تعرفوا على تاريخ مهرجان الجونة السينمائي وأهم محطاته تزامناً مع انطلاقه اليوم
في ظل ما يُحيط بنا في عالمنا العربي من تحديات، تبدو السينما المتنفس الطبيعي والمعبر الحقيقي عن كثير من القضايا الملحة، وهو ما يتم رصده في المهرجانات السينمائية المتخصصة والتي تُعد بوتقة ينصهر فيها الإبداع، وتتلاقى فيها الخبرات الفنية، وتتلاقى فيها الأفكار والرؤى، ويتسع الحوار ليشمل مختلف الثقافات والتوجهات بعيداً عن التحيزات والتجاذبات التي ينأى عنها المبدعون بإبداعهم والفنانون بفنونهم والمثقفون بمختلف رؤاهم وأفكارهم، فالمهرجانات ككيانات ثقافية وفنية ما هي إلا ملتقيات حضارية ومحفزات استثنائية للحوار البناء ومجتمعات للإبداع والتألق أينما كانت، ومهرجان الجونة السينمائي الدولي على الرغم من حداثة عمره (سنوات لم تتجاوز عدد أصابع كلا اليدين) مقارنة بمهرجانات أخرى لها باع طويل في احتضان منافسات الأعمال السينمائية المهمة، إلا أنه استطاع أن يُثبت وجوده ويرسِّخ قيمته كحدث فني يلتقي فيه نجوم السينما وصناعها ومحبوها ليُتيح لهم الفرصة للاستفادة والاستمتاع بالأعمال المُلهمة والمتميزة على مستوى العالم.
المهرجان بدأ بفكرة..!
بدأ مهرجان الجونة السينمائي كفكرة ما بين الفنانة بشرى والمنتج كمال زادة حفيد الفنانة شادية وبطل الإسكواش عمرو منسي، ونتيجة للجهود الدؤوبة المبذولة؛ تحولت الفكرة سريعاً لواقع ملموس يزهو بإنجازاته، فقد تم التحضير للمهرجان وتنفيذه على مستوى عالمي حتى أنه استطاع منذ دورته الأولى أن يجذب صناع السينما من مختلف دول العالم ليكتسب شهرة عالمية بفضل التنسيق والتنظيم المتميزين من قبل القائمين على المهرجان، إلى جانب أن النجوم والمشاهير الذين يسافرون إلى مدينة الجونة الساحلية من جميع أنحاء العالم يشاركون في مهرجان مذهل، سياحي وسينمائي، حيث يتألق البحر الأحمر بلونه الفيروزي في واحة تُجسد سحر الطبيعة وجمالها الأخاذ، فيستمتعون من مختصين ومتابعين ومحبين للفن بهذه الخلطة الفريدة من روعة الفن وعمق الثقافة وسحر المكان في هوليوود الشرق التي كانت وستظل دائماً عماداً للتميز والفن والإبداع.
شعار دائم للمهرجان
يرفع مهرجان الجونة السينمائي شعاراً دائماً وهو «سينما من أجل الإنسانية» وهو شعار دائم غير مرتبط بدورة محددة، حيث أوضح القائمون على المهرجان أن السينما أفضل طريقة للتأثير على المشاعر الإنسانية، مما يدفع نحو تغيير الإنسان والتأثير بأفكاره ووعيه، وقد أقر المهرجان جائزةً خاصةً تحت هذا المسمى “سينما من أجل الإنسانية”، وقد لاقت هذه الجائزة اهتماماً كبيراً من جميع المشاركين بالمهرجان بطول دوراته السابقة.
هدف المهرجان
بحسب الموقع الرسمي لـمهرجان الجونة السينمائي elgounafilmfestival.com، يهدف المهرجان إلى:
- أن يكون المهرجان المنصة الأولى التي ترعى وتُعزز أصوات صانعي الأفلام الناشئين في المنطقة.
- مشاركة التنوع الثقافي من خلال الأفلام المشاركة بالمهرجان.
- دعم وتمكين صناع الأفلام الناشئين من خلال تجربة ديناميكية تعرض مواهبهم.
- توفير فرص تشبيك قيمة للعاملين بالحقل السينمائي من صناع الأفلام من المنطقة، بنظرائهم الدوليين، من أجل انتاج أعمال مشتركة.
- أن يكون محفزاً لتطوير السينما في العالم العربي، من خلال ذراع الصناعة الخاصة به عبر عرض القضايا المؤثرة.
- تعزيز ثقافة السلام والحوار وتبادل الخبرات بين المحترفين في صناعة السينما عربياً وعالمياً عبر الندوات والفعاليات المختلفة.
- تحقيق تنمية ثقافة سينمائية مزدهرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال تعزيز الإبداع والنمو المهني في الجيل القادم.
- تشجيع صناعة أفلام مبتكرة ونابضة بالحياة، حيث يلتزم المهرجان باكتشاف الأصوات السينمائية الجديدة والتي تعرض قصصاً تعكس وجهات نظر متنوعة عبر مختلف الثقافات.
ربما ترغبون في التعرف إلى محمود حميدة بعد اختياره للتكريم بأيقونة الإنجاز الإبداعي في مهرجان الجونة.. وأبرز المعلومات
مهرجان الجونة دورات ناجحة رسَّخت مكانته بين المهرجانات العالمية
- الدورة الأولى للمهرجان كانت بالعام 2017، وكانت خلال الفترة من 22 – 29 سبتمبر، وكان فيلم الافتتاح الفيلم المصري “الشيخ جاكسون”.
- الدورة الثانية للمهرجان كانت بالعام 2018، وكانت خلال الفترة من 20 إلى 28 سبتمبر، وكان فيلم الافتتاح “يوم للدين” الذي شارك بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي.
- الدورة الثالثة للمهرجان كانت بالعام 2019، وكانت خلال الفترة من 19 27 أكتوبر، وكان فيلم الافتتاح فيلم “Ad Astra” الذي عُرض للمرة الأولى في الدورة الـ72 من مهرجان فينيسيا السينمائي.
- الدورة الرابعة للمهرجان كانت بالعام 2020، وكانت خلال الفترة من 23 31 أكتوبر وكان فيلم الافتتاح فيلم “الرجل الذي باع ظهره” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، والذي فاز بطله يحيى مهايني، بجائزة أفضل ممثل في قسم آفاق بالدورة الـ77 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.
- الدورة الخامسة للمهرجان كانت بالعام 2021، وكانت خلال الفترة من 14 22 أكتوبر، وقد تخلت إدارة المهرجان لأول مرة عن “فيلم الافتتاح” حتى يكون الوقت بأكمله لحفل الافتتاح الذي تخلله احتفال خاص؛ بمناسبة مرور 5 سنوات على تأسيس المهرجان.
- خلال العام 2022 تم إلغاء المهرجان من خلال بيان القائمين عليه أفصحوا عن سبب الإلغاء بأنه بسبب “التحديات العالمية الحالية والتي قد تعوق إضفاء الصبغة العالمية والإقليمية التي تسعى إدارة المهرجان لتحقيقها والتأكيد عليها منذ الدورة الأولى”.
- الدورة السادسة للمهرجان كانت بالعام 2023، وكانت خلال الفترة من 14 21 ديسمبر، وكانت دورة استثنائية قدم المهرجان خلالها قسماً خاصاً بعنوان “نافذة على فلسطين”؛ حيث عرض مجموعة من أهم الأفلام التى تتعمق في قلب القصص الفلسطينية، وسلطت الضوء على التحديات التي تواجه هؤلاء البشر الصامدين فى محاولة لدعوة الجمهور نحو فهم أعمق للتجارب الإنسانية في فلسطين، وكان فيلم الافتتاح “فلسطين ومعاناة الشعوب”.
- الدورة السابعة للمهرجان هذا العام 2024، حيث تبدأ دورة هذا العام 24 أكتوبر الجاري لتستمر حتى 1 نوفمبر القادم بمشاركة 71 فيلماً روائياً وتسجيلياً طويلاً وقصيراً من 40 دولة، وقد وقع الاختيار على فيلم “آخر المعجزات” للمخرج عبدالوهاب شوقي، ليكون فيلم افتتاح هذه الدورة، والذي يُعرض في برنامج خارج المسابقة الرسمية، وهو إنتاج مصري سوداني مشترك.
قد ترغبون في التعرف على: قائمة الأفلام المرشحة لجائزة النقاد العرب للأفلام الأوروبية 2024