المصمم العالمي طوني ورد لـ”سيدتي”: مجموعتي من وحي الصحراء ورحلات السفاري
ثمة رحلات نعبرها بخيالنا فتكاد تلامس الواقع وتتحول الى ما هو أجمل من الحقيقة، هكذا يمكننا وصف مجموعة طوني ورد الأخيرة التي استوقفتنا بجمال تفاصيلها وأجاب على اسئلتنا في هذا الحوار…
مؤخراً أطلق المصمم العالمي طوني ورد مجموعته الجديدة لخريف وشتاء 2024 2025 تحت شعار “سفاري عند الغروب“، فتخيل نفسه جالساً على الكثبان الرملية دون أي وجهة سير يراقب الغروب وتموجات الألوان التي يخلفها على الرمال، فيلمح سرباً من الطيور مسافراً بين التلال عندما خفت وطأة الحر. 99 تصميماً ضمنها المصمم في المجموعة الجديدة التي استهلكت الكثير من الجهد والتعب لتنفيذ وتفصيل القطع قبل أن ترى النور. ومن وحي الصحراء ابتكر المصمم مع فريقه العامل ديكوراً ضمن أستوديو تم تنفيذه وفقاً لرغبته الشخصية، فاستُقدمت تلال من الرمال مع أوراق جدران باللون البيج الذهبي، وخلفية صحراوية خدمت الفكرة؛ فالإبداع من أساسيات العمل لدى طوني ورد، ولا سقف له وهو لا ينضب تماماً كالرمال التي افترشت أستوديو التصوير، وشكلت الأكسسوارات التي نفذها تتويجاً لأناقة أزياء السفاري من قبعات وأحذية ونظارات شمسية كبيرة.
لقد حان وقت الغروب …
وسط هذا المشهد الصحراوي حيث تتنقل الكائنات الحيَّة بهدوء وتبحث نباتات اللزاب عن ظل شجرة نخيل تتفيأ بها، رسم المصمم طوني ورد نساءه يرتدين قفاطين على شكل كيمونو وفساتين بنقشات برية وأزياء تلتف حولها الأفاعي الضخمة على شكل قصات منحوتة؛ فمن السراويل الحريرية الجذابة الممزوجة بقمصان شفافة، نفذ المصمم فساتين متوسطة الطول تشبه الكيمونو مع جيوب كبيرة، وطبعات تجسِّد أشجار النخيل، وعكس لمعان الشمس على الأسطح والمساحات الشاسعة. وفي دردشة قصيرة معه كان لنا هذا الحوار لنتكلم عن رحلة السفاري التي قام بها في عز موسم الشتاء؛ فخلف مشاعر متناقضة في داخلنا بسبب الألوان الحارة في موسم الصقيع.
ما الألوان التي استعملتها في مجموعتك الجاهزة؟
استعنت بألوان تتناقض مع الجفاف السائد في عمق الصحراء؛ فاستعنت باللون الأحمر، والكوارتز الوردي، والأزرق الهادئ، والأخضر المائي ممزوجاً مع لمسة من لون الكاميل الرملي، فتضيع الفساتين مع المشهد الكوريغرافي، ولكنها تبرز أحياناً وكأنها منفذة بتقنيات رباعية البعد، وكأننا نسافر عبر الزمن.
إذن استوحيت من الصحراء المجموعة الكاملة، ولكن أين هي المرأة في كل هذا؟
صحيح أنني استوحيت من غروب الشمس في الصحراء ومن رحلات السفاري، ولكنني أهديها للمرأة القوية والمقدامة والعاشقة للمغامرات؛ فالمرأة الرومانسية هي التي تحلم بالمغامرات إلى المجهول وبارتداء القفاطين المرفهة في عز الصحراء، ومع تدني الحرارة.
وللمزيد من أخبار المصممين الذين أطلقوا مجموعات من وحي الصحراء اليك المصمم رامي قاضي لـ”سيدتي”: استوحيت التطريز في “مرايا” من الآثار والكتابات القديمة في العلا
وما أنواع الخامات والتقنيات التي استعنت بها لتنفيذ هذه المجموعة؟
لقد ركزت على القمصان القطنية المنفوخة مع أكمام بارزة، وعلى البدلات المميزة، وعلى عبايات بقصات الكيمونو، واعتمدت أقمشة مطبعة بأوراق أشجار النخيل النافرة، والقماش بالطبعات البرية ساد على قطع من القفاطين والبدلات، وركزت على انسيابية القماش؛ فركزت على أقمشة رقيقة وخفيفة، وسعيت إلى إبراز التناقض ما بين ألوان الأحمر والروبي الكوارتز والأزرق الهادئ والأخضر المائي إلى جانب البيج بتدريجاته المتفاوتة.
ما الرسالة التي تريد إيصالها من خلال المجموعة؟
كوني جريئة، واشهدي لحظات مغيب الشمس وبزوغها، وضيعي في جمال تلك اللحظات، ولكن كوني صادقة مع نفسك.
وما مشاريعك التي تعمل عليها حالياً بعد انتهاء المجموعة الجاهزة؟
كل يوم يضعنا أمام تحدٍّ جديد، وهو ما يحفزني على العطاء؛ لذا فأنا أحضر لمجموعة الكوتور الجديدة لخريف وشتاء 2024 2025، وسأطلق قريباً المجموعة الجديدة للعروس.
لاحظنا أن تقنيات التفريغ حاضرة بقوة في المجموعة.. ما السبب؟
يضفي الكات أوت على الفساتين المزيد من الأنوثة، ويولد طابعاً عصرياً على التصميم، وتم تنفيذ التفريغ بطريقة هندسية يتداخل فيها لون البشرة، ولكنه مبطن بقماش شفاف يحاكي لون الجلد، وخاصة في الفساتين الباستيل المستقيمة الضيقة، والفساتين التي تتميز بقصات غير متجانسة عند الأكتاف، كالزي الأسود الذي تلتف حوله الأفعى بجزئه العلوي، ويتداخل فيه القماش المزدان بخيوط وشراريب قصيرة.
ماذا عن التناقض ما بين القبعات والقفاطين؟
ما لا شك فيه أن التنافر في المواد يشكل تجاذباً قوياً؛ فالمصمم الذي استعان بفساتين من الدانتيل والأورجانزا والساتان المقطوع بالليزر والتول المطرز، ضمن لوحة ألوان مشرقة من ظلال بألوان: الأرجواني، الأخضر فاتح، واللوزي الأبيض والوردي؛ يتناقض مع القبعات الكبيرة الموحدة من دون زخارف.
ما القطعة التي ننصح السيدة بها لمناسبة شهر رمضان 2024؟
اختاري هذه العباية السوداء المطرزة بأشجار النخيل باليد، ويمكن تنسيقها مع سوار Cuff من المعدن الذهبي، واعتمري قبعة بأسلوب طوني ورد الذي لا يشبه غيره.
لِمَ لا تتابعين معنا المصمم رامي قاضي لـ”سيدتي”: استوحيت التطريز في “مرايا” من الآثار والكتابات القديمة في العلا؟!