بمناسبة العام الجديد: خطوات هامة لتقوية شخصية طفلك المستقبلية
مع بداية العام الجديد يجب عليك كأمّ أن تضعي خطة جديدة لتقوية شخصية طفلك المستقبلية، ولكي تبدئي معه بداية جديدة في التعامل بحيث تتجاوزين بعض الأخطاء التربوية التي كنت تقعين بها في الأوقات السابقة وتتذكرين أن العام الجديد يعني أن يمضي العالم نحو التقدم والرقي والتطور، وبالتالي فمشروع الإنسان الذي يجب أن نرقى به ونطوره يكون بين يدي أمه في الدرجة الأولى.
على كل أمّ أن تهتم بعدة خطوات هامة لتقوية شخصية الطفل منذ سن مبكرة، ويجب أن تتبع هذه الخطوات مع الأب بحيث يكون تعزيز الطفل متكاملاً، ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي الدكتور عبد الله شقير؛ حيث أشار بمناسبة العام الجديد إلى خطوات هامة لتقوية شخصية طفلك المستقبلية تشمل تعزيز ثقته بنفسه واحترامه وغيرها من الخطوات في الآتي:
أنصتي له باهتمام
- توقفي تماماً عن أسلوب تهميش الطفل عندما يتكلم أو إهماله، ولذلك يجب أن تعرفي خطوات الإنصات الجيد والناجح للطفل، مع الأخذ بالحسبان أن الطفل يكون حساساً لدرجة كبيرة، وعلى الرغم من صغر سنه فهو يعرف متى تكون الأم مصغية له بشكل تام ومتى تكون لا تهتم بما يقوله، مما يؤثر على شخصيته، فهناك الكثير من الأطفال نشأوا مهزوزي الشخصية بسبب عدم تلقيهم أي اهتمام بما يقولون، وبأن الأم والأب يريان أنهم صغار طول الوقت ولا يستحقون أن يسمع صوتهم.
- قفي في مواجهة طفلك بحيث تخفضين جذعك لكي يصبح وجهك مقابلاً لوجهه، ويمكنك أن تجلسيه على طاوله لكي يكون بمحاذاة طولك، أو يمكن أن تجلسا سوياً على الأريكة، فالمهم أن تكونا بنفس المستوى وذلك من أجل نجاح التواصل البصري بينكما وهو أول وأهم شروط الإنصات الناجح، وذلك من أجل أن تبدو لك علامات قوة شخصية الطفل أنصتي له بكل اهتمام فيشعر بقيمته وكيانه.
خذي رأيه في كل قرار يخصه ويخص العائلة
- استمعي إلى رأي طفلك واطلبي من الأب ألا يتخذ أي قرار يخص العائلة دون الرجوع إليه؛ لأن هذه الخطوة تعد ضمن تجارب ناجحة في تربية الأطفال لأن الأطفال يبدأون في قرارة أنفسهم بالتساؤل عن مكانتهم بين أفراد العائلة في سن مبكرة، إضافة لأن الطفل يهتم بأن يعرف هل يأخذ الآخرون برأيه ويهتمون لوجهة نظره في أي أمر أم أن عليه أن يستسلم للكبار ويكون مطيعاً، ويظل مستمراً، حسب مقولتهم أن الصغار لا يعرفون سوى اللعب والطعام، ولذلك فالطفل في هذه الحالة يبدأ في التقوقع على نفسه وعدم الاهتمام بأي مشكلة تحدث في البيت، ويتميز بالسلبية المبكرة اتجاه أي حادثة أو موقف. وهذا خطأ تقع فيه الأم بحيث يكبر الطفل وهو عديم الرأي ويترك للآخرين مهمة تسيير أمور حياته.
- اعلمي أنه من الخطأ أن تقومي بالنيابة عن طفلك باتخاذ قرارات تخصه حتى لو كانت في نظرك بسيطة؛ مثل تغيير لون طلاء غرفته أو شراء ملابس جديدة دون أن نترك له حرية اختيارها وحرية إبداء رأيه وتحديد ذوقه الذي يبدأ في التشكل مع احترام آرائه مهما كانت، ومحاولة التفاهم معه بخصوص ما لا يتقبله الآخرون منه والحرص أن تكون آراؤه متماشية مع مصلحة الجميع وأذواقهم.
اذكري محاسنه أكثر من مساوئه
- توقفي عن عادة سيئة تقوم بها الأمهات وهي أنهن يقمن بذكر مساوئ الطفل بمجرد أن يصل الضيوف إلى البيت، أو حين يأتي الجد أو الجدة مثلاً، ففي حال قامت الأم باستخدام هذا الأسلوب فسوف يكره الطفل اللقاء بالآخرين ويصبح منعزلاً ومنطوياً ويكره لقاء الضيوف والترحيب بهم، كما أنه قد يصبح طفلاً عنيداً لأنه يبدأ في تذكر المساوئ التي قام بها ويُعيدها ويكررها ولا يحاول أن يتغلب عليها ويتجاوزها، ولذلك فمشكلة السلوكيات السيئة المتكررة عند الطفل يكون سببها الأول هو الأم.
- قومي بإخفاء أي مساوئ تخص طفلك عن الآخرين، وانتبهي بأن تذكريه بكل ما هو جيد وحسن وجميل، واذكري كل الأعمال التي يقوم بها من أجل العائلة مثلاً، كما لا تذكري أي أمراض أو تشوهات أو عيوب جسمانية يعاني منها طفلك أمام أي أحد خارج نطاق العائلة مهما كانت الأسباب؛ لأن المرض يجب شرحه للطبيب وحيث يجد الأطفال حرجاً حين تتحدث الأم مثلاً عن التبول الليلي عند طفلها أمام جارتها.
امتدحيه على كل إنجاز
- تعلمي المديح البنّاء وغير المبالغ فيه لكي تقدميه في الوقت المناسب لطفلك؛ لأن مديح الطفل على تفوقه ونجاحه يعد من أهم أسس التربية الصحيحة، ويجب أن تعلمي كيف تجعلين طفلك أكثر مسؤولية واهتماماً وذلك عن طريق تقديم المديح له على الإنجاز الذي يحققه، فهو يشعر بأهميته أولاً ويشعر بعد ذلك بأنه قد أصبح شخصاً مسئولاً، ويجب أن يهتم بإدخال السعادة على قلب أمه وعلى كل أفراد الأسرة خاصة حين يرى مدى تفاخر الأم به ولكن يجب أن يكون ذلك في حدود.
- توقفي عن المديح المستمر لكي لا يعتاد الطفل عليه وكذلك لكي لا يتعود الإهمال؛ حيث قد يعتقد الطفل أنك سوف تتغاضين عن الأخطاء التي يقع بها، وقد يشعر الطفل أنك تقومين بمدحه لتحسين صورة العائلة أمام الآخرين، ولذلك يجب أن تمتدحي طفلك في حدود ما ينجزه وتخصصي له المكافآت المناسبة ويفضل أيضاً عدم الإسراف والمبالغة في الهدايا وأن تكون ذات سعر متوسط لكي لا يتعلم الطفل الكبر والتفاخر والتعالي، ويفضل أيضاً أن تكون مناسبة للموقف الذي أنجزه الطفل مثل التفوق الدراسي أو الرياضي أو الفني.
ادعمي مواهبه
ادعمي طفلك حين تكتشفين هواياته ومواهبه، واعلمي أن مواهب الأطفال تظهر مبكراً جداً، ولذلك يجب أن توفري له كل الطرق لكي ينجح ويتفوق في هوايته وموهبته، ولا تجعلي موهبته تضيع وتضمحل لأنها لم تلقَ الرعاية والتعزيز منك ومن الأب ومن المحيطين بالطفل؛ وحيث يجب عليك أن توفري له الأجهزة والأدوات التي تسمح له بممارسة هوايته، وأن تصحبيه إلى الأماكن التي تتم ممارسة لعبة أو رياضة معينة وتهتمي بصحته وتغذيته؛ لكي يستمر في تفوقه، وتذكري أن العقل السليم في الجسم السليم ولذلك فتنمية ودعم الموهبة لدى الطفل يكون بالاهتمام بصحة الطفل وتعزيز مناعته بالغذاء الصحي وممارسة العادات الصحية السليمة.
قد يهمك أيضاً: متى تتكون شخصية طفلي وتصبح لها ملامح معروفة وثابتة؟
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.