المصممة روان أزهر لـ”سيدتي”: استوحيت من شجرة الزيتون أجمل العبايات
منذ العام 2010 أطلقت المصممة روان أزهر ماركتها الخاصة التي أسمتها تاء مربوطة، والتي تُعنى بتصميم عبايات راقية تلبي معايير الاستدامة، واتخذت من المملكة العربية السعودية مقراً لمشغلها؛ حيث تولد تصاميمها وتنفذها بحرفية عالية، وتتسم تصاميم روان بالطابع الراقي وبأسلوب الفخامة الهادئة. تتميز روان أزهر بحب الاستكشاف فهي أم لثلاثة أبناء، تخرجت في جامعة الملك عبد العزيز بجدة تخصص نظم المعلومات الإدارية.
قادها شغفها بالتعلم والإبداع والابتكار إلى تصميم عباياتها الخاصة في الأيام الأولى من عام 2010. وكانت تصمم عبايات بطلب من العائلة والأصدقاء والمعارف فقررت أن تتبع حلمها، فرأت الفرصة متاحة لتحقيق حلمها فهي تعشق التحديات. العمل الجاد أتى ثماره. وتنتشر عباياتها في المتاجر العصرية ومتوافرة للتسوق الإلكتروني في المملكة العربية السعودية والخليج.
لمنْ تتوجهين في تصاميمك؟
تلبي عبايات TA MARBOTA ذوق المرأة الانتقائية التي تميل إلى الملابس الناعمة، وتكره الألوان المزدحمة، فهي تحب الطبيعة وتنجذب إلى القصص الكامنة وراء كل قطعة. هي تحب الطبقات الرقيقة والتصاميم الأنثوية، لكنها ترتديها بأسلوب عصري، ولكن من دون المس بمُثلنا وقيمنا.
كيف بدأ مشوارك في التصميم ومنْ ساعدك؟
في بداية العام 2009 بعد تخرجي في الجامعة حاولت العمل في غير مجال الأعمال، ولكنني لم أجد نفسي فقررت تصميم مجموعة من العبايات للأصدقاء والعائلات، تتسم بخطوط كلاسيكية وخامات ناعمة وخفيفة من الحرير، فلاقت نجاحاً، وعندها اقترحوا عليَّ امتهان تصميم العبايات، وتشجعت وأخذت من والدتي وحماتي أقمشة قديمة، فوالدتي كانت تخيط عباياتها بنفسها، فنفذت مجموعة صغيرة وشاركت في معرض جدة، وحصدت إقبالاً كبيراً واخترت تاء مربوطة اسماً لماركتي، فهذا الحرف يضفي على أي كلمة صفة الأنوثة، وقد وجدت الاسم مع صديقة لي . لم يكن في بالي التصميم فلقد درست الأعمال ولكنني ورثت حب المغامرة والتحدي من والدي الذي كان مهندساً معمارياً يحب السفر وتجربة أمور جديدة. ووجدت نفسي أسافر ولكن مفهوم السفر تغير بالنسبة لي، فبدأت أرتاد المتاحف، وأستوحي مثله من الأبنية ومن التصاميم، فكل ما أراه يعجبني يلهمني، وكل قصة أستلهم منها مجموعة، فبلورة الفكرة تستهلك مني الوقت الطويل، ولكن عقلية المجتمع والمناخ العام في جدة كان مواتياً، فوجدت الدعم وفرحت بتشجيع النساء لي وشرائهن تصاميمي.
وما الذي تجسّده العباية لك؟
العباية ليست مجرد زي أنيق بل هي جسر يربط الماضي بالحاضر، لذا فهي تعبر عن هويتنا وأصالتنا وكلّ ما نفتخر به، ولذا حاولت أن أترجم هذه الرسالة لتصل إلى كل مكان، وأنا ممتنة للمجتمع العربي خاصة في الملكة العربية السعودية الذي وثق بي وكان لي من أبرز الداعمين في البدايات لأنتشر وأتوسع.
أحب خطوط العباية ولكنني كنت أجد أن النساء الشابات كنّ يشعرن بالملل من العبايات في الصيف وخاصة خلال السفر، لذا أطلقت مجموعة Travel Wear أي العبايات المستوحاة من السفر، والتي يمكنك أن تأخذيها معك، وتتميز بخفتها وطابعها العصري، فحاولت الخروج من الفكرة التقليدية ومنها العباية السوداء الثقيلة والألوان الروتينية، ووجدت إقبالاً لدى الفتيات الشابات اللواتي بتن يخترن من مجموعة السفر يس خلال إجازاتهن الصيفية، بل عندما يرتدن الجامعة وفي حياتهن اليومية.
من أين تستوحين تصاميمك وما الخامات التي استعنت بها؟
أستوحي تصاميمي من كل جميل حولي خلقه الله، فبمجرد نظرتي للسماء أستلهم تصميماً وخاصة من السفر والطبيعة والمتاحف والكتب، فأنا أعشق رائحة الورق وأستلهم من المطالعة؛ لذا أحب التعامل مع الخامات الرقيقة والناعمة كالحرير، وهي خامة مستدامة تحافظ على رونقها لعشر سنوات وأكثر ولدي زبونات يحتفظن بها ولا يزلن يرتدينها وكأنها جديدة للتو.
حدِّثينا عن مجموعتك الأخيرة؟ ألوانها وقصاتها والمحور الرئيسي لها؟
مجموعتي الأخيرة هي من أقرب المجموعات إلى قلبي، واستتنفدت الكثير من الجهد، فلقد استوحيت من شجرة الزيتون، واستوحيت من صلابتها وشكلها الانسيابي ومن ألوانها كالزيتي والبنفسجي، وهي الألوان التي تتشكل منها حبة الزيتون، وتطورت قبل النضوج؛ لذا استعنت بشكل الشجرة وحبات الزيتون حتى في التطريز الناعم، فاستعنت بالأخضر والبنفسجي إضافة إلى الأبيض والأسود، وهذان اللونان هما سمة الدار. وقد اشتغلت التصاميم نفسها بهذين اللونين.
كما لدينا صالون تاء مربوطة نستقبل فيه قصصاً ملهمة لشخصيات سعودية، وهو مشروع حلمت به، وبدأت تنفيذه منذ سنتين، فماركة تاء مربوطة ليس مجرد منصة موضة بل منصة تواصل وتفاعل بين البشر. إن فكرة الصالون داخل الاستديو لدينا في جدة لأنقل ما خبرته من أسفاري وتجاربي؛ ولأستفيد من تجارب الآخرين عبر إتاحة منصة لغيري؛ لينقل تجربته ويستفيد منها الآخرون. أتمنى أن يصبح الصالون فضاء لغيري من المصممين والشخصيات الفاعلة والملهمة.
ما مشاريعك المستقبلية؟
إضافة إلى صالون تاء مربوطة الذي يعتبر منصة لمشاركة التجارب والخبرات المكتسبة، الذي تحدثت عنه أرغب أن تتوسع الماركة، وأن يكون لنا تواجد في منطقة الخليج وهذا ما أسعى لتحقيقه قريباً في كل من قطر والإمارات وغيرها من الدول.. هذا الصالون أضاف لي الكثير ولذا أرغب أن أنقل ما خبرته إلى العالم بأسره.
وما نصيحتك للمرأة العربية لدى اختيار عباية؟
أنصحها قبل شراء عباية ألا تتبع الموضة واتجاهاتها بل تتبع ذوقها وأسلوبها الخاص، وأن تجسد العباية هويتها وشخصيتها، فلا تتأثر بالصيحات الآنية التي سرعان ما تزول، فيجب عليها التفكير بالعباية كقطعة أساسية تضيفها مع كل زي؛ لترتقي بإطلالتها مهما كانت بسيطة أو كانت المناسبة عملية.
تابعي المزيد في مجال الاستدامة والأزياء واكتشفي معنا “الموضة المستدامة” هل تساهم في حماية البيئة؟
تابعي المزيد واقرئي ما قالته المصممة نور عبد الساتر لـ”سيدتي”: عبايات العيد زاخرة بالألوان وحب الحياة