أثارت حقن التخسيس جدالاً واسعاً في الآونة الأخيرة، حيث تنقسم الآراء حولها بين من يشيد بقدرتها على إنقاص الوزن ومن يحذر من أضرارها الصحية المحتملة. هذه الحقن، التي تحتوي على مادة “سيماجلوتيد” المستخدمة في الأصل لعلاج السكري من النوع الثاني، اكتسبت شهرة كبيرة لقدرتها على خفض الوزن بشكل ملحوظ، لكن مع التزايد الكبير في استخدامها، تبرز أسئلة حول مدى أمانها وفوائدها الحقيقية.
هند عبد الحليم تعاني من شلل مؤقت بالمعدة
أثارت الفنانة هند عبد الحليم ضجة كبيرة عندما أعلنت عن تعرضها لحالة شلل في المعدة بسبب استخدام حقن التخسيس، محذرة جمهورها من المخاطر الصحية التي قد تحدث نتيجة استخدامها دون إشراف طبي. وأشارت هند إلى أنها لم تستخدم الحقن لأكثر من شهر وأسبوع، ومع ذلك تسببت لها في مشكلات صحية كبرى.
إليكِ أيضاً: قبل هند عبد الحليم: مشاهير عانوا من مضاعفات بسبب حقن التخسيس
خالد الصاوي.. توقف الجهاز الهضمي عن العمل
صرح الفنان خالد الصاوي عن تجربته الشخصية مع حقن التخسيس، مشيراً إلى أنه تعرض لوعكة صحية أثرت فيه بشكل كبير؛ ما دفعه لتحذير محبيه من مخاطر هذه الحقن. وقال الصاوي خلال لقائه في برنامج “كلام الناس”: “لقد بدأت بأخذ حقن من نوع معين، ثم انتقلت إلى استخدام حقن من نوع آخر. وبعد مرور ثلاثة أو أربعة أشهر، تعرضت لمشكلة صحية خطيرة، حيث تسببت إحدى الحقن في توقف الجهاز الهضمي لديّ عن العمل”.
إلهام شاهين: فوائد بشروط
الفنانة إلهام شاهين من النجوم الذين اختاروا الحقن وسيلة لإنقاص الوزن. في حديثها لمجلة “سيّدتي”، أوضحت إلهام، أنها فقدت وزناً كبيراً باستخدامها، لكنها شددت على أهمية اتباع نظام غذائي صحي ودعم الجسم بالفيتامينات الضرورية خلال فترة العلاج، مع ضرورة أن يتم الأمر تحت إشراف طبي لضمان السلامة.
كيف تعمل حقن التخسيس؟
قالت الدكتورة ريهام العراقي، خبيرة التغذية، إن حقن التخسيس تحتوي على مادة “سيماجلوتيد” التي تؤثر في هرمون GLP1 في الجسم، وهو هرمون يزيد من إفراز الأنسولين؛ ما يساعد في تقليل مستويات السكر في الدم، ويقلل الشعور بالجوع، الأمر الذي يؤدي إلى إنقاص الوزن. ويرى خبراء آخرون أن استخدامها يتطلب الالتزام بشروط صارمة. فبحسب الهيئة المصرية للدواء، لا يُنصح باستخدام هذه الحقن لعلاج السمنة إلا تحت إشراف طبي، ويُفضل أن يكون ذلك لمن يعانون من مشكلات صحية تتطلب فقداناً سريعاً للوزن.
متى يجب استخدام حقن السكري الحديثة؟
تؤكد الدكتورة العراقي أن حقن التخسيس ظهرت في الأساس بوصفها علاجاً لمرضى السكري، لكن تمت الموافقة على استخدامها في بعض حالات السمنة. وتشير إلى أن استخدامها يجب أن يقتصر على الحالات التي تعاني من مشكلات صحية معينة، مثل مقاومة الأنسولين أو تكيس المبايض المصاحب للسمنة، حيث يمكن أن تساعد هذه الحقن على تحقيق نتائج فعَّالة، بشرط أن يتم ذلك تحت إشراف طبي.
وتتابع: “هذه الحقن مخصصة لعلاج السمنة، وليست حلاً سريعاً لمن لديهم زيادة طفيفة في الوزن”، مضيفةً: “لا يجوز لأي شخص يعاني من زيادة بسيطة في الوزن (5 أو 10 كيلوغرامات) أن يلجأ إلى هذه الحقن؛ فهي معدَّة خصيصاً لعلاج حالات السمنة الحقيقية، وتعمل بشكل أساسي على تحفيز هرمون GLP1؛ ما يساعد على زيادة إفراز الأنسولين في الجسم”.
ما موقف المنظمات العالمية من حقن التخسيس؟
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في البداية على استخدام مادة “سيماجلوتيد” لعلاج مرضى السكري من النوع الثاني فقط. ومع مرور الوقت، وسَّعت نطاق استخدامها ليشمل علاج السمنة. وضعت الإدارة شروطاً صارمة لهذا الاستخدام، حيث أكدت على اقتصاره على الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، خاصةً أولئك الذين لديهم أمراض مصاحبة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم. كما أكدت ضرورة أن يتم استخدام هذه الحقن تحت إشراف طبي، وفي إطار برامج صحية متكاملة تشمل التغذية السليمة والنشاط البدني، لضمان تحقيق نتائج آمنة ومستدامة.
