المسحل.. ماذا ينتظر؟

بعد تأهل الأندية السعودية الثلاثة النصر والأهلي والهلال لدور الثمانية في النخبة الآسيوية، لفتت انتباهي تدوينة لياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، على منصة «إكس» لكل الأندية المتأهلة، وحالة الغضب الجماهيري التي كانت في الردود المرسلة لتلك التدوينة!
أن تجد ردوداً بهذا الحجم، وتحمل نقداً لاذعاً بهذا الشكل تشعر لأول وهلة أن رئيس الاتحاد لا يعمل، وإنْ قدم عملاً فهو لم يكن جيداً يحوز استحسان الجمهور، هذا الأمر غريب ومقلق في الوقت نفسه، فلو أخذنا الردود على ما كتبه في منصة «إكس» من تهنئة، وقررنا أن نضع إحصائية عن مدى الرضى عند الجمهور السعودي عن عمل ياسر المسحل؛ فالنتائج ستكون غير متوقعة، ولن يحصل المسحل على أي نسبة يمكن أن تدخل في الإطار المقبول، حتى يجد لنفسه فرصة لمزيد من العمل، ليس معنى كلامي هذا أن يتحرك المسحل ويترك منصبه كرئيس، لكن الهدف من كلامي العمل على وضع تصور لعدم الرضى الذي يواجهه من الجمهور السعودي، فالمسحل يقود اتحاداً مهمّاً، وله قيمته الكبيرة بين الجماهير السعودية، ومن خلاله تظهر نتائج المنتخبات السعودية، وعلى وجه الخصوص المنتخب السعودي الأول، الذي يعيش أياماً ليست مثالية في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، هذه المراجعة مهمة، وقد تكون جسر عبور لقلب الجمهور السعودي.
لا توجد فرصة عمل جيدة ومناسبة في ظل هذا التوتر، رغم أني متيقن أن المسحل يستطيع أن يعيد ثقة الجمهور السعودي في شخصه كرئيس، وفي العمل الذي سيقوم به مستقبلاً، ولو افترضنا أن المسحل قرر الابتعاد عن المشهد وتقديم استقالته، فهل هذا خيار مناسب؟ أعتقد لا؛ فالخيارات المناسبة في توقيت كهذا أن يستمر ويسعى جاهداً في تقديم خطة عمل تكون نتائجها واضحة، والخروج المناسب من حالة كهذه يسودها عدم الرضى يجب أن يكون وفق خطة جيدة، تحمل في طياتها برامج متنوعة، يتطور من خلالها عمل الاتحاد السعودي بكل لجانه الفنية والإدارية.
لقد شعرت بكثير من الحزن، وأنا أتابع تلك الردود، رغم أن الرجل حضر في تلك المنصة بكلمات كلها تهنئة وتبريكات للتفوق الذي عاشته الأندية السعودية في دور الـ16 من بطولة النخبة الآسيوية، وكان من المفترض أن تكون التهنئة متبادلة بين الطرفين، لكن لم يحدث ذلك، بل كانت تلك الردود في أسوأ حالاتها؛ إذن فإن محاولة تعديل ما يمكن تعديله ما زالت متاحة، وحين تفشل تلك المحاولات سيكون قرار الاستقالة أمراً إيجابيّاً وشجاعاً بالنسبة له، فقد سبقه بها بعض ممن تناوبوا على هذا المنصب، وقد نالوا الحب والتقدير من جماهير الكرة السعودية في حينها.
أتمنى ألا يتأثر ياسر المسحل بكل تلك الردود، وأن يركز على عمل المنتخب السعودي الأول الذي تنتظره مباراتان مصيريتان ومهمتان في الأيام القادمة.
ودمتم بخير،،،
أخبار ذات صلة