضافتها «سيدتي» في الحوار الآتي..
لو ظل هناك خوف من كل الأفكار، لن نتحدث بشيء على التلفزيون، وليس مطلوباً من الفن أن يستعرض الحياة في صورة مثالية
تحققين نجاحات وخطوات ثابتة في الدراما التلفزيونية. أين أسماء جلال من السينما؟
الفترة المُقبلة ستشهد تواجداً أكبر لي في السينما، من خلال مشاركتي في بطولة ثلاثة أفلام مع كوكبة كبيرة من النجوم.
ما هي تفاصيل الأعمال الثلاثة ودورك في كل عمل؟
تعاقدت مؤخراً على المشاركة في فيلم «رحلة البحث عن فستان الزفاف»، وهو من إخراج جيلان علاء وإنتاج محمد حفظي، بطولة ياسمين رئيس، أما الفيلم الثاني فهو «آل شلبي» ويجمعني بالنجمة ليلى علوي، وعدد كبير من النجوم، بينهم: لبلبة، سوسن بدر، هيدي كرم، خالد سرحان، علي الطيب، حسن مالك، إخراج آيتن أمين.
أما الفيلم الثالث فهو عمل اجتماعي كوميدي بعنوان «وش في وش» مع المخرج وليد الحلفاوي بطولة محمد ممدوح «تايسون»، أمينة خليل، أحمد خالد صالح، أنوشكا، سلوى محمد علي، بيومي فؤاد، سامي مغاوري، وخالد كمال.
نفترح تابعي معنا تفاصيل لقاء سابق مع الفنانة العُمانية زهى قادر: أطمح إلى تجسيد شخصيات مركبة
منطقة مشتركة من الاحترام
تتعاونين مجدداً مع الفنانة أمينة خليل. كيف ترين علاقة الصداقة التي جمعت بين سلمى شخصيتك في «الهرشة السابعة»، ونادين التي قدمتها أمينة؟
شخصية نادين التي قدمتها أمينة تعاني من إحساس بعدم الأمان لأن زوجها وحماتها لا تتحدثان معها عن أسرارها لكنهما يحكيان لسلمى التي أقوم بشخصيتها. ولذلك تعاطفت معها كمشاهدة والعلاقة بيننا في كواليس التصوير كانت متميزة أيضاً. وهذا سببه حماسة الجميع لتقديم عمل غير تقليدي وهذا ما شعر به المشاهد.
في رأيك هل هذه علاقة صداقة صحية خاصة أن نادين وسلمى مختلفتان لا تشبهان بعضهما البعض. أيهما تفضلين صديقة تشبهك أم طباعها تختلف عن طباعك؟
في اعتقادي، الأهم أن تكون هناك منطقة مشتركة من الاحترام ومساحة بين الصديقين يلتقيان فيها بشكل راقٍ، حتى لو كانا مختلفين، لأن إذا كانا يحبان بعضهما البعض سيريدان لهذه الصداقة أن تستمر، وسيتفقان رغم الاختلاف، لكن بالطبع إذا كانا غير متشابهين فهذا يعني أن العلاقة ستحتاج إلى مجهود أكبر، ونادين ليست سيئة، قد تكون انفعالية تحكم بحدة على المواقف والأشخاص لكن تتعامل بشكل جيد كصديقة مع سلمى عندما احتاجتها ولجأت إليها، ولا يمكن أن نقول إننا جميعا يجب أن نكون مثاليين.
فكرة «الهرشة السابعة» هناك من يؤمن بها وهناك من لا يعتقد بوجودها. إلى أي فريق تنتمين؟
لا أؤمن بها نهائياً، وفسرت الاسم عند ترشيحي للمشاركة في العمل بأن المقصود بالمصطلح أن بعد مرور سبعة أعوام على الزواج أو العلاقة بين ثنائي، يصبح كل منهما «هارش ما يتعرضان له».
ما الذي شجعك على الاشتراك في «الهرشة السابعة» بعيداً عن طبيعة دورك؟
الكثير من العوامل بينها أنني أحب العمل مع الكاتبة مريم نعوم وأتمنى دائماً تكرار التعاون معها، كذلك أحب العمل مع المخرج كريم الشناوي، فهو من المخرجين الذين يساعدون الممثل على إظهار أشياء لم يختبرها من قبل، ويحب التحدي والمغامرة، فيقدم ما هو عكس المتوقع، وفي الوقت نفسه يمنح مساحة لنفكر ونتناقش ونصل لحقيقة الشخصية.
طاقة إيجابية
أيضاً سبق وتعاونتِ مع الفنان علي قاسم. كيف ترين العمل معه؟
سبق وشاركنا في مسلسل من إخراج كريم الشناوي «خلي بالك من زيزي»، ولم تجمعنا مشاهد في العمل، لكنني قدمت دور زوجته أيضاً في مسلسل «لعبة النسيان»، وبالفعل أشعر بوجود «كيمياء» بيننا، فهو يساعد من يقف أمامه على الظهور في أفضل صورة، ويتمتع بطاقة إيجابية، تجعل من أمامه أكثر تركيزاً ويحب أن يقدم أفضل ما لديه، وهو أمر غير موجود لدى كثيرين.
ما الذي جذبك لشخصية سلمى في «الهرشة السابعة»؟
شخصية ليست سهلة وظاهرها يجعلك في البداية تعتقدين أنها تتسم بالصبر والمثالية والهدوء لكن الحقيقة أنها تحمل بداخلها مشاعر مختلفة، بين غضب وحزن وإحساس بالظلم، حتى الموقف الذي كان من الممكن أن يجعلها تشعر بالعدالة وهو الذي جمعها بوالدتها، اكتشفت أنها جاءت للتعامل معها كأنها لم تظلمها وكأن شيئاً لم يكن، وتطلب أن تعود العلاقة بينهما لطبيعتها، بصورة فيها استهانة ونبرة استهتار وتقليل من الموقف، الذي عاشته وأثّر فيها، وأعجبني أيضاً أن سلمى كانت بسيطة تبحث عن إحساس الأمان وعن شخص يتمسك بها، ومع دخول شريف حياتها نرى كيف ستتعامل مع شخص مختلف بهذا القدر، ومع أفكاره، ولديها خط آخر مختلف هو علاقتها بصديقيها آدم ونادين.
ومن عالم الفن نقترح عليك لقاء مع الفنانة نسرين أمين: تقنية D3 ستفتح الأبواب لتقديم أفلام شبابية مبتكرة
المشهد الأصعب
ما المشترك بينك وبين سلمى؟
تشبهني في أنها صاحبة رأي ولها شخصية رغم كل ما مرت به من أزمات، هي اختارت أن تكون مسؤولة عن قراراتها، وتصبح لنفسها الأم والأب، ولا تعتمد سوى على نفسها، لا تقتنع بآراء الآخرين إلا بعد أن تختبر الأمر بنفسها، فتأخذ الدرس ويكون قرارها نابعاً من التجربة.
ما هو المشهد الأصعب في «الهرشة السابعة»؟
عندما اعتقدت سلمى أن شريف يعرض عليها الزواج، كان مشهداً طويلاً وصعباً وكنا نعيده أكثر من مرة من أكثر من زاوية، وتأتي صعوبته أن الشخصية تشعر وقتها بمشاعر مختلفة، في البداية سعيدة جداً، وبعده تتحول لإنسانة ضعيفة بعض الشيء، وتفرح مرة أخرى، وتنتقل لإحساس آخر هو الصدمة، ثم الانهيار والغضب.
إلى جانب مشاكل العلاقات تطرق «الهرشة السابعة» لمفهوم عقوق الوالدين تجاه الأبناء.
كيف ترين تناول مثل هذه القضايا خاصة وأن البعض لا يعترف بأن الآباء قد يتسببون في مشاكل نفسية لأولادهم؟
أحب الأعمال التي تتطرق لمثل هذه النوعية من القضايا وتناقشها لتصل إلى الناس نقطة مهمة، هناك جملة أسمعها «أنك لن تغير أهلك فبالتالي عليك أن تصمت ولا تتحدث عما يضايقك ويؤذيك من تصرفاتهم»، لكن الحقيقة حتى وإن كنا لن نغير الأهل، لكن عليهم أن يعرفوا رفضك واستياءك من سلوك ما، ولا أرى عيباً أن تعتذر الأم أو يعتذر الأب للابن أو الابنة، عن تصرف أذاهما في طفولتهما وترك علامة رغم مرور السنين، وفكرت أن مشاهد سلمى المتعلقة بهذه القضية قد تدفع أباً أن يعترف بحاجة أولاده لسماع كلمة اعتذار بصدق لهم.
«الهرشة السابعة» ناقش قضايا قد يراها البعض جريئة. ما تعليقك؟
أعتقد لو ظل هناك خوف من كل الأفكار، لن نتحدث في شيء على التليفزيون، وليس مطلوباً من الفن أن يستعرض الحياة في صورة مثالية، لأنه يعكس صورة حقيقية لأمور وقعت بالفعل، بغض النظر سواء كنا متفقين معها أم ضدها، أحياناً أكون ضد سلوك تقوم به شخصية ألعبها في أي عمل بنسبة 100% لكن في النهاية أقدمها وهذا لا يعني أنني مقتنعة بما تقوم به، ولكن أنا أجسد نموذجاً لغيري هذه هي حياته، وأتجرد من أفكاري ومبادئي لأكون الشخصية.
أمر مطلوب
كيف رأيتِ تعليقات من عبروا عن خوفهم من مشاهدة «الهرشة السابعة» لأنه يصور ما عاشوه وتعليقات من أكدوا زيادة خوفهم من الزواج بعد المشاهدة؟
كما قلت الدراما تنقل ما يحدث في الواقع، هي لن تجعلك ترى الحياة «بمبي» على غير الحقيقة، وأن تشعر بالخوف أو القلق من الزواج أمر مطلوب، لأنها مسؤولية، فالمسلسل في النهاية وأحداثه ليسا السبب في أن ترى الواقع على حقيقته.
وهل أسماء جلال تتأثر بما تقدم في الأعمال الفنية أم تنتهي علاقتها بالشخصية بمجرد الخروج من موقع التصوير؟
أشعر بعد انتهاء التصوير بشلال من المشاعر المتخبطة، وحتى أستوعب الأمر وأبتعد خارج حياة العمل والشخصية التي أقدمها أحتاج بعض الوقت، وأحياناً أتأثر في قراراتي الشخصية وحياتي بما عشته وقت تصوير الدور.
إلى جانب الأفلام التي تحدثنا عن مشاركتك فيها الفترة المُقبلة.. هل هناك أعمال أخرى تحضرين لها؟
أنتظر عرض مسلسل «معاوية» قريباً.
نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع الفنانة مريم عبدالرحمن: التمثيل يمنعني من الاستقرار والزواج