Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

النقدة إرث الجدات الثمين والحرفيات السعوديات يبدعن في تطريزه

بخيوط الذهب والفضة والغرز المنسقة المكررة باحترافية ودقة عالية، يبني فن النقدة جسور التواصل بين الأجيال في المملكة العربية السعودية، كما وبينها وبين مجتمعات محيطة، كونه جزءًا لا يتجزأ من التراث الخليجي المشترك.
وبصورة فاخرة تزدان الأقمشة والأكسسوارات والديكورات التراثية بهذا الفن الذي يتقنه حرفيو وحرفيات المملكة ويحرصون على نقله من جيل إلى جيل، مستمدين القوة والاستمرارية من دعم وحرص الجهات الثقافية والإبداعية المواظبة على تسليط الضوء على هذا الإرث التراثي العريق.

إعداد: عبير بو حمدان
تصوير: عيسى الدبيسي

بين جمالية تراث الماضي وأناقة الحاضر

تطريز النقدة الصورة من حرفيات سعوديات

الحرف، نجم ساطع هذا العام، والذي تقررت تسميته بعام الحرف اليدوية، أما حرفة النقدة فترى الجهات الثقافية والمعنية بالتراث في المملكة أنها فن يستحق أن تسلط الأضواء عليه ومن الضروري الحفاظ عليه وإعادة إحيائه من جديد كونه يجمع بين جمالية تراث الماضي وأناقة الحاضر، لذلك أقامت هذه الجهات العديد من المبادرات التي تدعم هذه الحرفة وتعزز تواجدها وتطورها، إلى جانب حرف أخرى تعد جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية السعودية.
من هذه المبادرات مثلاً مبادرة هيئة التراث السعودية المتمثلة بإنشاء بيوت الحرفيين في مختلف مناطق المملكة، وهذه البيوت تحتضن دورات أساسية وورش عمل لتطوير قدرات الحرفيين والحرفيات في السعودية ومساحات عرض لنشر العديد من التصاميم المبتكرة للحرف السعودية وفي مقدمتها فن النقدة.
من جهتها هيئة الأزياء تحرص على تسليط الضوء على الفنون الحرفية ووعي الحرفيين والحرفيات في السعودية، من خلال عدد من المبادرات المحفزة للعلامات التجارية المحلية، كان منها مؤخراً مسابقة الحرف اليدوية في الأزياء التقليدية وعرض التصاميم الفائزة في جناح الهيئة في فعالية كأس السعودية.
اقرؤوا المزيد عن هذه المبادرة في هذا المقال: هيئة الأزياء تحتفي بالفائزين في مسابقة “إحياء الحرف التقليدية في الأزياء السعودية”
وفي السياق أيضاً تلعب “فنون التراث” برئاسة الأميرة نورة الفيصل دوراً كبيراً في الاحتفاء بالتراث السعودي العريق، من خلال إعادة إحياء الأزياء والقطع التقليدية، ودعم المبدعين والمبدعات في المملكة لإنتاج تصاميم جديدة مستلهمة من روح هذا التراث.
كل هذه المبادرات تهدف إلى المحافظة على الثروة الثقافية، وإبراز جمال الحرف اليدوية العريقة والأصيلة، والعمل على تطوير قدرات الحرفيين والحرفيات السعوديين، ونشر العديد من التصاميم المبتكرة للحرف، وتعريف السياح والزوار بشكل جميل على ثقافة المملكة العريقة.

ما الذي يميز هذا الفن؟

بالخيوط المعدنية والأقمشة الخفيفة تصوير عيسى الدبيسي في محترف انتصار الرشيد

يولي المعهد الملكي للفنون التقليدية اهتماماً كبيراً بفن التطريز بشكل عام خصوصاً استخدام هذا الفن في تزيين الأزياء التقليدية، وقدم المعهد ضمن برامجه التدريبية دورات مختصة بفن النقدة، تهدف لتعليم المشاركين فيها فن تطريز غرزة النقدة، إحدى أبرز الغرز الأساسية في عالم التطريز، وتعريفهم على أبرز التقنيات وكيفية استخدامها في إنتاج تصاميم متنوعة، وذلك من منطلق أهمية المحافظة على الحرف والفنون التقليدية من الاندثار.
ويشرح لنا المعهد، عبر ملف خاص زودنا به، أبرز عناصر تميز هذا الفن. ويعرف الملف فن النقدة، أو التلي، بأنه فن تطريز يمارس في دول الخليج، بالصفائح المعدنية (الخوصة) على الأقمشة الخفيفة باستخدام غرزة النقدة أو النغدة، بأشكال وزخارف وتكوينات هندسية مستوحاة من عناصر البيئة المحيطة.
ويضاف فيه أنه من أساليب الزخرفة التقليدية للأزياء والمنسوجات في المملكة العربية السعودية في المنطقة الوسطى، والمنطقة الغربية وكذلك المنطقة الشرقية؛ وقد عرف في المنطقة الغربية، والقصيم في المنطقة الوسط باسم فن “التلي” أما في المنطقة الشرقية فقد عرف بفن النقدة.

 

تطريز النقدة الصورة من حرفيات سعوديات

ووفق الملف، فتأتي التسمية من كلمة نقد إشارة إلى النقود الفضية التي كانت تستخدم في الماضي، وكان تطريز النقدة يتم قديماً على قماش حرير وبحلول القرن التاسع عشر أصبح النسيج الذي يتم التطريز عليه هو نسيج التل المصنوع من القطن؛ بينما يشير مصطلح “تلي” إلى نوع من التطريز الذي يستخدم الخيوط المعدنية الفضية أو الذهبية اللامعة التي اعتادت النساء التطريز بها، كما يشير مصطلح التلي إلى منتج نهائي مكتمل بشكل أو بآخر، ويقال “شال التلي” أو “ثوب التلي” أو “منتج تلي”.
ويقول النص إن تطريز التلي أو النقدة كان قديماً يتم باستخدام الخيوط والأسلاك المعدنية، حيث كان الاعتماد على استخدام معادن مثل النحاس أو الألومنيوم، وكذلك المعادن مرتفعة الثمن كالذهب والفضة، حيث تتميز الخيوط المعدنية بأنها قابلة للتشكيل ويمكن توظيفها للحصول على تصاميم بأشكال هندسية أو تصاميم مجردة.
وكانت تثبت على سطح القماش بإضافة خيوط الحرير الطبيعي ومع ظهور الخيوط الصناعية استخدمت بدلاً من خيوط الحرير في تثبيت الخيوط المعدنية وفي كلا الحالين يستخدم خيط بلون مناسب فضي أو ذهبي للون الخيوط المعدنية، والنقدة عبارة عن خيوط من سلك معدني رفيع أو عريض من اللون الذهبي أو الفضي ومنه الحر الأصلي، الذي لا يتغير لونه ومنه التقليد غير الأصلي، ويستخدم في تطريز التلي إبرة ذات ثقبين، الثقب الخارجي ضيق والثقب الداخلي متسع.

 

 

الأدوات المستخدمة في فن النقدة تصوير عيسى الدبيسي في محترف انتصار الرشيد

وتحدث النص الصادر عن المعهد، عن أبرز الأدوات والخامات المستخدمة في هذا الفن وهي:

 

الأقمشة المستخدمة:

يتم تنفيذ فن النقدة على قماش التل لذلك يطلق على هذا الفن أيضاً فن “التلي” نسبة إلى اسم القماش، ولكن يمكن أن تستخدم أيضاً الأقمشة الخفيفة الأخرى مثل الحرير والشيفون والأورجانزا والكريب، وقد صنعت أقدم الأزياء المطرزة بالنقدة من نسيج الحرير وتم تزيينها بخيوط من الذهب والفضة الحقيقية
ويغطي تطريز هذه الأزياء الأجزاء المحيطة بالعنق وفتحة الرأس بالإضافة إلى الأجزاء الموجودة عند الكتفين.
ويرجع استبدال الحرير والأقمشة الأخرى بالتل إلى صعوبة تطريز هذا النوع من القماش بتلك الخيوط وعندما بدأ إنتاج أقمشة التل المصنوع بشكل أساسي من القطن أصبح التطريز عليها بالخيوط المعدنية أسهل وكانت الألوان الشائعة هي اللون الأسود أو اللون الطبيعي للقماش.

الخوصة:

وهي مجموعة من الصفائح المعدنية الرقيقة، مستطيلة الشكل وملساء، عرضها حوالي 2 ملم، كانت قديماً من الفضة أو الفضة المطلية بالذهب.

إبرة النقدة:

تستخدم في تنفيذ النقدة إبرة خاصة مصنوعة من النحاس غالباً تطلب خصيصاً من صانع الحلي المعدنية، طولها حوالي 3 سم وهي أقصر من الإبرة العادية وتكون مبططة وليست أسطوانية، ومدببة من الأمام ليسهل دخولها في القماش وعريضة من الخلف وبها فتحتان (دائرية أو مستطيلة) تنظم فيها الصفائح المعدنية لكيلا تنثني أو تكسر الخوصة أثناء مرورها في القماش ذلك لأن الخيوط المعدنية المستخدمة غالية الثمن ولا يمكن إهدارها.

مقص صغير:

يستخدم للمساعدة في قص الخوصة بعد الانتهاء من الغرزة ويمكن الاستعاضة عنه بثني الخوصة عدة مرات حتى تتكسر.

تنفيذ غرزة النقدة:

تنفيذ الغرز تصوير عيسى الدبيسي في محترف انتصار الرشيد

شرح لنا الملف كيفية تنفيذ غرزة النقدة، من خلال عدة خطوات:
أولاً / نظم الإبرة:
الخيط المستخدم في تنفيذ غرزة النقدة من المعدن لذلك فإنه لا يمكن ربطه أو عمل عقدة فيتم تثبيته في الإبرة كما في الخطوات التالية:

  1. ينظم الخيط المعدني الخوصة أولاً في الثقب العلوي من الإبرة الأقرب إلى النهاية المدببة، ويسحب منه مسافة حوالي 5 ملم (نصف سم) ويضغط هذا الطرف على الإبرة في اتجاه الثقب الآخر.
  2. ينظم الطرف الآخر من الخيط في ثقب الإبرة الثانية الأقرب إلى النهاية العريضة للإبرة.
  3. ينظم هذا الطرف مرة أخرى في الثقب العلوي لتثبيت الخيط أو الخوصة
  4. ينظم طرف الخيط الحر في ثقب الإبرة الثاني مرة أخرى للتأكد من ثباته وعدم إمكانية سحبه من الإبرة
  5. يجب المحافظة على الخيط مفروداً بدون أي التواءات او كسرات عند نظمه أو مروره من فتحات الإبرة.

ثانياً / تنفيذ الغرزة:

 

تطريز النقدة الصورة من حرفيات سعوديات

تنفذ كل غرزة على حدة ولا ترتبط بالغرز الأخرى في الوحدة الزخرفية لذلك يكون مظهرها من الأمام مثل مظهرها من الخلف، تنفذ غرزة النقدة على ثلاث مراحل أساسية وعند استخدام قماش التل ذي الفتحات الواسعة يمكن استخدام الخوصة بدون إبرة لتكوين الغرز، وهذه هي المراحل الثلاث:

 

  • المرحلة الأولى:

إدخال الإبرة من الأمام إلى الخلف وخروجها بعد مسافة صغيرة إلى الأمام وتسحب الخوصة مع ترك حوالي 5 ملم من الخوصة فوق القماش ويتم ثنيه على القماش من الأمام.

  • المرحلة الثانية:

مع المحافظة على استقامة الخوصة، يتم إدخالها مرة أخرى من الأمام إلى الخلف إلى نفس النقطة السابقة أو إلى نقطة أبعد قليلاً.

  • المرحلة الثالثة:

إدخال طرف الخوصة الحر تحت طبقتي الصفيحة المعدنية (فوق القماش مباشرة) ويتم إحكام الغرزة ثم تثنى الخوصة عدة مرات حتى تنكسر أو تقص بالمقص الصغير.
ثالثاً / جودة التنفيذ:
تعتمد جودة التنفيذ وفق النص على عدة عوامل، ترتبط بمهارة الحرفية ومنها:

  • إحكام الغرزة وتثبيتها جيداً
  • عدم ظهور طرفي الخوصة في بداية أو نهاية الغرزة
  • ضغط الخوصة جيداً بحيث تكون الغرز ملساء غير بارزة عند إمرار اليد عليها
  • أن يكون التطريز في كلا جانبي القماش متطابقًا

استخدامات فن النقدة:

يستخدم فن النقدة التلي، في تزيين جميع أنواع الملابس النسائية، من فساتين الأعراس والفساتين الرسمية إلى الملابس اليومية، وكذلك المكملات الملبسية الخاصة بالمناسبات. وكان يتم استخدام هذا النوع من التطريز في تزيين ملابس النساء.

فن تراثي تتناقله الأجيال

الدكتورة ليلى البسام تصوير عتاب نور

الخبيرة في مجال التراث وأستاذة تاريخ الأزياء والمنسوجات التقليدية، الأستاذة الدكتورة ليلى البسام، أكدت أن هذا الفن موجود ومطلوب في السعودية منذ القدم وقالت: “فن النقدة هو فن تراثي قديم وهو تراث مشترك بين السعودية وأغلب دول الخليج وكذلك بعض الدول العربية مثل مصر ولبنان وتونس، يستخدم في الأحساء والقصيم وحاضرة المنطقة الغربية في الثياب العلوية المستخدمة في المناسبات…”
الدكتورة، والتي أصدرت قبل فترة وبالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، كتاباً متخصصاً بالأزياء التراثية يحمل عنوان “الأزياء التقليدية السعودية المنطقة الوسطى”، تحدثت فيه عن تنوع الأقمشة والغرز والأنماط المتبعة في صناعة الأزياء التقليدية، وخصصت منه مساحة للحديث عن تطريز النقدة، أشارت في حديثها لـ “سيدتي” إلى أن “هذا الفن يعرف بالنقدة في المنطقة الشرقية والبحرين و يعرف بفن التلي في القصيم والبلاد العربية الأخرى، مثل مصر وتونس، وهو فن فريد في تقنيته ونتيجته حيث تستخدم فيه شرائح أو صفائح رقيقة من المعدن تسمى خوصة لأنها رقيقة وطويلة تشبه خوص النخل، قد تكون من الفضة أو فضة مطلية بالذهب، وغالباً يتم العمل على قماش التل المثقب بواسطة إبرة ذات ثقبين، فينتج زخارف هندسية بعناصر متعددة مثل الزهر وأوراق الأشجار، وقد استخدمت هذه الطريقة لزخرفة بعض الثياب وأغطية الرأس التي ترتدى في المناسبات، والثوب الموجود لدينا يوجد به شكل حلية تتدلى على الصدر”.
اذهبوا معنا أيضاً في جولة في تاريخ التطريز.. من الهوت كوتور إلى التصاميم العملية.

مبادرات مجتمعية

المصممة نوف السديري بعباية بتطريز النقدة من عمل حرفيات الجمعية الصورة من المصدر

المصممة نوف السديري كانت لها تجربة مميزة مع هذا الفن ليس من خلال تصاميمها وإنما ضمن مبادرة مجتمعية كان الهدف منها تقديم الدعم للحرفيات اللواتي يتقن هذا الفن.
وتقول المصممة السعودية: “تعرفت على فن النقدة من خلال الحرفيات في جمعية فتاة الخليج قسم عطاء الخير في الخبر، وهي جمعية تعتني بالحرفيات ذوات الدخل المحدود، وقد استخدمناه في التصاميم حيث كنت أقدم العبايات والأقمشة للحرفيات في الجمعية ليقمن بالتطريز عليها باستخدام فن النقدة، ثم نقوم ببيع القطع لصالح الجمعية، أي أنها كانت مبادرة خدمة مجتمعية بهدف التعريف بعمل الحرفيات ومساعدتهن على إيجاد باب رزق أو فرص عمل من خلال مهاراتهن في هذا الفن”.
وتضيف: “أنا عن نفسي لم استخدمه في تصاميمي بعد لكنني بعد اطلاعي على عمل الحرفيات قررت أن أنتج خط أزياء باستخدام هذا الفن تحديداً لكنني ما زلت في مرحلة مناقشة الفكرة وتطويرها والبحث عن أفضل الحرفيات”.

 

عبايات مطرزة بالنقدة من عمل حرفيات جمعية فتاة الخليج الصورة من المصممة نوف السديري

وأشارت السديري إلى أن “الذي يميز هذا الفن هو أنه فن دقيق جداً، والحرفية التي تستطيع تقديم هذا الفن بدقة واحترافية، هذا يعني أنها تقدم قطع أثرية ثمينة وفاخرة، فلكم أن تتخيلوا ملابس مزينة بخيوط الذهب والفضة”..
وركزت المصممة هنا على أهمية جودة الخيوط المستخدمة قائلة: “البعض كانوا يقللون من جودة الخيوط لتقليل تكلفة التصاميم، وبالتالي يمكن أن تباع القطع المزينة بهذا النوع المميز من التطريز بأسعار أقل، لكن ذلك ليس لصالح هذا الفن أبداً، يجب المحافظة على فن النقدة بجودته العالية لأنه فن عريق جداً”..

 

 

عبايات مطرزة بالنقدة من عمل حرفيات جمعية فتاة الخليج الصورة من المصممة نوف السديري

وأشارت السديري إلى أن هذا الفن بات منتشراً بشكل واسع الآن، والناس بدأت تحبه وبات مطلوباً جداً وقالت: “سعيدة جداً أن الاهتمام بهذا الفن يكبر ويكبر كل يوم، هناك مثلاً في الأحساء ومدن أخرى في المنطقة الشرقية توجد بعض الجمعيات التي تعمل على تطوير هذا الفن، وكان هناك منذ بضعة أيام في الأحساء عرض خاص لفن النقدة وشهد حضوراً كبيراً والجميع عبروا عن إعجابهم بهذا الفن، فالحمد لله هذا يعني أن الأجيال الجديدة تتعمق بهذا الفن وتعجب به”.
وأضافت: “الآن الدولة والوزارات مهتمون بهذا الأمر بشكل كبير من ضمن اهتمامهم بالتراث وهو أمر جيد لأن هذا الفن فن عريق يجب أن يتم التركيز عليه وأتوقع أن هذا النوع من الفنون التراثية سيشهد نمواً كبيراً”..

 

إبداع الحرفيات

الحرفية انتصار الرشيد تصوير عيسى الدبيسي

تبدع الحرفيات السعوديات في تقديم هذا الفن من خلال منسوجات وأزياء وقطع تراثية تحمل لمساتهن الذهبية والفضية بغرز متقنة وأقمشة راقية وتصاميم تحاكي الثقافة السعودية العريقة.
وفي زيارة لمحترف انتصار الرشيد في الدمام كانت لنا نظرة على الدقة والاحترافية والإبداع المطلوبين للتعامل مع هذا النوع من التطريز.
وتقول لنا انتصار الرشيد: “حرفة النقدة من الحرف القديمة، التي تعود إلى ما قبل سبعين سنة من الآن، أصلها من بلاد الهند واشتهرت فيها دول الخليج، إذ كان التجار يسافرون للهند للتجارة ولبيع اللؤلؤ وكانوا يجلبون الهدايا لأهلهم ومنها قطع ملابس لنسائهم عليها تطريز النقدة، فشدت انتباه النساء وأعجبن بها وقررن أن يتعلمن هذا النوع من التطريز”.
وأضافت: “سميت بالنقدة نسبة الى نقد الطير على الشجرة، لأن كل غرزة مستقلة بذاتها، ويتطلب تطريز النقدة نوع معين من الإبر الصغيرة تصنع عند الصائغ ولها فتحتان، وتستخدم خوص شبه معدني من الفضة وآخر مطلي بلون الذهب، يستورد من الهند إلى يومنا هذا، وهذه الغرزة تعتبر كوحدة من خلالها تشكل زخارف مسمياتها مستوحاة من الطبيعة مثل الكازوة والمروحة والبافولة من حبة الفول والنخية واللوزية والدبلة والفرخ الصغير والفرخ الكبير وأم سبع خوات وأم أربع والنجمة وغيرها”..

 

الحرفية انتصار الرشيد تصوير عيسى الدبيسي

وتشرح الرشيد أن “النقدة تتطلب أنواعًا معينة من الأقمشة الخفيفة، والعمل عليها يكون حسب خطوط النسيج الطولية والعرضية، وتنفذ على الطرح والملافع والجلابيات والعبايات”.
وتؤكد الحرفية السعودية على أن “هيئة التراث ساهمت في المحافظة على الحرفة من الاندثار وحرصت على تدريب الحرفيين والحرفيات على هذه الحرفة وتوظيفها بمخرجات جديدة مثل الفواصل وأغلفة الكتب والمصحف الشريف وميداليات والحقائب والشالات والعبايات والمفارش وعلب المناديل وغيرها..”.

 

 

النقدة باتت تطرز على قطع مختلفة تصوير عيسى الدبيسي في محترف انتصار الرشيد

 

 

النقدة باتت تطرز على قطع مختلفة تصوير عيسى الدبيسي في محترف انتصار الرشيد

وفي الختام اعتبرت انتصار الرشيد أن “النقدة فن راقٍ يقتنيه من يقدر إذ أن أسعار القطع تكون عالية بسبب الوقت الذي تستغرقه وتكلفة الخامات الخاصة بها”.
وأضافت: “عشقت حرفة النقدة فأحببت أن أترك بصماتها في لوحاتي وأعمالي وأدمجها مع حرف أخرى مثل الجلود والخوص بعمل حقائب أو مفكرات تزين بالنقدة وأتمنى أن يصل جمالها إلى خارج البلاد”.
واختتمت حديثها بالقول: “أنا أشجع الفتيات على تعلم هذه الحرفة للمحافظة على هذا الموروث وكمصدر رزق”.

 

اقرؤوا أيضاً: وزارة الثقافة السعودية تدشن مبادرة عام الحرف اليدوية 2025.. إليكم التفاصيل

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *