القانون يحقق رفاهية العامل في رمضان

يعدُّ شهرُ رمضان المبارك من الأشهرِ المميَّزةِ في حياةِ المسلمين حول العالمِ، إذ يجمعُ بين العبادةِ، والصومِ، والاحتشامِ، وبين جوانبَ اجتماعيَّةٍ واقتصاديَّةٍ، تُؤثِّر في حياةِ الأفرادِ والمجتمعاتِ. وفي السعوديَّة حيث يُشكِّل رمضان فترةً مهمَّةً من السنةِ، يبرزُ الحديثُ عن تأثيرِ العملِ في هذا الشهرِ المبارك، وحقوقِ العاملِ السعودي، ما يتطلَّبُ توازناً دقيقاً بين الالتزاماتِ المهنيَّة، والتزاماتِ العبادة.
يُواجه العاملُ عديداً من التحدِّياتِ في شهرِ رمضان، أبرزُها التغيُّراتُ الكبيرةُ التي تطرأ على النظامِ اليومي سواء في ساعاتِ العملِ، أو في ظروفِ الحياةِ، فالعملُ خلال ساعاتِ الصومِ الطويلةِ قد يؤدي إلى تعبٍ جسدي وذهني، خاصَّةً في ظلِّ الارتفاعِ الكبيرِ في درجاتِ الحرارةِ خلال بعض السنواتِ. ويشملُ هذا التأثيرُ فئاتٍ مختلفةً من العمالِ مثل العاملين في قطاعِ التجارةِ، والخدماتِ، والمصانعِ حيث يتطلَّبُ الأمرُ موازنةً بين الالتزامِ المهني، والمحافظةِ على صحَّةِ العامل.
تسعى المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّة إلى التكيُّفِ مع ظروفِ شهرِ رمضان بما يحفظُ حقوقَ العاملين، ويُساعدهم في أداءِ واجباتهم الدينيَّةِ والصحيَّةِ. ووفقاً للقوانين المعمولِ بها في المملكةِ، يحقُّ للعاملين في القطاعَين الخاصِّ والعامِّ تقليصُ ساعاتِ العملِ اليوميَّةِ خلال شهرِ رمضان، إذ يتمُّ تقليصُ ساعاتِ العملِ الرسميَّةِ في القطاعِ الخاصِّ إلى ستِّ ساعاتٍ يومياً، بينما في القطاعِ الحكومي، يتمُّ تقليصُ العملِ إلى خمسِ ساعاتٍ.
هذا التعديلُ، يهدفُ إلى ضمانِ راحةِ العاملين أثناءَ الصيامِ، ويسهمُ في تقليلِ التعبِ والإرهاقِ، بالتالي تحسينُ الإنتاجيَّةِ، لكنْ في الوقتِ نفسه، يتطلَّبُ من أصحابِ العملِ أن يُوفِّروا بيئةَ عملٍ مرنةً لتلبيةِ احتياجاتِ العاملين، التي تتراوحُ بين تأديةِ الأعمالِ المهنيَّةِ، وأداءِ العباداتِ.
يحظى العاملُ السعودي في رمضان بعديدٍ من الحقوقِ التي تكفلها قوانينُ العملِ السعوديَّة، وهذه الحقوقُ هي:
أجرُ العملِ في رمضان: يحقُّ للعاملِ السعودي الحصولُ على أجره كاملاً خلال شهرِ رمضان حتى إذا كانت ساعاتُ العملِ قد تمَّ تقليصها. وإذا اضطرَّ العاملُ إلى العملِ في العطلاتِ الرسميَّةِ، أو في ساعاتٍ إضافيَّةٍ، فإن له الحقَّ في الحصولِ على أجرٍ إضافي وفقاً لما نصَّت عليه القوانين.
راحةُ الأعيادِ: يحقُّ للعاملِ الحصولُ على إجازةٍ رسميَّةٍ في أيَّامِ العيدِ مثل عيدِ الفطرِ، وهذا يعدُّ حقاً مكفولاً من قِبل الأنظمةِ. وتعدُّ هذه الإجازاتُ جزءاً من التقديرِ لجهودِ العاملين خلال الشهرِ الفضيل.
الراحةُ بين فتراتِ العملِ: في ظلِّ التعديلاتِ على ساعاتِ العملِ في رمضان، يُمنَحُ العاملُ السعودي فتراتِ راحةٍ إضافيَّةً أثناءَ ساعاتِ العملِ لتناولِ الطعامِ، والاستراحةِ بين الفتراتِ، وهذا يساعدُ في تجنُّبِ الإرهاقِ.
سلامةُ بيئةِ العملِ: تحرصُ المملكةُ على ضمانِ أن تكون بيئةُ العملِ صحيَّةً، وآمنةً للعاملين، خاصَّةً في فصلِ الصيفِ الحار، ويحقُّ للعاملِ السعودي الحصولُ على ظروفِ عملٍ آمنةٍ، تتضمَّنُ تكييفاً مناسباً للهواءِ، وتوفيرَ المياه والراحةِ الكافية.
بسببِ التحدِّياتِ التي قد يُواجهها العاملُ السعودي في رمضان، تحرصُ المملكةُ على تعزيزِ ثقافةِ التوازنِ بين العملِ والعبادةِ. في هذا الجانبِ، يتمُّ تنظيمُ عديدٍ من الفعاليَّاتِ الثقافيَّةِ والاجتماعيَّةِ التي تُعزِّزُ من قيمِ التعاونِ والتكافلِ، ما يسهمُ في خلقِ بيئةٍ مهنيَّةٍ داعمةٍ. ويدعو عددٌ من أصحابِ الأعمالِ إلى تفعيلِ سياساتٍ مرنةٍ، تتيحُ للعاملين أخذَ الوقتِ الكافي لأداءِ الصلاةِ، وزيارةِ العائلةِ، والمشاركةَ في الأنشطةِ الدينيَّةِ والاجتماعيَّة.