استمر القصف الاسرائيلي على حاله وتواصلت المعارك المستعرة في مناطق مختلفة من قطاع غزة، رغم توالي التصريحات المتفائلة بقرب التوصل إلى هدنة إنسانية جديدة بين اسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وسط معلومات عن ضغوط أميركية من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد، بحسب قناة «الجزيرة».
وقال الوسيط القطري إن حركة حماس أعطت «تأكيدا إيجابيا أوليا» بشأن مقترح هدنة إنسانية في قطاع غزة الذي «وافقت» عليه إسرائيل أيضا.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري خلال جلسة في كلية الدراسات العليا في واشنطن الخميس، ان «الاجتماع في باريس نجح في دمج المقترحات… لقد وافق الجانب الإسرائيلي على هذا الاقتراح والآن لدينا تأكيد إيجابي أولي من جانب حماس». وأضاف «لا يزال أمامنا طريق شاق للغاية».
لكنه أوضح «نحن متفائلون لأن الجانبين وافقا الآن على المبدأ الذي من شأنه أن يؤدي إلى التوقف التالي» في القتال.
وتابع الأنصاري «نأمل أن نتمكن خلال الأسبوعين المقبلين من إعلان أخبار جيدة حول هذا الموضوع».
وبحسب مسؤولين في حماس، فإن الحركة تدرس اقتراحا يتألف من ثلاث مراحل، تنص الأولى منها على هدنة مدتها ستة أسابيع يتعين على إسرائيل خلالها إطلاق سراح ما بين 200 و 300 أسير فلسطيني مقابل 35 إلى 40 رهينة، إضافة إلى إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة يوميا.
وفي سياق الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة جديدة، يعود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن «في الأيام المقبلة» إلى الشرق الأوسط، وفق ما أعلن مسؤول أميركي من دون أن يحدد الدول التي سيزورها.
في غضون ذلك تصاعد الخلاف بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الذي اعلن أنه أقر عقوبات غير مسبوقة على مستوطنين إسرائيليين متهمين بارتكاب أعمال عنف في حق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وبين الحكومة الاسرائيلية، حيث أعتبر بايدن أن العنف بلغ «مستويات لا تحتمل».
وردت إسرائيل قائلة «لا مكان لاتخاذ إجراءات استثنائية» ضد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة.
ودافع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عنهم وقال في بيان إن «الغالبية العظمى من المستوطنين مواطنون ملتزمون القانون، ويقاتل الكثير منهم حاليا دفاعا عن إسرائيل. إسرائيل تتخذ إجراءات ضد كل من ينتهك القانون في كل مكان».
إلى ذلك، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن تقديراتها تفيد بأن 17 ألف طفل في غزة يعيشون دون ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم.
وأكدت المديرة التنفيذية لـ«اليونيسيف» كاثي راسل إن وضع الأطفال في غزة «يزداد كآبة يوما بعد آخر»، وقالت في منشور عبر حسابها في منصة «إكس» إن العالم لا يمكن أن يتخلى عن هؤلاء الأطفال.
من جهة أخرى، أعلن نائب نرويجي ترشيح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لجائزة نوبل للسلام، «لعملها طويل الأمد في تقديم الدعم الحيوي لفلسطين والمنطقة بشكل عام». وذلك رغم اعلان العديد من الدول الغربية وقف تمويلها، بسبب اتهامات اسرائيلية لعدد من موظفيها بالمشاركة في هجوم السابع من اكتوبر الذي شنته حماس على عدة مواقع اسرائيلية.
وكانت الوكالة قد أعلنت أنها مهددة بالاضطرار إلى وقف أنشطتها «بحلول نهاية فبراير».
ودفع القف الاسرائيلي للقطاع المدمر، 1.7 مليون من نحو 2.4 مليون عدد السكان الإجمالي إلى النزوح عن منازلهم، وفق الأمم المتحدة. وتوجه معظمهم جنوبا، ويتجمع الآن أكثر من 1.3 مليون شخص في رفح، محاصرين عند الحدود مع مصر.
