بمناسبة يوم الأم التشكيلية بريت تطلق معرض هوانم لسلسلة النساء بعالمي
بمناسبة يوم المرأة العالمي أقامت الفنانة التشكيلية المصرية النرويجية العالمية المعاصرة بريت بطرس غالي معرضاً تشكيلياً استيعادياً لسلسلة أعمالها “النساء بعالمي” بمعرض تحت عنوان “هوانم”. ويمثل المعرض التشكيلي احتفالاً كبيراً بالمرأة في كل أنحاء العالم، لاسيما المرأة المصرية والتي تعد الملهمة الحقيقية لهذه المجموعة من الأعمال، المعرض بجاليري فاكتورى بمنطقة وسط القاهرة والمعروف سابقاً باسم تاون هاوس جاليري.
تقول الفنانة بريت بطرس غالى لسيدتي : “لطالما كانت المرأة المصرية هي ملهمتي منذ أن أتيت للقاهرة في عام 1978، فلقد أبهرني الدور الرئيسي الذي تقوم به من أجل تقدم المجتمع المصري ورخائه، فلقد كانت المرأة في مصر القديمة رمزاً للقوة والصمود أكثر من أي مكان آخر بالعالم، كما أن حركة تحرير المرأة المصرية كانت هي الأولى في تاريخ المنطقة العربية، إضافة إلى ذلك فان معظم النساء يقمن بإعالة أسرهن ويعملن في القطاع غير الرسمي كعاملات في مجال الرعاية والحياكة والطهي والنظافة وفى الإنتاج الزراعي وإنتاج الألبان وغير ذلك من المجالات”
50 لوحة وجوه نسائية
وأضافت: “ولذلك المعرض التشكيلي يضم أكثر من 50 لوحة تظهر دور المرأة سواء ربة المنزل أو العاملة فى تنمية المجتمع، فمعرض “هوانم” يعد بمثابة مذكرات لوجوه تتوشح بأقمشة ذات نسيج ملموس وألوان مضيئة تعمل جميعاً على وصف جوهر وروح الأنثى من خلال حدسي، فالمرأة المصرية قوية، وذكية، وصارمة، وتتصف أيضاً بالحيوية وروح الدعابة وبالطاقة المتجددة”.
تقدم الفنانة بريت بطرس غالي في هذا المعرض التشكيلي بشغف وغزارة أعمالاً تجريدية عاطفية وأعمالاً تعبيرية لشخصيات وتتصف أعمالها بالكاريزما، والجرأة، والحيوية بحيث يصعب نسيانها وحيث يتم الاحتفاء بالحياة، وتقديم رؤى تنبض بالطاقة وتشبه الأحلام، فطبيعة أعمالها دائماً تتسم بكونها مرحة وحماسية ودائمة التوهج، كما تعمل دائماً على إبرازها للأبعاد الجمالية للفن المصري المعاصر نجد أن تلك الأعمال من الأعمال الفنية المفضلة لدى مقتني الأعمال الفنية ومحبي الفنون يوجه عام بمختلف أنحاء العالم، وفي هذا المعرض تقدم المرأة بحدسها، ومداعباتها، وقوتها، وقدسيتها.
التجريد أساس أعمالي ورسم الوجوه النسائية أمر طارئ
وعن سؤالها عن لماذا المرأة في أعمالها فقط ؟ تقول الفنانة بريت: أنا من الأصل فنانة تجريدية معاصرة، لا توجد به أشكال واضحة، خلال العقد الماضي وجدت نفسي أرسم وجوه سيدات خلال تواجدي بمصر، حيث لاحظت التنوع فيهن من ناحية كيفية الظهور خلال خروجهن من دورهن، فيوجد سيدات الهاي كلاس وسيدات الطبقة المتوسطة وسيدات الفلاحات وسيدات السوق وسيدات النوبة وسيدات الصعيد وغيرهن كثيرات، حيث فوجئت أني ارسم تلك الوجوه، فمنذ 20 عاماً وأنا اتجهت لرسم الوجوه النسائية التي استثارت فرشة الرسم خاصتي وقد قدمته في معرضي الذي أطلقت عليه (يوم الهوانم).
وعن سبب منحك وسام النرويج بلقب فارس ؟ تقول: بداية هذا الوسام الذي تقلدته من ملكة النرويج لا يوجد سوى شخصين تقلدوه، رسام آخر اسمه أدوار وود، وهو فنان عالمي مثل فان جوخ وبيكاسو، ثم أنا، وقد منحتني ملكة النرويج إياه لمجمل أعمالي التشكيلية خلال فترة التسعينات، حيث قدمت عدة معارض عالمية حازت اعجاب رواد المعارض العالمية والمتاحف، بالإضافة إلى ذلك قد كنت سفيرة للنرويج، واللقب سفيرة في مجالات الفن .
وعن عدد المعارض التي قدمته خلال مسيرتها، وهل قدمت معارض بالمنطقة العربية ؟؟تقول :انا اقدم أربعة معارض سنويا خلال الستين عام الماضية في متاحف ومعارض العالم في دول عربية وأوروبية مختلف أنحاء العالم .وقدمت في كل من مصر والأردن والخليج العربي وخاصة السعودية .
كلمينا عن معارضك بالسعودية وكيف استقبلها رواد المعارض هناك؟ قدمت معرضين تشكيليين بالرياض وجدة خلال الفترة الماضية بالمجموعة التي رسمتها لوجوه السيدات، وكان خلالها السيدات يحضرن المعرض في الوقت المخصص لهن ،وقد فوجئت بإعجاب السيدات بمجموعة الوجوه التي قمت برسمها وكنت لا أتوقع أن يلقى المعرضان إعجاب الرواد هناك لعدم معرفي بتذوقهن للفن بهذه الصورة حيث تم بيع عدد كبير جداً من هذه االلوحات للسيدات اللائي حضرن المعرضين هناك .
وعن انطباعها بعد نجاح معرضيها بالسعودية؟ قالت بريت :شعرت أن رواد المعرض أحبوا لوحاتي، والشعوب العربية التي عرضت بها مثل عمان ومصر وقطر والسعودية وجدت استحساناً منهم .
وعن انطباعت الوجه التي رسمتها في لوحاتها؟ تقول: لم يوجد سيدات حقيقية أقوم برسمهن ،لكن عند تجولي في القطر المصري قد يسترعي انتباهي التنوع البديع لوجوه السيدات فعندما كانت إحدى الوجوه تثير موهبة الرسم داخلي فأقوم برسمها من الخيال فقد ألهماني وأعطوني ثراء في رسم هذه الوجوه .
المحبة والود استجلب إلهامي
وعن الذي الهمها خلال تواجدها بمصر وتفاعلها بالمجتمع المصري؟ قالت: شعرت بالمحبة فهم ودودون لكل من يأتي إليهم، بالإضافة إلى ذلك فهم لديهم روح الفكاهة وهي ما جعلتني أنجذب اليهم أكثر، بالإضافة إلى أن المصريين يحبون الدراما بمعني التعايش مع كل من حولهم ،بالنسبة للفنان يستجلب الهامه من هذا التفاعل، خاصة وأني حضرت من شمال النرويج الذي لايوجد حياة سوي ستة اشهر كل عام ،فلا يوجد نهار سوي في ستة اشهر طوال ال24 ساعة، فلا يوجد تنوع كما رأيته بمصر كل يوم ليل ونهار اختلاف وتنوع بين الناس وتفاعل كبير غير موجود إطلاقاً بالنرويج فهذا كله ألهمني بأشياء كثيرة ومتنوعة .
يذكر أن الفنانة بريت بطرس غالي واحدة من أهم فناني النرويج لهذا القرن حيث تنال الكثير من التقدير على أعمالها التي تتصف بالغموض. وكانت قد نالت أرفع وسام أعطى لفنان على قيد الحياة فى النرويج وهو وسام “سان إولاف” من الملك “هارد” ملك النرويج لإسهامها المتميز فى الفن المعاصر في عام 1996على ما قدمته للفن من خدمات جليلة، وتجدر الإشارة إلى أن إدوارد مانش هو الفنان الوحيد الآخر الذي كان قد نال هذا الوسام في تاريخ النرويج وذلك في عام 1933.
قامت الفنانة بريت بطرس غالى على مدار حياتها الفنية بعرض أعمالها بأشهر صالات العرض الخاصة والعامة بمختلف دول العالم. ومنها: متحف هاردانجر وفوس بالنرويج، ومتحف الفن المعاصر بمراكش بالمغرب، والمتحف الوطني ببراتيسالفا بجمهورية سلوفاكيا، وجاليري بيير كاردين فيجا بباريس بفرنسا، والمتحف الوطني للفنون الزخرفية بترونديم بالنرويج، وجاليري سكلوس رامسيك بشتوتجارت بالمانيا، وجاليري ترافيك بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وجاليري نوفا سين ببراج بجمهورية التشيك، وجاليري آنجو آرت تجان بالهاي بهولندا.
لقد انتقلت الفنانة بيريت بطرس غالى لمصر منذ 45 عاماً عندما تزوجت من زوجها الراحل رؤوف يوسف بطرس غالى. ولما كانت شديدة الولع بمصر وشعبها فإنها تعتز بمصر كوطن لها وتعيش في مصر بشكل دائم.