تعرفوا إلى فن الريزن الساحر وأدواته
طريقة رائعة لإنشاء قطعة فنية فريدة
تقول ميريهان لسيدتي: “الريزن” فنّ حرفي مرغوب في الديكور، وهو طريقة رائعة لإنشاء قطعة فنية فريدة من نوعها تدوم إلى الأبد، وهو يقدم عدداً لا حصر له من الاحتمالات الفنية، فالريزن بطبيعته يمتاز بطبيعة جمالية وله شكل وإحساس مماثل للخشب، ولكنه مصنوع من الراتنج، وقد واستطاع فنانون كثر، تعلم تقنيات الريزن مع بعض المهارات الفنية، مما مكنهم من الحصول على طابع خاص في أعمالهم الفنية، استطاعوا من خلاله تطويع الخامات لصناعة أعمال فنية، فقد ساعدهم على إنتاج قطع جميلة ومتوافقة مع أذواقهم في المواد والألوان، عن طريق خلط مادة الريزن بنسب معينة وهذا يعد جوهر الصناعة، لأن الخلط الخاطئ يؤدي لتدهور وتلف المنتجات، ودائماً نجد فناني الريزن يستلهمون أعمالهم من الطبيعة ونماذجها المختلفة، السبب الذي يجعل من هذه القطع الفنية الناتجة، تنبض بالحياة بألوانها وأشكالها التجريدية، بخاصة في الأعمال التي تدمج فيها العناصر الطبيعية من زهور وأحجار ومواد طبيعية، أو التي تنتج صوراً طبيعية.
ما هو الريزن؟
تقول التشكيلية ميريهان لسيدتي: الريزن بالأساس هي مادة كيميائية سائلة شفافة ذات قوام سائل وسميك، مقاومة للاحتكاك وشديدة الصلابة، وعادة ما تدخل في تركيب طلاء الأظافر والصمغ وأواني المطبخ وحتى الأعمال الإنشائية والتلميع والورنيش، كما أنها تدخل في صناعة لوجو الشركات على المنتجات، ولكنها أصبحت الآن جزءاً لا يتجزأ من الفن.
بدأ استخدام الريزن بشكل واسع مع بدايات القرن العشرين، فقد كان أول استخدامها عام 1927م في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال شركة سويسرية لإنتاج الكيماويات، وقد تطور استخدامها بمر العقود، وحالياً قام المبدعون حول العالم باستغلال خصائص مادة الريزن المميزة، وابتكار طرق لدمجها مع بعض المواد، وصنع تشكيلات وتأثيرات مختلفة، من خلال تحويلها إلى الشكل الصلب، وذلك بإحداث تفاعلات بين الريزن السائل ومادة المصلب بخلطها معاً بنسب معينة للوصول إلى حالة التصلب الأمثل، وتأخذ بذلك شكل أي قالب تُصب فيه، وعادة يتم استخدام قوالب السليكون لصنع القطع الفنية بعدة أشكال.
تاريخ ظهور فن الريزن
تقول مريهان فن الريزن كان موجوداً منذ القدم، فكان القدماء يصنعون فناً مشابهاً له بواسطة الأشجار، وتحويلها إلى حفريات لإنشاء لوح صلب وشفاف، وكان يُطلق عليه قديماً اسم فن العنبر، وكان يُستخدم أيضاً لصنع الزخارف والمجوهرات، وفن الريزن المعروف اليوم هو النسخة الأحدث من فن العنبر، وأصبح يستخدم مادة راتنجات الإيبوكسي التي استُخدمت للمرة الأولى في ثلاثينيات القرن الماضي، وعندما أدركَ الناس إمكانية التصاقها بالمواد الأخرى وحفظها لها سُجّلت المادة كبراءة اختراع، وبعد فترة قصيرة دخلت هذه المادة إلى عالم الفن.
فوائد واستخدمات مادة الريزن
تؤكد التشكيلية مريهان أن الريزن لا يؤثر بضرر على الصحة، لانه آمن للاستخدام، وذلك لأن المكونات المستخدمة في تصنيعه باهظة الثمن، لجودة نوعيتها التي تتفاعل مع بعضها ولا تترك أثراً ينتقل في الهواء، وتستخدم مادة الريزن في التشكيلات الفنية، وقطع الأثاث المبتكرة وفي صنع الأدوات المنزلية، والذي يميزه عن غيره مظهره الجميل واللامع، لأنه يعكس مظهراً زجاجياً لامعاً، وذلك لتميزها بالصلابة، والمقاومة للعوامل الخارجية والشفافية العالية.
تركيبة الريزن هي أقرب إلى البلاستيك، وهو يمتلك صلابة مادة الزجاج، ومرونة مادة البلاستيك معاً، مما يجعل من الصعب كسره، كما أن هذه المادة تستخدم لعزل الأسطح لمقاومته العالية للحرارة والعوامل الجوية، وهو شديد الالتصاق ومقاوم للاحتكاك، فيشكل طبقة عازلة عندما يجف.
تؤكد مريهان أن الريزن يمكن إنهاء الصور والرسومات المصنوعة من الأكريليك والزيت والألوان المائية والحبر من خلاله، ويمكن كذلك استخدامه على الأخشاب أيضاً، ويستخدم كذلك كمادة لاصقة أو كطلاء، بالإضافة إلى استخداماته المعروفة بالأرضيات كبديل عن السيراميك لغايات جمالية، حيث يتم الاستفادة من مقاومته العالية للماء والرطوبة ودرجة أمانه العالية، فهو يمنع الانزلاق.
يستخدم فن الريزن كذلك في هندسة الديكور في تصنيع الأثاث، ويتم مزجه مع ألوان وأصباغ أخرى لصنع تشكيلات فنية وأعمال نحتية وإكسسوارات، كما يمكن استخدام الريزن في صنع طبقات واقية للصور الفوتوغرافية، لأن مادة الراتنج تتوافق مع الأحبار.