أول جنس بشري استوطن الولايات المتحدة الأمريكية هم المغول الآسيويين. صواب خطأ

تعد الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكثر البلدان تنوعًا في العالم من حيث الأعراق والثقافات. ورغم ذلك، فإن تاريخ أول من سكن هذه الأرض ما يزال يشهد الكثير من النقاشات.

في هذا المقال، سنناقش الفكرة القائلة بأن أول جنس بشري استوطن الولايات المتحدة الأمريكية هم المغول الآسيويين. هل هذا صحيح أم مجرد تصور غير دقيق؟

الإجابة هي: خطأ، والآن سنتعرف على التفاصيل حول أول من استوطن أمريكا ومن هم المغول الآسيويين.

من هم المغول الآسيويين؟

المغول هم مجموعة عرقية تنتمي إلى شعوب آسيا الوسطى، وتحديدًا في المناطق التي تشمل منغوليا، وشمال الصين، وسيبيريا.

المغول يعتبرون من شعوب الآسيويين الذين سكنوا هذه المناطق منذ آلاف السنين. اشتهر المغول بقيادة جنكيز خان الذي أسس أحد أكبر الإمبراطوريات في التاريخ. لكن على الرغم من تاريخ المغول الطويل، فإنهم ليسوا أول من استوطن الأراضي التي تعرف اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية.

من هم أول من سكن أمريكا؟

أول البشر الذين استوطنوا أمريكا الشمالية لم يكونوا المغول الآسيويين، بل هم شعوب من الهنود الحمر الذين وصلوا إلى هذه الأراضي عبر جسر بيرينغيا.

وفقًا للدراسات الأثرية وعلم الوراثة، فإن الهنود الحمر وهم الأسلاف الأصليون لشعوب أمريكا الشمالية والجنوبية، قد وصلوا إلى أمريكا قبل حوالي 15,000 إلى 20,000 عام من خلال جسر بيرينغيا الذي كان يربط بين آسيا وأمريكا الشمالية خلال العصر الجليدي. هذا الجسر كان عبارة عن منطقة برية تربط بين سيبيريا وألاسكا، مما سمح للإنسان القديم بالانتقال من آسيا إلى أمريكا.

الهجرة عبر جسر بيرينغيا

تشير الأدلة الأثرية إلى أن الإنسان العاقل (Homo sapiens) قد بدأ في عبور جسر بيرينغيا خلال فترة العصر الجليدي الأخير، عندما كان مستوى مياه البحر منخفضًا، ما جعل من الممكن الانتقال من آسيا إلى أمريكا الشمالية. هذه المجموعات التي استوطنت الأمريكتين تطورت عبر آلاف السنين لتصبح شعوب الهنود الحمر.

المغول ومناطق أخرى

أما المغول، فارتبط تاريخهم بالمناطق الواقعة في آسيا الوسطى و الصين و منغوليا، ولم يظهروا في السجل التاريخي في أمريكا الشمالية إلا بعد العصور الحديثة، خلال فترات الاستكشاف الأوروبي في القرن السادس عشر وما بعده. ورغم أن المغول الآسيويين قد تركوا بصمات كبيرة في التاريخ بفضل غزواتهم الإمبراطورية وتوسعاتهم، فإنهم لم يكونوا أول من سكن الأراضي الأمريكية.

النظرية البديلة: الهجرة الآسيوية عبر بيرينغيا

العديد من العلماء يعتقدون أن شعوب آسيا القديمة، التي قد تشمل المغول في بعض الأحيان، كانت جزءًا من الموجات البشرية التي عبرت جسر بيرينغيا، لكنهم لم يكونوا المغول كما نعرفهم في التاريخ المتأخر. بل كانت تلك المجموعات البشرية تنتمي إلى مجموعات بشرية قديمة تعود جذورها إلى أصول آسيوية مشتركة.

الإجابة على السؤال: أول جنس بشري استوطن الولايات المتحدة الأمريكية هم المغول الآسيويين هي خطأ. أول من سكن أمريكا الشمالية هم شعوب الهنود الحمر، الذين وصلوا عبر جسر بيرينغيا منذ آلاف السنين. بينما المغول هم شعوب آسيوية استوطنت مناطق أخرى في آسيا الوسطى و الصين، ولم يظهروا في أمريكا الشمالية إلا في فترات متأخرة.