المصممة فاديا حداد: العباية اليوم جزء لا يتجزأ من الموضة السائدة
من خلال بعض اللمسات التي بإمكانكِ إضافتها إلى إطلالتكِ بالعباية، بات بإمكانكِ أن تحصلي مع هذا الزي التقليدي والشرقي على طلة عصرية ومتجددة، كما تقول المصممة فاديا حداد في حوارها مع «سيدتي.نت». وتضيف أن «العباية باتت اليوم إحدى القطع الأساسية والمميزة التي لا تستغني عنها السيدة الخليجية خاصة والعربية بشكل عام؛ بسبب توافر العديد من التصميمات التي تعطيها مظهراً أنثوياً وأنيقاً سواء للسهرات والمناسبات بمختلف أنواعها».
الأناقة هي محور اهتمامي وتفكيري
من أين وكيف تستوحين تصميمات العبايات؟
استوحي تصميمات العبايات من كل شيء موجود حولي مثل موجات البحر على سبيل المثال أو من الأشجار والأغصان والورود والبراعم الصغيرة. كل ما يحيط بي يعطيني فكرة معينة حتى أصمم عباية. كما أنني أعود دائماً إلى التاريخ لأن العباية جزء لا يتجزأ منه. أحب قصة انطلاق العباية كيف تطورت ومن أين جاءت. هي محور اهتمامي وتفكيري الدائم؛ لذلك أستوحي من قصصها وحكاياتها المنوعة.
ما الذي يجذبكِ في هذا المجال؟ ولماذا؟
الذي يجذبني في هذا المجال هو تاريخ العباية، وأهتم كثيراً بالاطلاع إلى الحقبات التاريخية التي مرت بها منذ العصور القديمة، على سبيل المثال وحتى يومنا هذا كيف كانوا يرتدونها وطريقة اللبس والأناقة الموجودة في العباية والجاذبية التي تضفيها على إطلالة السيدة؛ كل هذه الأمور تجذبني حتى أصمم عباية.
كيف بدأتِ هذا المجال؟ وهل انتقلتِ إليه من عالم تصميم الأزياء؟
منذ صِغَري أحببت هذا المجال؛ لأنه كان يستهويني دائماً، وكنت أملك الشغف أن تكون ملابسي مميزة وليست تقليدية، كما كنت أحب التغيير في الطلات كثيراً. وكنت أعتمد أن أخيط ملابسي لدى الخياطة، ولا أقبل أن أشتري الملابس الجاهزة. كنت أتصفح المجلات التي تتعلق بمواضيع الموضة المنوعة، وكانت تجذبني صباح وفيروز على المسارح وفرقة كركلا من خلال العبايات والأكمام الواسعة، ولم أفوِّت حفلة لهم؛ فأزياؤهم تجذبني، بالإضافة بالطبع إلى فنهم ورقصهم الراقي.
بعد انتهاء فترة المراهقة درست مجال تصميم الأزياء، ومن ثَم تزوجت وأنجبت أولادي، مع العلم أنني كنت أرسم ملابسي وأصممها لدى مصمم معين. دخلت مجال تصميم المجوهرات الإيطالية، وعملت لدى فرع Buccelatti، وأحببت هذا المجال؛ لأنه يشبه الخياطة التي تعتمد على الحِرفية العالية؛ لأن القطع مثل النسيج، ومن ثَم انتقلت إلى عالم الموضة وخضته.
ما الفكرة التي تتمحور حولها عباياتكِ؟
الفكرة التي تتمحور حولها عبايتي هي الرقي، الأناقة، الإبداع؛ لأن العباية بالنسبة إليَّ قطعة من الخيال، والسيدة التي ترتديها يجب أن تكون طلتها تتضمن نوعاً من الغموض الجميل والملكية، حتى العباية التي أصممها للسيدة حتى ترتديها وهي تقصد البحر.
اكتشفي ما موديلات العبايات والقفاطين التي زينت منصات أسبوع باريس للهوت كوتور.
الزخارف والرسوم اليدوية
ما التصميمات المفضلة لديكِ؟ ولماذا؟
التصميمات المفضلة لديَّ هي تلك التي تعتمد دمج الأقمشة مع بعضها لإضفاء رونق مميز إلى التصميم، بالإضافة إلى مزج الألوان مع بعضها بعضاً. ألجأ أحياناً إلى أمواج من البحر أو إلى الرسومات الهندسية مع الزخرفات والتمايل على شكل الأمواج المتداخلة. أفضل التمويج أكثر من التطريز؛ فأنا أصمم رسوماتي الخاصة مع ألواني لكل عباية.
ما الخامات والأقمشة المفضلة لديكِ؟ ولماذا؟
العباية هي قطعة ملكية؛ لذلك من الضروري أن تكون الخامات والأقمشة راقية جداً في جميع المواسم؛ ففي فصل الصيف على سبيل المثال أركز على الموسلين، الحرير والكريب الناعم، القطن والكتان جميل جداً، كما أنني أبتعد كثيراً عن البوليستر والأقمشة التي تعطي حرارة للجسم؛ لأن العباية قطعة مميزة ودقيقة جداً. أما في الشتاء فألجأ إلى أقمشة الدوبل كريب، الأورغانزا، التفتا.
هل تحبين استخدام الرسوم والزخارف اليدوية لإضفاء الأناقة على العبايات؟
أحب الزخارف المصنوعة يدوياً من تصميمي. نادراً ما أشتري بريماً وأضعه على العباية لأنه عندي طابع معين أعتمده في تصميم العبايات، وهناك عامل مشترك بين جميع المجموعات حتى لو اختلفت بالأقمشة وبالألوان. من يشاهد تصميماتي يعرف فوراً أنها لي.ما يجمعها هو الرسم على العباية ومزج الألوان واعتماد الكروشيه. ألجأ إلى عدة طرق مميزة حتى تكون عباياتي فريدة من نوعها. أعتمد خيوط الحرير للزخارف والرسومات. كما ألجأ إلى العمل اليدوي بشكل كبير. بهذه الطريقة أضفي العصرية إلى التصميمات التي من الصعب جداً أن يتم تقليدها أو نسخها.
هل لكل موديل من العبايات مناسبة معينة؟ وماذا بالنسبة للعبايات خلال فترة الليل؟
العباية مثلها مثل أي قطعة من الملابس ترتديها السيدة في مختلف المناسبات مع العلم أن لكل مناسبة العباية التي تليق بها وتنسجم معها. لا شك أنها باتت تُستخدم بشكل كبير خلال الفترة المسائية؛ لأنها تعطي رونقاً وطلة جذابة للسيدة. بالإضافة إلى أنه بإمكانها أن ترتديها فوق الفستان على سبيل المثال أو حتى فوق السروال. أما على البحر فيختلف نوع العباية؛ لأن السيدة ترتاح أكثر عندما ترتديها فوق لباس البحر والقبعة، حتى لمشاويرها خلال النهار كالتسوق على سبيل المثال أو التنزه مع الصديقات هناك تصميمات معينة من العبايات التي تشعرها بالراحة وسهولة التحرك وعدم التقيد. باتت العباية اليوم جزءاً لا يتجزأ من الموضة السائدة.
لا تستغني السيدة الأنيقة عن العباية؛ لأنها قطعة مهمة في خزانتها خلال جميع المواسم والفصول، لكل مناسبة العباية المخصصة لها، وهي تزيد من طلة السيدة مهما ارتدت تحتها من ملابس خاصة عندما تدخل إلى أي مناسبة، ما يلفت الأنظار نحوها.
الألوان المنعشة والقصات العصرية
ما اللمسات العصرية التي أضفتيها إلى تصميماتكِ؟
اللمسات العصرية التي أضفتها إلى تصميماتي تتمثل بالابتعاد عن التمسك بالتقليد الشرقي المحض واللجوء إلى الألوان المنعشة والقصات العصرية والدانتيل والجيبور حتى في أشكال الأكمام. كما أنني أبتعد عن التصميمات التقليدية وألجأ إلى التصميمات الهندسية من خلال إدخال الرسومات والأشكال الهندسية والعصرية التي باتت موضة اليوم؛ حتى تأخذ العباية طابعاً عصرياً، بالإضافة إلى الخليط من الأقمشة ومن الألوان في التصميم الواحد؛ للخروج على التكرار والتقليد والمألوف.
كيف تعكس العباية شخصية كل سيدة؟
تعكس العباية شخصية كل سيدة من خلال الرقي الذي تتمتع به، وكل سيدة تهوى الأناقة والإطلالة المميزة تنجذب نحو هذه التصميمات من العبايات و«الشلحة» فوق الكتف هو أمر فخم وأنيق جداً. هذا الموديل يزيد من إِشراقة السيدة ويعطيها شخصية قوية لا مثيل لها؛ لأنها قد تتفرد بهذا اللوك الذي يعطيها ثقة كبيرة بنفسها ووقوراً، أي أنها صاحبة شخصية فذة وشخص مسؤول.
هل تصميم العبايات بالنسة إليكِ هواية أو مهنة؟ ولماذا؟
العباية بالنسبة إليَّ هي قصة عشق وغرام. بدأت تصميم الأزياء كهواية ومن بعدما تعرفت إلى تاريخ العباية وتعمقت به، واكتشفت حبي لها، وتمسكت بها كثيراً، وعندها قلت: لِمَ لا أدخل مجال تصميم العبايات وأحوله إلى مهنة ومصدر إنتاج؟! وهذا ما تم بالفعل، وبات أجمل شغف. تحولت هوايتي التي أعشقها كثيراً إلى عمل بسبب وجود الشغف؛ فدمجت هذا الهواية وأصبحت عملي؛ لأنني أبدع فيها رغم التعب والمجهود الذي أحوله إلى متعة.
حرية كبيرة في التصميم
ما الموضة السائدة لهذا الفصل من ألوان وقصات وأقمشة؟
الألوان المائية كالأصفر الزبدي، الليلا الفاتح، الأخضر مع كل تدرجاته، الأزرق الفاتح، الأحمر بشكل كبير كالأحمر الكرزي والأحمر الملكي، وهذا اللون مستمر معنا حتى فصل الشتاء. أما الأقمشة السائدة لهذا الفصل؛ فهي الخامات الفخمة منها الحرير، الموسلين، الكريب، الكتان. التضارب بالألوان من خلال تقنية معينة سائد أيضاً كالتضارب بين البنفسجي والأحمر والنيلي والأصفر الباستيل مع الأخضر والأزرق الباستيل. الموضة منفتحة، وتعطينا حرية كبيرة؛ حتى بات المصمم يشعر أنه مرتاح أكثر وحر أكثر في عمله.
بالإضافة إلى أن الأقمشة السائدة أيضاً هي التي تتضمن الورود الكبيرة والصغيرة والنافرة بمختلف الألوان؛ أي طبعات الورود على مختلف القياسات.
من المعروف أن المظهر الخارجي يعكس شخصية السيدة؛ كيف تترجمين هذا الكلام؟
بالطبع، وهذا الكلام ينطبق في جميع الأوقات والمناسبات، النهار والليل، خلال العمل. الملابس تعكس وتترجم شخصيتها من خلال اللوك الذي تعتمده دائماً. الملابس تعطينا رؤوس أقلام عن شخصية السيدة، بالإضافة إلى العطر الذي تستخدمه بالتأكيد.
ما الذي يميزكِ عن غيركِ من المصممين في هذا المجال؟
ما يميزني عن غيري من المصصمين هو عدة عوامل منها تقديم أجمل ما عندي من التصميمات، غير مكررة وغير كلاسيكية، بل تصميمات جديدة تدخل فيها الصناعة اليدوية، بالإضافة إلى الدقة اللامتناهية في موضوع الـ«Finissage»، وجميع التفاصيل إن كانت كبيرة أو صغيرة هي التي تميز مصمماً عن غيره.
ما الإكسسوارات المطلوب أن تضعها السيدة عندما ترتدي العباية؟
لا شك أن الإكسسوارات جزء لا يتجزأ من جمال وأناقة السيدة، وبإمكانها أن تعتمدها عندما ترتدي العباية شرط أن تكون من الأحجار نصف الكريمة، مع العلم أنني أعتمد هذه الأحجار في تصميماتي للعبايات، وهو جزء مهم جداً من عملي. لكل عباية إكسسوارات خاصة بها، وبخاصة إذا كانت للسهرة، من الأحجار نصف الكريمة أو من المعادن مثل الفضة أو النحاس.
تعرفي إلى موديلات ملابس محتشمة للمحجبات من مجموعات ريزروت 2024 من خلال هذا الرابط.