بنات ألفة .. فيلم تونسي يستمر في حصد كبرى الجوائز العالمية.. فما هي قصته؟!
يحقق الفيلم التونسي “بنات ألفة” المدعوم من صندوق البحر الأحمر السينمائي، نجاحاً لافتاً على مستوى موسم الجوائز وعلى المستوى النقدي كذلك منذ عرضه للمرة الأولى ضمن منافسات المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي 2023.
قصة فيلم “بنات ألفة”
فيلم “بنات ألفة” عمل وثائقي روائي، يسلط الضوء على الفترة الممتدة من 2010 إلى 2020 بما تحمله من صراعات وتقلبات؛ حيث تنطلق الأحداث من قصة حقيقية لسيدة أربعينية ألفة الحمراوي وهي أم لـ 4 فتيات، انضمت ابنتاها المراهقتان إلى صفوف تنظيم داعش في ليبيا، وقامت كوثر بن هنية بتوثيق الواقع في العام نفسه عبر فيلم وثائقي تم تصويره مع الأم وابنتيها الصغيرتين في منزلهم.
وبحثاً عن المسكوت عنه في القصة، مزجت كوثر بين الفيلم الوثائقي وبين القصة المتخيلة، لتظهر السيدة ألفة، وبنفس الوقت تظهر الفنانة هند صبري بشخصيتها، ليبدو شريط السينما وكأن فيلماً صنع كواليس الفيلم الأصلي، وما بينهما مشاهد تكشف حقيقة اللغز الذي حير الجميع وقت حدوث الواقعة، وهو كيف تجتمع كل هذه التناقضات في أسرة واحدة بنفس الوقت؟
شاهدي أيضاً: المخرجة التونسية كوثر بن هنية: المخرجون السعوديون لديهم كنز ثمين بين أيديهم
الإجابة على السؤال جاءت عبر المشاهد المتقاطعة ما بين ألفة المتخيلة وتجسدها هند صبري، وبين الشخصية الحقيقية التي وثقت شهادتها في الفيلم الوثائقي، فالحوار المزدوج يدق ناقوس خطر للآباء حول التهديدات التي تحيط بأبنائهم، وكيف يمكن إنقاذ مستقبلهم وسط هذه الظروف القاسية لمجتمع يعاني من الفقر والحرمان والتشتت.
الفيلم من إخراج وتأليف كوثر بن هنية، وإنتاج حبيب عطية ونديم شيخ روحه، وتجسد النجمة هند صبري شخصية “ألفة” ضمن أحداثه، يشاركها كل من نور القروي وإشراق مطر في دوري «رحمة» و«غفران»، كما يشارك أبطال الواقعة الحقيقية في الفيلم ألفة الحمروني وابنتيها آية وتيسير الشيخاوي.
جوائز فيلم “بنات ألفة”
فيلم “بنات ألفة” الذي ترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ96، بدأ مسيرته العالمية بالعرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي، وحصد 3 جوائز هي جائزة العين الذهبية مناصفة مع الفيلم المغربي “كذب أبيض” المشارك في مسابقة “نظرة ما”.
كما حصد الفيلم جائزة “السينما الإيجابية”، والتي تمنح للفيلم الطويل الأكثر إيجابية في قائمة الأفلام المترشحة بالمسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي، وتكافئ هذه الجائزة الفيلم الأكثر تناولاً للسينما كوسيلة لتغيير نظرتنا للعالم وخدمة الأجيال القادمة نحو عالم أكثر إيجابية.
أما الجائزة الثالثة فهي “تنويه خاص” من لجنة جائزة الناقد “فرنسوا شالي” التي تقدمها جمعية فرنسوا شالي منذ 27 سنة، على هامش مهرجان كان من طرف مجموعة من النقاد والصحفيين المختصين في المجال السينمائي.
بعد ذلك فاز الفيلم بجوائز أفضل فيلم وثائقي من مهرجانات بروكسيل ودنفر وميونيخ للسينما، إلى جانب جوائز سيزار وجوثام وجائزة الروح المستقلة، بالإضافة إلى جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان البحر السينمائي 2023، وسيطر الفيلم على جوائز مهرجان أسوان لأفلام المرأة حيث فاز الفيلم بجائزة الاتحاد الأوروبي لأحسن فيلم يورومتوسطي يتناول قضايا المرأة، وحصد كذلك جائزة آسيا داغر لأحسن فيلم ضمن مسابقة الأفلام الطويلة، وفى نفس المسابقة حقق الفيلم جائزة لطيفة الزيات لأحسن سيناريو، ليكون الفيلم الأكثر حصولاً على جوائز خلال الدورة الثامنة من المهرجان، بعد تحقيقه 3 جوائز خلال المهرجان.
دعم صندوق البحر الأحمر السينمائي
فيلم “بنات ألفة” مدعوم من صندوق البحر الأحمر السينمائي في السعودية، وعن ذلك قالت كوثر بن هنية لـ “سيدتي” بأنهم كمخرجين في الوطن العربي يرون أن السينما تحتاج للدعم والتشجيع ووجود دعم من صندوق البحر الأحمر يجعلنا نتنفس، حيث يصبحون أكثر قوة خلال التفاوض مع أية جهات أجنبية لطلب تمويل مادي لأفلامهم.
إنجازات فيلم “بنات ألفة” تعد بمثابة اعتراف بالدور المهم الذي تلعبه مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي وصندوقها في دعم رواية القصص والمواهب الإبداعية، وبالرغم من أن مهرجان البحر الأحمر السينمائي قد تأسس قبل ثلاث سنوات فقط، إلا أن صندوق البحر الأحمر السينمائي يدعم اليوم أكثر من ٢٥٠ من صناع افلام من كل أنحاء العالم، كما يساهم بتمكين الأصوات الجديدة ورفد الإبداع السينمائي أينما كان.