تستعد هيئة التراث السعودية لإطلاق فعاليات مهرجان “شراع” للسفن الخشبية في شاطئ الحمراء بجدة، وذلك في الفترة من 12 إلى 16 يناير المقبل. يهدف المهرجان إلى إبراز التراث البحري الغني للمملكة وتسليط الضوء على أهمية الموانئ التاريخية في التجارة والثقافة، وذلك ضمن جهود الهيئة لدعم أهداف رؤية السعودية 2030 في صون التراث الوطني.
يُعد هذا المهرجان فرصة لاستكشاف تاريخ المملكة العربية السعودية البحري، وتقديم تجربة ثقافية فريدة للزوار من مختلف الأعمار والاهتمامات. سيضم المهرجان مجموعة متنوعة من الأنشطة والعروض التي تحاكي الحياة البحرية التقليدية، بما في ذلك صناعة السفن الخشبية، والصيد، والملاحة، بالإضافة إلى فعاليات فنية وثقافية تعكس الموروث الشعبي الساحلي.
مهرجان “شراع” للسفن الخشبية بجدة: استعادة أمجاد الماضي البحري
ينطلق مهرجان “شراع” في موقع مميز بشاطئ الحمراء في جدة، وهو شاطئ يشتهر بجماله الطبيعي وأهميته التاريخية كمركز للتجارة البحرية. تم تصميم مناطق المهرجان بشكل يعكس المصطلحات والمهن المرتبطة بالبحر، حيث تحمل منطقة المعرض اسم “القلافة” (صناعة السفن)، ومنطقة المسرح اسم “القفال” (صانع الحبال)، ومنطقة الفنون اسم “الدانة” (اللؤلؤة)، ومنطقة السوق اسم “الطواشين” (تجار اللؤلؤ).
بالإضافة إلى المعرض والمسرح، سيستضيف المهرجان أجنحة خاصة لهيئة التراث والحرفيين المحليين، بالإضافة إلى عروض ضوئية مبهرة ومجسمات فنية مستوحاة من عالم البحر. كما سيتم تخصيص ركن ترفيهي للعائلات والأطفال، مما يضمن تجربة ممتعة وشاملة لجميع الزوار. يهدف المهرجان إلى تعزيز الوعي بأهمية التراث البحري كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية السعودية.
أهداف رئيسية للمهرجان
أكدت هيئة التراث السعودية أن تنظيم مهرجان “شراع” يأتي في إطار سعيها الدائم للحفاظ على التراث الوطني وتعزيزه. وتشمل الأهداف الرئيسية للمهرجان ما يلي:
- إبراز الدور التاريخي للموانئ السعودية في حركة التجارة والتواصل الحضاري.
- دعم الحرفيين المحليين المتخصصين في صناعة السفن الخشبية والمهن البحرية التقليدية.
- تنمية الوعي بأهمية التراث البحري لدى الأجيال الشابة.
- تحويل المواقع الثقافية إلى منصات حية للتفاعل والمعرفة، مما يساهم في تنشيط السياحة الثقافية.
وتشير الهيئة إلى أن المهرجان يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في مجال التراث والثقافة، حيث يساهم في بناء اقتصاد متنوع ومستدام يعتمد على الأصول الثقافية للمملكة. كما يهدف المهرجان إلى تمكين المجتمعات المحلية من خلال توفير فرص عمل ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة المرتبطة بالتراث البحري.
بالإضافة إلى ذلك، يسعى المهرجان إلى تسليط الضوء على المهن البحرية التراثية، مثل القلافة والصيد والملاحة، وإعادة إحيائها من خلال تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للحرفيين الشباب. هذه المبادرة تهدف إلى ضمان استمرارية هذه المهن التقليدية ونقلها إلى الأجيال القادمة.
من المتوقع أن يشكل مهرجان “شراع” للسفن الخشبية بجدة حدثًا ثقافيًا بارزًا يجذب الزوار من داخل المملكة وخارجها. وستراقب هيئة التراث السعودية عن كثب تأثير المهرجان على السياحة الثقافية والاقتصاد المحلي، وذلك بهدف تقييم نجاحه والتخطيط لفعاليات مماثلة في المستقبل. سيتم الإعلان عن تفاصيل إضافية حول برنامج المهرجان والفعاليات المصاحبة له في الأيام القليلة القادمة.
