جوانا أندراوس.. المهندسة المعمارية التي عشقت تصميم الأزياء
تعتبر جوانا أندراوس واحدة من أبرز الأسماء في عالم تصميم الأزياء، حيث تجسد مسيرتها الفنية رؤية مميزة تتمازج فيها الجماليات اللبنانية التقليدية مع الابتكارات الحديثة. منذ طفولتها، تأثرت جوانا بمحيطها المليء بالإبداع، إذ كانت والدتها مصممة أزياء موهوبة، مما غرس في نفسها تقديراً عميقاً للفن والموضة.
لم تتردد جوانا في مواجهة التحديات التي اعترضت طريقها في صناعة تتسم بالتنافسية الشديدة. من بناء هوية فريدة لها إلى استكشاف خامات ذات جودة عالية، أثبتت جوانا أنها قادرة على الدمج بين التصميم المعماري وعالم الأزياء.
بفضل مثابرتها ورؤيتها المبتكرة، قدمت جوانا أندراوس عرضها الأول في أسبوع باريس للموضة، مما وضعها في صدارة المشهد العالمي. تسعى الآن إلى دمج الاستدامة في علامتها التجارية، مما يعكس التزامها بالمسؤولية الاجتماعية والابتكار في عالم الموضة.
تابعي معنا هذا اللقاء الشيق.
هل يمكنك مشاركة قصة كيف بدأت في تصميم الأزياء؟
منذ سن مبكرة، انغمست في عالم الإبداع، وذلك بفضل والدتي، مصممة الأزياء الموهوبة. أثناء نشأتي، كانت بيئتي مليئة بالألوان النابضة بالحياة والتصاميم المعقدة ومتعة التعبير الفني. غرس هذا الأساس في داخلي تقديراً عميقاً للجماليات والحرفية. على الرغم من أنني حصلت على درجة في الهندسة المعمارية، والتي صقلت مهاراتي في التصميم المكاني والتفكير البنيوي، إلا أن شغفي بالأزياء لم يتضاءل أبداً. لطالما تخيلت مهنة تجمع بين تدريبي المعماري وحبي للمنسوجات والتعبير الشخصي. بعد التخرج، اتخذت القرار المحوري باتباع قلبي والتعمق في عالم تصميم الأزياء.
لقد سمحت لي هذه الرحلة بدمج رؤيتي المعمارية مع سيولة الموضة، وخلق تصاميم ليست مذهلة بصرياً فحسب، بل وأيضاً مبنية بعناية. أنا مدفوعة برغبة في الابتكار ورواية القصص من خلال عملي، والتأكد من أن كل قطعة تتردد صداها مع الفردية والفنية. لقد كان احتضان هذا المسار مُرضياَ ومحولاً، حيث أسعى جاهدة للمساهمة في المشهد الديناميكي للأزياء.
قد يهمك أيضاً: المصممة السعودية فداء القعود: الفخامة تتجاوز المفهوم التقليدي
ما هي بعض التحديات المبكرة التي واجهتها في ترسيخ نفسك كمصممة، وكيف تغلبت عليها؟
عندما شرعت في رحلتي كمصممة ملابس نسائية، واجهت العديد من التحديات التي اختبرت مرونتي وإبداعي. كانت إحدى العقبات الأساسية هي اكتساب التقدير في صناعة تنافسية. تطلب إنشاء هوية فريدة أثناء التنقل في السوق المزدحمة مني التعبير عن رؤيتي بوضوح وتمييز تصميماتي.
للتغلب على هذا، ركزت على بناء محفظة قوية تعرض أسلوبي ورواية القصص من خلال الموضة. شاركت في فعاليات الموضة المحلية وتعاونت مع المصورين والعارضات الناشئين لكسب الرؤية. أثبتت الشبكات داخل الصناعة أنها لا تقدر بثمن، مما سمح لي بالتواصل مع المرشدين الذين قدموا التوجيه والدعم.
كان التحدي الآخر هو الحصول على مواد عالية الجودة تتوافق مع فلسفة التصميم الخاصة بي. خصصت وقتاً للبحث وبناء علاقات مع الموردين، والتأكد من تلبية رؤيتي بالموارد المناسبة. لم يرفع هذا من جودة عملي فحسب، بل عزز أيضاً سلامة علامتي التجارية.
أخيراً، كانت إدارة الجانب التجاري من التصميم أمراً شاقاً في البداية. لقد استثمرت في التعلم عن التسويق والإنتاج والإدارة المالية، مما مكنني من السيطرة على اتجاه علامتي التجارية. وبفضل المثابرة والالتزام بالتعلم المستمر، تمكنت تدريجياً من ترسيخ نفسي وبناء مجتمع حول تصميماتي، مما مهد الطريق للنمو في المستقبل.
أخبرينا عن مجموعتك الأخيرة. ما هو مصدر الإلهام وراءها؟
تعكس مجموعتي الأخيرة العلاقة الديناميكية التي تربطني بعملائي واحتياجاتهم المتطورة. المستوحاة من طلباتهم والتعديلات المدروسة التي يقترحونها غالباً، هدفت إلى إنشاء قطع تجسد التنوع والرقي.
تتمثل العناصر الأساسية في هذه المجموعة في الفساتين الأنبوبية المنظمة المقترنة بعباءات قابلة للفصل. يسمح اختيار التصميم هذا بالانتقال السلس بين المناسبات المختلفة، مما يلبي احتياجات المرأة العصرية التي تقدر الأناقة والعملية. تضيف العباءات عنصراً من الدراما ويمكن إزالتها بسهولة، مما يوفر خيارات لكل من التواضع والأناقة، مما يضمن إمكانية تصميم كل قطعة لتناسب التفضيلات الفردية.
تتميز المجموعة أيضاً بلوحة من الألوان الغنية والهادئة والأقمشة الفاخرة، مما يؤكد على التوازن بين الأناقة والحداثة. أردت أن أصنع ملابس ليست مذهلة بصرياً فحسب، بل وتمكن النساء أيضاً من التعبير عن هوياتهن الفريدة. من خلال دمج الصور الظلية المنظمة مع عناصر أكثر نعومة، تعكس المجموعة نهجاً معاصراً للأزياء المحتشمة، وتجذب أولئك الذين يسعون إلى الإدلاء ببيان مع الشعور بالراحة.
في النهاية، هذه المجموعة هي احتفال بأصوات عملائي والروح التعاونية التي تدفع عملية التصميم الخاصة بي. تم تصميم كل قطعة مع مراعاة التنوع في الاعتبار، مما يسمح بالتخصيص والقدرة على التكيف في مختلف الإعدادات.
سر العباية القابلة للفصل
تمثل هذه المجموعة تطوراً كبيراً في رحلتي التصميمية من خلال التأكيد على التنوع وإشراك العملاء. على عكس عملي السابق، الذي ركز أكثر على الأنماط المميزة، لذا قامت المصممة جوانا أندراوس قمت بدمج التعليقات مباشرة من عملائها لإنشاء قطع عملية وأنيقة. فقدمت فساتين الأنابيب المنظمة مع عباءات قابلة للفصل حققت ازدياداً في المبيعات نظراً لبراعتها في مزج الجماليات الحديثة مع التطبيق العملي. بشكل عام، وحاولت تسليط الضوء على التزامها بفهم احتياجات النساء العصريات. ونسألها بدورنا:
كيف كان شعورك عندما ظهرت لأول مرة في أسبوع باريس للموضة هذا الموسم؟
كان الاستعداد لظهوري الأول في أسبوع باريس للموضة مثيراً ومكثفاً في الوقت نفسه. يمثل هذا الحدث المهم خطوة مهمة في مسيرتي المهنية، وقد تعاملت معه بمزيج من الإثارة والتركيز. وكرست ساعات لا حصر لها لصقل مجموعتي، والتأكد من أنها تجسد رؤيتي مع صدى الجمهور الباريسي. كان التعاون مع فريقي أمراً بالغ الأهمية؛ لقد عملنا على كل شيء من التصميم إلى العرض لإنشاء عرض متماسك ومؤثر. لقد بحثت أيضاً في أسابيع الموضة السابقة، ودرست الأجواء والاتجاهات لفهم ما يمكن توقعه بشكل أفضل. لم يساعدني هذا التحضير في صقل مجموعتي فحسب، بل بنى ثقتي أيضاً وأنا أتطلع إلى عرض عملي على مثل هذا المسرح المرموق. أنا حريصة على التواصل مع محترفي الصناعة ومشاركة رؤيتي مع جمهور عالمي.
” أحد أهدافي الأساسية هو توسيع المجموعة لتشمل الأزياء المستدامة، واستكشاف المواد الصديقة للبيئة وطرق الإنتاج الأخلاقية” (جوانا أندراوس)
هل يمكنك وصف حقيقة شعورك لدى عرض مجموعتك؟
إن عرض مجموعتي في أسبوع الموضة في باريس هو شرف عظيم وفرصة لا تصدق. إنه يمثل منصة حيث يلتقي الإبداع بالرؤية العالمية، مما يسمح لي بمشاركة تصميماتي مع جمهور يضم قادة الصناعة والمؤثرين وعشاق الموضة من جميع أنحاء العالم.
لا تثبت هذه المنصة المرموقة عملي الجاد وتفاني فحسب، بل إنها أيضاً بمثابة لحظة حاسمة للنمو. إن طاقة الحدث ملموسة، وهي تلهمني لدفع حدود إبداعي إلى أبعد من ذلك. إن تقديم مجموعتي في مثل هذا المكان الأيقوني يعزز السرد وراء تصاميمي، مما يسمح لها بالتردد على نطاق أوسع.
في النهاية، تدور هذه التجربة حول الاتصال بزملائي المصممين والعملاء المحتملين والجمهور الذي يقدر الموضة كشكل فني. أنا متحمسة لرؤية كيف ستشكل هذه اللحظة رحلتي كمصممة وتساهم في تطور علامتي التجارية.
ما هي خططك المستقبلية لعلامتك التجارية؟
بالنظر إلى المستقبل، لدي العديد من الخطط المثيرة لعلامتي التجارية والتي تعكس رؤيتي للنمو والابتكار. أحد أهدافي الأساسية هو توسيع المجموعة لتشمل الأزياء المستدامة، واستكشاف المواد الصديقة للبيئة وطرق الإنتاج الأخلاقية. أعتقد أن هذا ضروري لمستقبل صناعتنا ويتماشى مع قيم العديد من المستهلكين المعاصرين.
بشكل عام، هدفي هو الاستمرار في تطوير علامتي التجارية مع البقاء وفية لقيمي الأساسية، وخلق قطع جميلة ومتعددة الاستخدامات تعمل على تمكين المرأة وتعكس قصصها الفريدة.
كيف تتخيلين تطور علامتك التجارية في السنوات القادمة؟
أتخيل تطور علامتي التجارية لتصبح رائدة في مجال الموضة المستدامة والشاملة في السنوات القادمة. أخطط لاستكشاف مواد وتقنيات مبتكرة تعطي الأولوية للصداقة البيئية مع الحفاظ على الجودة والجماليات التي يتوقعها عملائي. أرى أيضاً إمكانية توسيع نطاق علامتي التجارية عالمياً، ربما من خلال المتاجر المؤقتة أو التعاون مع مصممين عالميين، مما يسمح لي بالتواصل مع جماهير متنوعة.
في النهاية، هدفي هو إنشاء علامة تجارية لا تحتفل فقط بالفردية والحرفية ولكنها أيضاً تدافع عن الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، مما يمهد الطريق لنهج أكثر وعياً بالموضة.
هل هناك أي تعاونات أو مجموعات أو أحداث أزياء مقبلة تتطلعين إليها؟
في الوقت الحالي، أركز بشكل أساسي على تطوير مجموعة العام المقبل، وهو أمر مثير حقاً! يتعلق الأمر كله بصقل رؤيتنا واستكشاف أفكار جديدة. وبينما أنا منفتحة دائماً على التعاون والأحداث، فإن أولويتي الرئيسية هي ضمان أن تعكس هذه المجموعة القادمة حقاً أخلاقيات التصميم الخاصة بي وتتردد صداها مع جمهورنا.
بالنظر إلى مسيرتك المهنية حتى الآن، ما هي التجربة أو الإنجاز الأكثر مكافأة بالنسبة لك؟
بالنظر إلى مسيرتي المهنية، كانت التجربة الأكثر مكافأة هي رؤية رضا عملائي. إن تلقي المراجعات والملاحظات الإيجابية لا يثبت جهودي فحسب، بل ويغذي أيضاً شغفي بما أفعله. إن معرفة أنني أحدثت فرقاً في حياتهم وساعدتهم في تحقيق أهدافهم أمر مُرضٍ للغاية. إنه يعزز التزامي بتقديم أفضل خدمة ممكنة ويحفزني على الاستمرار في السعي لتحقيق التميز.
ما هي النصيحة التي تقدمها للمصممين الناشئين الذين يطمحون إلى ترك بصمة في صناعة الأزياء؟
بالنسبة للمصممين الناشئين الذين يطمحون إلى ترك بصمة في صناعة الأزياء، فإن نصيحتي الأكبر هي أنه لا يزال الوقت مبكراً لمتابعة حلمك. احتضن منظورك الفريد ولا تخف من المخاطرة بتصميماتك. كن فضولياً، وتعلم باستمرار، وابحث عن الإلهام من كل مكان. قم ببناء شبكة قوية، وتعاون مع الآخرين، وكن منفتحاً على الملاحظات. تذكر أن رحلتك هي رحلتك الخاصة، والمثابرة هي المفتاح كل خطوة تخطوها تقربك من أهدافك!
تابعي أيضاً: المصممة رانية خوقير تطلق مجموعة أزياء جديدة بمناسبة يوم التأسيس