تعرفوا إلى أبسط الطرق لكتابة المذكرات
في بعض الأحيان قد تجرفنا الحياة إلى أودية مجهولة من الضغوطات المتفاقمة والمصاعب المتوالية، والعقبات المتلاحقة والمعارك اليومية التي لا تنتهي، فنجد أنفسنا في أتون ملتهب من المشاعر الثائرة، تحيط بنا موجات التوتر والقلق من كل جانب، وتعصف بنا أجواء الصراع وماديات الحياة، فنجد أنفسنا بحاجة شديدة لآلية معينة تعيد لنا الصفاء الذهني والتوافق النفسي؛ حتى نستطيع أن نكمل الحياة.
بالسياق التالي سيدتي تدلك إلى أحد أفضل استراتيجيات التكيف وأدوات الصفاء الذهني، التي يمكن أن تساعدك للتخلص من كل هذه الضغوطات والتأثيرات، وهي كتابة المذكرات أو اليوميات.
في السياق التالي استضافت سيدتي استشاري التنمية البشرية وخبير العلاقات الأسرية والإنسانية نبيلة إبراهيم؛ لتحدثك عن اليوميات وأهميتها وأبسط طرق لكتابة اليوميات!
أهمية كتابة اليوميات
تقول نبيلة إبراهيم: أحد الأساليب التي يمكن أن تفيدك بشكل كبير هو كتابة اليوميات أو المذكرات، فتخصيص خمس دقائق يوميًا للتحقق من نفسك وتحليل مشاعرك، يمكن أن يساعدك على أن تكون أكثر ارتباطًا بالواقع، وأكثر حضورًا ووعيًا بما يحدث حولك، حيث يعد تدوين اليوميات مفيدًا في:
- التواصل مع نفسك وإطلاق العنان لإبداعك.
- يساعد في تحديد الاتجاهات والمحفزات.
- يساعد في التعامل مع التوتر وإدارة القلق.
- يعمل على تقليل مشاعر الحزن أو الاكتئاب.
- يمكن أن يساعد في معالجة الأفكار والمشاعر السلبية.
- يمكن أن يساعد التدوين في فهم الضغوطات بشكل أفضل وكيفية تأثيرها على الشخص.
- يعد أداة فعالة للحفاظ على نمط حياة صحي، وإيجاد أدوات فعالة للتكيف.
كتابة المذكرات تساعد في إدارة أعراض المرض العقلي الذي لا ندركه فتعمل على:
- الحد من التوتر.
- القلق الهادئ.
- تخفيف الاكتئاب.
- تحسين الذاكرة.
- زيادة التفاؤل.
- التعامل مع الصدمة.
ونحو المزيد من فوائد كتابة اليوميات أو المذكرات يمكنك التعرف إلى: فوائد كتابة اليوميات قبل النوم
كيف تبدأ بكتابة يومياتك أو بتدوين مذكراتك
تقول سارة وليم النصير، كاتبة قصة قصيرة، وباحثة ماجستير بقسم الدراما والنقد بكلية الآداب لسيدتي: يمكن لأي شخص أن يكتب مذكراته أو يومياته ببساطة، فالأمر لا يحتاج تعقيدات الكتابة التقليدية ولا قوانين البلاغة اللفظية ولا جماليات اللغة، الموضوع أبسط من ذلك بكثير.
-
أحط نفسك بالطاقة الإيجابية
اليوميات ليست فقط ما تكتبه، ولكن ما تشعر به عندما تكتبه؛ لذلك عندما تستعد للكتابة كل يوم، اذهب إلى مكان مريح محاط بالطاقة الإيجابية، واختر مكانًا تشعر فيه بالراحة، سواءً كان غرفة نومك أو غرفة المعيشة، أو أي مكان آخر في المنزل. قد تفضل الذهاب إلى المقهى أو الحديقة، أيًا كان المكان الذي تختاره، فليكن مساحة خالية من المشتتات، حيث يمكنك التركيز والتدفق، فإذا كنت في مساحتك الخاصة، فسيساعد ذلك في تحفيزك وإلهامك، حيث يمكنك التعبير عن كل ما تشعر به، ربما يكون ذلك في غرفة نومك وأنت مغطى ببطانيتك المفضلة، أو تجلس في زاوية القراءة محاطًا بالكتب والأعمال الفنية، أينما كنت، أحط نفسك جسديًا وعاطفيًا بالإيجابية.
-
اختر كتاب يوميات يجلب لك السعادة
تقول سارة: عندما تدون أحداث اليوم في كتاب يوميات جميل ذي تصميم مميز، يرضي ذائقتك البصرية، ويسعد عينيك سواء بألوانه الجميلة الجذابة أو تصميمه المحفز الملهم، فإن ذلك يساعدك جداً في البدء في الكتابة، فالمكان الذي تجمع فيه أفكارك يجب أن يكون أيضًا مساحة إيجابية، ولتكتب يومياتك بالقلم المفضل وباللون المفضل لديك، ولتقم بإضافة ملصقات أو صور لمساعدتك على تصور أفكارك، ولو كانت يومياتك افتراضية فمن المفيد كتابة أفكارك باللون المفضل لديك، وتصميم صفحة الكتابة تصميمًا جذابًا بصريًا؛ لكي يجلب لك السعادة أو يحفز إلهامك.
-
ضع إضافات مميزة وملهمة
يمكنك إضافة الرسم الذي يعجبك، أو الاقتباس المفضل لديك، أو حتى الصورة التي تجلب لك السعادة في خلفية ما تكتبه، والذي سيمدك ولا شك بكثير من الطاقة الإيجابية.
-
اجعل كتابة اليوميات روتينًا يوميًا
يستغرق تطوير العادة وقتًا، ولكن للحفاظ عليها يجب عليك تخصيص وقت كل يوم للتدوين، سيساعدك ذلك على تخصيص مقدار الوقت الذي تحتاجه، سواء كان خمس دقائق أو ساعة أو أكثر، ويمكنك أن تحاول الكتابة في نفس الوقت كل يوم؛ حتى تتمكن من حجز هذا الوقت في جدولك.
من خلال تحديد وقت للكتابة في يومياتك، سيكون من المرجح أن تلتزم به، وتسمح له بأن يصبح عادة، فالكتابة، ولو قليلاً كل يوم، يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في طريقة تفكيرك وكيف تشعر كل يوم، وإذا التزمت بهذا الأمر كروتين يومي فسوف ترى كيف يتغير مزاجك على مدار اليوم، وكيف يمكن أن يؤثر على صحتك.
-
اترك نفسك تتدفق ولا توقفها
اعلم أنك في بعض الأيام قد لا تجد ما تكتبه، وفي أيام أخرى قد تكون ملهمًا للغاية، إذا كنت لا تعرف من أين تبدأ، فحاول التركيز لاستعادة أحداث اليوم، ومن ثم ستنقل كل الضغوطات التي تقع تحت طائلتها وستفرغ الطاقة التي تثقل نفسك، ومن ثمّ سيساعدك ذلك على البقاء أكثر اتصالاً بالواقع.
تابعي المزيد: دفتر المذكرات.. توثيق للأحداث أم فرصة للبوح؟