المصممة نور فارس: رحلة الإبداع بين الأحجار الكريمة والفن البصري

نور فارس، المصممة اللبنانية المبدعة، نشأت في بيئة غنية بالإلهام من نساء مبدعات مثل جدتها ووالدتها وعمّتها. شغفها بالأحجار الكريمة، وخاصة الملونة، دفعها لاستكشاف خصائصها العلاجية. بعد دراستها في معهد “سانت مارتينز” في لندن، شكلت فلسفتها في التصميم تحت إشراف معلمها سايمون فريزر. مستوحاة من تراثها اللبناني والفنون الإسلامية والحضارات القديمة.
قدمت نور في مجموعتها الأخيرة “خانده” تصاميم مبتكرة تجمع بين الأوهام البصرية والفن التجريدي. تواصل نور ابتكار مجوهرات تجمع بين التقليد والحداثة، وتسعى دائمًا لاستكشاف تقنيات جديدة، مع التركيز على الاستدامة في مشاريعها المستقبلية.
هل يمكنكِ أن تخبرينا عن رحلتكِ في عالم تصميم المجوهرات؟
لطالما كنت شغوفة بالأحجار الكريمة، وخاصة الأحجار الملونة. نشأت في بيئة تحيطني بها نساء مبدعات يتمتعن بذوق رفيع. كانت جدتي ووالدتي وعمتي مصادر إلهام كبيرة بالنسبة لي.
أعتقد أن للأحجار الكريمة خصائص علاجية، وهذا موضوع أبحث فيه وأستكشفه باستمرار.
قد يهمك أيضاً: مجوهرات مرصوفة بأفخم الأحجار الكريمة.. هدية لا مثيل لها في يوم الأم
هل كانت هناك لحظات حاسمة أو تجارب في بداياتك المهنية ساهمت في تشكيل فلسفتكِ في التصميم؟
منذ طفولتي كنت مبدعة وأحب صناعة الأشياء. كنت أستمتع بصناعة شعر مستعار باستخدام قطع من القماش، وأساور مغطاة بالخيوط التي كنت أبيعها على جانب الطريق في قريتي بشمال لبنان.
كانت عملية التصميم بالنسبة لي دائما غريزية، حتى التحقتُ بكلية التصميم. أثناء دراستي في مرحلة الدراسات العليا في مركز سانت مارتينز، كان معلمي سايمون فريزر له دور كبير في تشكيل شخصيتي كمصممة. لقد شكّل فهمي لعملية التصميم وقدم لي الأدوات التي تمكنني من تطوير أفكاري إلى مجموعات مؤثرة. سأظل ممتنة للسنوات التحولية التي قضيتها في مركز سانت مارتينز.
كيف أثرت جذوركِ اللبنانية في أعمالكِ الأولى ونهجكِ في التصميم، وكيف ألهمتكِ لندن؟

بفضل إرثي اللبناني، كنت دائماً مشدودة إلى الفن الإسلامي والهندسة المعمارية، والأيقونات الأنطاكية، والآثار الفينيقية والسومرية والميسوبوتامية. هذه الجماليات أثرت كثيراً في عملي التصميم.
هل يمكنكِ أن تشاركي معنا مصدر الإلهام وراء مجموعتكِ الأخيرة؟
مجوعة “خانده” Khandha مستوحاة من فن البصري Op Art تتعلق بالأوهام البصرية، والفن التجريدي الهندسي، والألوان الزاهية، والإدراك. أستند إلى أعمال الفنانين مثل فيكتور فاساريلي، بريدجيت رايلي، وأولافور إيلياسون.
هل هناك مواد أو تقنيات معينة جربتِ العمل بها في هذه المجموعة؟

عند صناعة المجوهرات، أنا دائمًا أبحث عن تقنيات جديدة للعمل بها. أنا أقدر الحرف التقليدية وأحب استكشاف الإمكانيات داخل هذا المجال.
ما الذي يلهم تصاميمك؟ هل هناك فنانون أو ثقافات أو تجارب معينة تلعب دوراً مهماً في عمليتكِ الإبداعية؟
مصادر إلهامي تتراوح بين المعالم الأثرية القديمة، المعابد وغيرها؛ كما أنني مهتمة بالرموز والطقوس من ثقافات مختلفة، بالإضافة إلى الفن المعاصر والعمارة.
كيف تشعرين عندما ترين تصاميمكِ ترتديها شخصيات مؤثرة؟

دائماً أقدر رؤية قطع مجوهراتي على النساء اللاتي أعجب بهن.
هل هناك مشاريع أو تعاونات قادمة تثير حماسكِ؟
أنا بصدد إطلاق مجموعة من الألماس باستخدام الأحجار المعاد تدويرها من استهلاك سابق، بالإضافة إلى قطع فريدة من نوعها بالتعاون مع منجم موزه للأحجار الكريمة في كولومبيا.
ما الذي تأملين في تحقيقه خلال السنوات القليلة القادمة في مسيرتكِ المهنية؟
أود التعاون مع فنانين بالإضافة إلى مصممين آخرين.
ما النصيحة التي تقدمينها للمصممين الطموحين الذين يرغبون في ترك بصمتهم في صناعة المجوهرات؟
أكثر نصيحة قيمة يمكنني تقديمها للمصممين هي أن يكونوا صادقين مع أنفسهم وأن يخلقوا قطعاً تمثل ما يحبون وما يؤمنون به. لا تتبعوا الصيحات، اتبعوا حدسكم.
تابعي أيضاً: نسقي مجوهراتكِ الفاخرة على طريقة ياسمين رئيس بطلة مسلسل “جودر”
