تفسير حلم الصلاة في المنام ما بين التبشير والتحذير

تتعدد الأحلام والرؤى وتنقسم بين ما هو محمود وما هو تحذير. فمن الرؤى ما يجعل الرائي يشعر بالراحة والسكينة والاطمئنان ومنها على العكس تماماً ما يُشعره بالخوف والقلق والحيرة. ومن الرؤى التي يُدرك الإنسان أنها محمودة التفسير هي رؤيا الصلاة أو حلم الصلاة في المنام، التي تُشعر الرائي بأنه يسير على الدرب السليم والنهج الصحيح، لكن لا ينطبق هذا المعنى في كل الحالات، لذا من أجل ترشيح أكثر لمعاني الرؤيا قمنا بشرح دلالات رؤيا الصلاة من تفسير ابن سيرين وهي كالآتي.

دلالة تبشيرية لرؤيا الصلاة في المنام

حلم الصلاة في المنام ترمز للجوء الرائي إلى الله وتقربه منه ونيل رضاه. والصلاة باتجاه القِبلة ترمز إلى تأكد الرائي من السير في طريق الهداية والاستقامة والتقوى والطاعة والإخلاص والتواضع والمحبة والميل إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين حباً لله، وأنه يسير نحو هدفه بنجاح. ترمز الصلاة الكاملة إلى إكمال عمل أو إتمام أمر، والسلامة من العلل والأسقام والأمراض وقضاء الحوائج وتحقيق أمنية أو غاية طال انتظارها بإذن الله تعالى. كما تشير إلى حل المشاكل وفضّ الخلافات وزوال الهموم والغموم والمتاعب. تشير الصلاة الكاملة في المسجد إلى قناعة الحالم ورضاه عن الحياة التي يعيشها، وإلى تنعمه بالراحة النفسية والضمير الحي ونجاحه وتوفيقه في كل ما يقوم به من أعمال، وإلى الزيادة في المال والرزق المبارك فيه بإذن الله تعالى. ترمز الصلاة والدعاء لله عز وجل في المنام إلى أن الحالم يشعر بالظلم والجور، وهو يعاني من بعض المتاعب التي خيّمت على حياته، وقد جاءت هذه الرؤية لتبشره بأن الخلاص من هذه المشاكل والمتاعب والهموم أصبح قريباً جداً منه. تلاوة سورة الفاتحة في الصلاة، تشير إلى أن الرائي عازم على نيل رضا الله والتقرب منه وإعلان التوبة له بعد طي صفحة الماضي. رؤيا الصلاة وراء الإمام في المنزل، تدل على تلبية رغبة أو أمنية له أو قضاء حاجة ملحة، فإذا رأى الشاب الأعزب في منامه أنه هو الإمام في الصلاة ويَلبس ثياباً بيضاء اللون فإن الرؤيا تدل على زواجه من امرأة ذات حسب ونسب.

تفسير تحذيري في رؤيا الصلاة

حلم الصلاة في المنام بدون غطاء تشير إلى الأعمال الناقصة والمشاريع غير الكاملة، وإلى عدم الاكتراث بأمر أو إهمال موضوع مهم وعدم ملاحقته وإنهائه. والصلاة بصعوبة في المنام ترمز إلى الضغوط النفسية الكثيرة التي يتعرض إليها الحالم، وإلى الصعوبة البالغة في الحصول على الرزق والمال، وإلى صعوبة الحياة والعيش فيها. أما رؤيا الصلاة الناقصة فهي تدل على تكاسل وتقاعس الرائي عن أداء مهامه في العمل وتأخره بإنجازها، وتركه العبادات المفروضة عليه، وحاجته الشديدة لتغيير بعض الأمور ودفعها نحو الأفضل، وغالباً ما يكون الحالم مشوّش الفكر ومشغول البال، وقد تتعطل بعض أعماله أو مشاريعه. الصلاة الخاطئة تدل على ابتعاد الرائي عن دينه وعن كل ما يرضي الله تعالى، كما أنّ لهذه الرؤية دلالة على وقوع الحالم في الخطايا أو المحظورات أو الشبهات لا قدر الله. الصلاة بغير اتجاه القِبلة تشير إلى التوجه الخاطئ الذي يتخطاه الرائي وتمرّده وارتكابه الكثير من الذنوب والمعاصي والآثام وخروجه عن العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية المتبعة في مجتمعه. والله أعلم.