بمناسبة اليوم الوطني السعودي سيدتي في رحلة طيران غير مسبوقة مع الكابتن طيّار رهف الجديعي
الطموحُ مصدرُ إلهامٍ مستمرٍّ للمرأة السعودية، وشرارةٌ توقدُ لديها قبسَ الإبداع. ومع توفِّر البيئةِ الحاضنة، والرؤيةِ المستقبليَّة الحالمة، لا عجبَ أن تسجِّل حضورها المبهرَ في جميع المجالات.
وتزامناً مع اليوم الوطني السعودي 94 وشعاره نحلم ونحق، كان لسيدتي وفي تجربة غير مسبوقة، جولة طيران فوق أجواء مدينة الرياض برفقة كابتن طيار رهف الجديعي من مقر نادي الطيران السعودي بمنطقة الثمامة، والتي أبهرت خلالها الكابتن رهف الجميع بمهاراتها وإمكانياتها العالية وثقتها الكبيرة بنفسها، لتثبت وبدون شك أن المرأة السعودية قادرة على أن تتمسك بحلمها وتحلق به عالياً لعنان السماء، وأن تسجل اسمها في سجل الإنجازات الوطنية، إذ كان لرهف إنجاز تاريخي ملهم لكثير من الفتيات الراغبات في الدخول لمجال الطيران عندما وقع الاختيار عليها لقيادةِ أول رحلة طيران من مطار نادي الطيران السعودي في محافظة الرس، في احتفالية بحضور الأمير سلطان بن سلمان مؤسس ورئيس نادي الطيران والأمير الدكتور فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم .
سيدتي تنقل لكم أجواء زيارتها لنادي الطيران السعودي، والتحليق بالطائرة برفقة الكابتن رهف الجديعي وطموحاتها وإنجازاتها المتعددة فإضافة لكونها كابتن طيار فهي طبيبةَ أسنان ومصوَّرةً محترفةً في الملاعبِ الرياضيَّة.
تجربة طيران سيدتي مع رهف الجديعي
بكل حماس وشغف تواجد فريق سيدتي في مقر نادي الطيران السعودي في منطقة الثمامة، شرق العاصمة الرياض، التقينا هناك بكابتن طيار رهف الجديعي، التي رحبت بنا بابتسامة لم تفارق شفاها، ومع بداية شروق الشمس، انطلقت رهف وبكل نشاط لتكمل استعداداتها وإكمال الاجراءات الروتينية المعتادة للقيام برحلة الطيران، كانت البداية مسبقاً بحجز الرحلة من خلال تطبيق معين، ثم لمكان آخر من طيران الطيران مخصص للموظفين، تولت رهف مهمة بتعبئة نموذج وتسليمه لشخص مسؤول، وبعدها انطلقنا لساحة نادي الطيران، المكان المخصص لإقلاع وهبوط الطيران، كما يحتوي على برج المراقبة، وكراج خاص بالطائرات، وبعد الوصول لطائرتها بدأت رهف وبكل نشاط في القيام بفحص الطائرة وفتح وإغلاق المحرك، والتأكد من الوقود، وفحص أجزاء الطائرة، وبعد التأكد من أن كل شي على ما يرام، أخذت مكانها خلف مقود الطائرة وبدأت بتشغيل الطائرة والتواصل مع برج المراقبة، وبعد دقائق معدودة تأكدت خلالها من استعداها التام للانطلاق، أعطت رهف شارة البداية لانطلاق الرحلة، وتحركت الطائرة بكل سلاسة في مدرج الطائرات في النادي، لتقلع بعدها رهف بالطائرة وبكل مهارة في جولة طيران ممتعة استمرت حوالي 40 دقيقة، بعدها عادت رهف لتهبط بالطائرة بسلام وبكل ثقة وسط ثناء وإعجاب الجميع بمهاراتها وثقتها الكبيرة بنفسها، وشجاعتها على التحليق بالطائرة وقدرتها على تبديد مخاوف الآخرين بروحها المرحة، وجعلهم يستمتعون بالرحلة وترك أمر القيادة لها، بعدها اصطحبت رهف سيدتي في جولة لكراج الطائرات الذي يحتضن عدداً كبيراً لطائرات عديدة يعود ملكية البعض منها لنادي الطيران، فيما البعض الآخر طائرات خاصة تعود ملكيتها لأفراد من هواة الطيران.
بعد استراحة قليلة كان لسيدتي الحوار التالي مع الكابتن رهف الجديعي:
بداية حلم الطيران
لنعد إلى الوراءِ قليلاً، عن بداية حلم الطيران والالتحاق بنادي الطيران السعودي ؟
كان حلم الطيران يراودني منذ الطفولة ولكن تم تأجيل ذلك الحلم إلى حين الانتهاء من دراسة الجامعة والحصول على البكالوريوس في طب الأسنان، وفعلياً بعد الانتهاء من دراسة طب الأسنان، سنحت لي الفرصة للعودة لتحقيق شغفي وحلمي بالطيران، الذي كان يراودني لسنوات طويلة، كنت خلالها أتابع أخبار وأنشطة نادي الطيران، وتمكنت فعلياً من الحصول على الرخصة بعد اجتياز كافة المتطلبات النظرية والعملية وبعدها حصلتُ على عضويَّة نادي الطيران السعودي عامَ 2022، وحالياً أقوم بمهام التدريب للهواة الراغبين في الدخول لمجال الطيران .
بعد تحقيقِ حلمِ قيادةِ الطائرةِ إلى أين تتَّجه بوصلةُ أحلامكِ؟
بعد التحليقِ بالطائرةِ، زادت أحلامي، وصارت تتَّجه نحو تطويرِ مهاراتي في الطيران، واستكشافِ آفاقٍ جديدةٍ في المجال، إلى جانبِ العملِ على مبادراتٍ لتمكين المرأةِ في مجالاتِ الطيرانِ والرياضة.
رحلة تاريخية
حدِّثينا عن تفاصيلِ الإنجازِ التاريخي بقيادةِ أوَّلِ رحلة من مطارِ نادي الطيران السعودي في الرس بمنطقةِ القصيم؟
تحقيقُ إنجازٍ تاريخي، والانطلاقُ من مطارِ الرس تجربةٌ لا تُنسى، تمثَّلت في لحظةٍ استثنائيَّةٍ من الإثارةِ والفخرِ، لي ولجميع الموجودين. وكما أنها مهمة وملهمة لجميع الفتيات الراغبات في الدخول لمجال الطيران، كذلك تعدُّ هذه الرحلةُ الافتتاحيَّة من مطارِ نادي الطيران بمحافظة الرس خطوةً مهمَّةً ومميَّزةً في تاريخِ الطيران السعودي.
كيف وقعَ الاختيارُ عليكِ للقيامِ بهذه المهمَّة التاريخيَّة؟
تمَّ اختياري إيماناً بقدراتِ الفتياتِ السعودياتِ في عالمِ الطيران، وهذه خطوةٌ مهمَّةٌ نحو تعزيزِ التمثيلِ النسائي في هذا المجال، ورسالةٌ إيجابيَّةٌ للفتياتِ اللاتي يحلمن بخوضِ مغامرةِ الطيران.
كيف تصفين لحظاتِ التحليقِ الأولى بالطائرةِ في حضورِ الأمير سلطان بن سلمان، مؤسِّس ورئيس نادي الطيران السعودي، وأمير منطقةِ القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل؟
لقد مثَّل ذلك تحدياً كبيراً، وشكَّل تجربةً جديدةً بالنسبةِ لي، لذا كان شعوري ببعض التوتُّر خلال تلك اللحظاتِ الاستثنائيَّة أمراً طبيعياً، لكنني بحمد الله تجاوزتُ ذلك فورَ تحليقي في السماء.
ماذا تذكرين من كلماتِ الأمير سلطان بن سلمان مؤسس ورئيس نادي الطيران والمسؤولين عند إقلاعك بالطائرة ؟
ودَّعني الأمير سلطان بن سلمان بقوله: “بالسلامة، الله يحفظك”. وعند الهبوطِ، مازحَ أميرَ منطقةِ القصيم، الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، حيث أشار إليَّ بأنني طبيبةُ أسنانٍ محترفةٌ، وأثنى على هبوطي المميَّز، ما أثار ابتسامَ الجميع.
ما الأصداءُ التي أوجدتها هذه الرحلةُ في المجتمع؟
الأصداءُ كانت إيجابيَّةً بشكلٍ عامٍّ، والحمد لله، حيث لقيت تجربتي استحساناً كبيراً، واهتماماً من الأصدقاءِ والعائلةِ والمجتمع، والكلُّ كان يسألني عن تفاصيلها.
مصوِّرةٌ رياضيَّةٌ
أنتِ كابتنُ طائرةٍ وطبيبةُ أسنانٍ ومصوِّرةٌ رياضيَّةٌ، ما الذي يجمعُ بين هذه المهنِ المختلفة، وكيف يمكن إدارةُ الوقت لتحقيقِ النجاحِ في كلٍّ منها؟
الطيرانُ، وطبُّ الأسنانِ، والتصويرُ، تجمعها جوانبُ مهمَّةٌ على الرغمِ من اختلافها الكبيرِ بوصفها مهامَّ ومجالاتِ عملٍ، أذكرُ منها الشغفَ، والدقَّةَ، والتركيزَ، والتطويرَ المستمرَّ، والإبداعَ، وحلَّ المشكلات. أعتقدُ أن تحديدَ الأولويات عنصرٌ حاسمٌ، وساعدني في إدارةِ الوقتِ وتنظيمه للعملِ في كلِّ ما سبق.
بوصفكِ مصوِّرةً رياضيَّةً، هل لديكِ اهتمامٌ بالرياضةِ مثل ممارستها، ومتابعةِ الأحداثِ الرياضيَّة، وما الصعوباتِ التي تواجهينها في المجال؟
نعم، لدي اهتمامٌ كبيرٌ بالرياضةِ ممارسةً ومتابعةً. من الصعوباتِ التي أواجهها الوصولُ إلى مواقعِ التصويرِ في بعض الأحيان، وإحداثُ توازنٍ بين عملي طبيبةَ أسنانٍ، وجدولِ المبارياتِ والأحداثِ الرياضيَّة التي أقومُ بتغطيتها.
ولكن بشكل عام أعتقد أن السفر لأماكن عدة يسمح لي بممارسة شغف التصوير وتوثيق تلك الأماكن .
المرأة غالباً ما تتميَّزُ بحسٍّ جمالي فطري، إلى أي مدى ساعدكِ ذلك في مهامِّ التصويرِ وإبرازِ مكامنِ الجمال؟
الحسُّ الجمالي الفطري، يساعدني كثيراً في عملي بالتصوير، إذ أستطيعُ التقاطَ لحظاتِ جمالٍ، وتفاصيلَ دقيقةٍ قد لا يلاحظها الآخرون. هذا الحسُّ يعزِّزُ من جودةِ صوري، ويُبرزها بطريقةٍ فريدةٍ.
مهنٌ مختلفةٌ ونجاحاتٌ متلاحقةٌ.
بما أنك مصورة رياضية ميولك إلى أي الفرق تتجه؟
أنا مشجِّعةٌ لفريقِ الهلال السعودي.
محطاتٌ ومواقف
الحياةُ مراحلُ، ولكلِّ مرحلةٍ رونقها وجمالها وتحدِّياتها، ما المحطاتُ الأجمل في حياتكِ؟
البداياتُ دائماً ما تحظى بمكانةٍ خاصَّةٍ في حياتي. من المحطاتِ الأجملِ التي لا يمكنني نسيانها أوَّلُ رحلةٍ انفراديَّةٍ بالطائرة، والتحليقُ بالطائرةِ للمرَّة الأولى مع راكبٍ. كذلك استقبالُ أوَّلِ مريضٍ في عيادتي بوصفي طبيبةَ أسنانٍ. لقد كانت تجاربَ مميَّزةً.
مع مرورِ الأعوامِ، أي المواقفِ التي ما زالت تطرقُ أبوابَ ذاكرةِ طفولتكِ؟
من المواقفِ التي لا تزالُ في ذاكرتي أوَّلُ مرَّةً أركبُ فيها الطائرة. يومها شعرتُ بشغفٍ كبيرٍ بالطيران. كذلك، ذكرياتُ اللعبِ في الحي مع الأصدقاء، ومبارياتُ كرةِ القدم التي كنا ننظِّمها بأنفسنا.
ما أبرزُ العباراتِ التحفيزيَّة التي تستمدِّين منها القوَّةَ للاستمرار؟
من أبرزِ العباراتِ التي أستمدُّ منها القوَّة: “الإرادةُ تصنعُ المستحيل”. و”لا توجدُ حدودٌ لما يمكنك تحقيقه إذا كان لديك الإيمانُ والعملُ الجاد”. مثل هذه العباراتِ، تذكِّرني دائماً بأن السعي المستمرَّ مفتاحُ النجاح.
الفتاة السعوديَّة
ما رسالتكِ للفتيات الراغبات في الالتحاق بمجال الطيران؟
رسالتي للفتيات تتلخص في الإيمان بالقدرات، والتعليم والعمل بجدّ لتحقيق الأحلام، والأحلام تحتاج أيضاً إلى صبر وعزيمة ومواجهة المخاوف أعتبر ما سبق مفاتيحُ الوصولِ إلى أي هدفٍ تضعه المرأة السعودية أمامها. ولا توجدُ حدودٌ لما يمكن تحقيقه.
ما ردُّكِ على المتشائمين والمشكِّكين دائماً بقدراتِ المرأة؟
أقولُ لهم: إن إنجازاتِ المرأة السعودية، تتحدَّث عن نفسها. لدينا في السعوديَّة، أثبتت المرأةُ قدرتها في مختلفِ المجالات، واستطاعت بالعملِ الجاد، والإصرارِ على النجاحِ التغلُّبَ على كلِّ التحدِّيات. الأهمُّ هو الإيمانُ بالنفس، ومواصلةُ السعي لتحقيقِ الأهداف.
شغفكِ وطموحكِ إلى ماذا يقودانكِ في المستقبل؟
كل شيءٍ يأخذني نحو رغبةٍ واحدةٍ بأن أكونَ جزءاً فاعلاً من رؤيةِ السعوديَّة 2030، وتعزيزِ تمكينِ المرأةِ السعوديَّة في قطاعِ الطيران.
اليوم الوطني السعودي 94
بمناسبة اليوم الوطني 94 ما رسالتك للوطن والمرأة السعودية؟
رسالتي للوطن، أتمنى الاستمرار في دعم المبادرات والابتكارات في جميع المجالات.
ورسالتي للمرأة السعودية، عليها الاستمرار في تحقيق الأحلام ومواجهة المخاوف، وأنا على يقين أن كل امرأة سعودية قادرة على تحقيق أحلامها
أخيرا نترك لك مساحةٍ بيضاءَ، ماذا ستكتبين فيها؟
في هذهِ المساحةِ البيضاء، أودُّ أن أكتب: “الحياةُ مغامرةٌ زاخرةٌ بالفرصِ، فلا تخافي من استكشافها، واسعي وراءَ أحلامكِ. كوني شجاعةً، كوني ملهمةً، كوني نفسكِ”.
اقرأ المزيد عن قياديات سعوديات في مجالات مختلفة : في اليوم الوطني السعودي 94: قياديات سعوديات في 10 مناصب مرموقة