اختتم الفنان فؤاد يمين تصوير فيلمه الأول كمخرج، “بطاطس شيبس ع فستق”، في أكتوبر الماضي، ويجري حاليًا عمليات ما بعد الإنتاج. الفيلم، الذي يندرج تحت صنف الكوميديا السوداء، يروي قصة رجل في الثلاثينيات من عمره يواجه الإحباط ويقرر تحويل محاولته للانتحار إلى حدث سينمائي، ويستكشف قضايا صعبة بطريقة فريدة، مما يجعله إضافة مهمة للسينما العربية. هذا العمل الجديد يأتي في سياق اهتمام متزايد بالأفلام المستقلة والقصص الجريئة في المنطقة.
الفيلم من إنتاج كل من فرونت رو فيلمد إنترتينمنت في دبي وأباجور برودكشنز، ومن المتوقع أن يثير جدلاً واسعًا عند عرضه. تدور أحداث الفيلم بشكل كامل في العاصمة اللبنانية بيروت، ويتميز بمشاركة نجوم عرب بارزين كضيوف شرف، مما يعزز من جاذبيته وشهرته.
قصة فيلم “بطاطس شيبس ع فستق”
يركز الفيلم على شخصية نهاد، التي تعيش أزمة وجودية وتقرر، بدلاً من الاستسلام لليأس، أن تسجل لحظاتها الأخيرة. يلجأ نهاد إلى مصور سينمائي يعاني بدوره من الفشل والإحباط، لتوثيق هذه الرحلة المؤلمة. تتحول هذه التجربة إلى استكشاف لقائمة الأمنيات والأحلام المؤجلة، وتأملات في الحياة والموت، وذلك عبر شوارع بيروت الصاخبة.
أجواء الكوميديا السوداء
يتميز الفيلم بأسلوبه الفريد في المزج بين الكوميديا السوداء والدراما الواقعية، مما يمنحه عمقًا خاصًا ويجعله قادراً على جذب انتباه جمهور واسع. هذا النوع من الأفلام، الذي يتناول مواضيع حساسة بطريقة ساخرة، يكتسب شعبية متزايدة في السنوات الأخيرة.
بيروت: خلفية درامية للفيلم
لم تكن بيروت مجرد موقع تصوير، بل تعتبر جزءًا لا يتجزأ من قصة الفيلم وشخصياته. المدينة، بتاريخها المضطرب وحياتها الليلية النابضة بالحياة، تعكس حالة الإحباط والأمل التي يعيشها البطل. استخدام بيروت كخلفية للقصة يضيف بعدًا واقعيًا وعمقًا للعمل الفني.
فريق العمل والممثلون
يضم فيلم “بطاطس شيبس ع فستق” نخبة من الممثلين البارزين في العالم العربي، وعلى رأسهم فؤاد يمين، المعروف بأدواره المتميزة في أفلام مثل “أصحاب ولا أعز” و “قضية رقم 23”. يشارك في البطولة أيضًا سعيد سرحان، وطلال الجردي، وإيلي متري، وسينتيا كرم، ومنير شليطا، مما يضمن تقديم أداء تمثيلي قوي ومؤثر.
تصريحات حول الفيلم
أشاد جيانلوكا شقرا، الرئيس التنفيذي في فرونت رو فيلمد إنترتينمنت، برؤية فؤاد يمين المبتكرة، واصفًا إياها بأنها “نسمة هواء منعشة”. وأعرب عن سعادته بالتعاون معه، مشيرًا إلى أن يمين أثبت شجاعته وموهبته في فيلم “أصحاب ولا أعز”، وأنه يمتلك الكثير ليقدمه للسينما العربية.
من جانبه، أكد فؤاد يمين أن العلاقة مع فرونت رو بدأت خلال تصوير فيلم “أصحاب ولا أعز”، وأنهما يتشاركان الرغبة في تقديم قصص جريئة وصادقة. وأضاف أن فيلم “بطاطس شيبس ع فستق” يتناول بشكل مباشر مشاعر الخوف والحب والندم والانتماء، وهي مشاعر عالمية تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية.
الإنتاج المشترك
يعكس هذا العمل السينمائي توجهًا متزايدًا نحو الإنتاج المشترك بين شركات الإنتاج العربية، بهدف تبادل الخبرات والموارد، وتقديم أعمال فنية ذات جودة عالية. هذا التعاون يساهم في تعزيز مكانة السينما العربية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
من المقرر أن يتم الإعلان عن موعد عرض فيلم “بطاطس شيبس ع فستق” رسميًا بعد الانتهاء من عمليات المونتاج والموسيقى التصويرية والمؤثرات البصرية. حتى الآن، لم يتم تحديد المعايير التي ستعتمدها الشركة المنتجة لتحديد موعد الإطلاق، إلا أنها تدرس خيارات مختلفة، بما في ذلك المشاركة في المهرجانات السينمائية العربية والعالمية، والعرض التجاري في دور السينما.
يُعد هذا الفيلم خطوة مهمة في مسيرة فؤاد يمين كمخرج، ومن المتوقع أن يحقق نجاحًا كبيرًا نظرًا لقصته المميزة وفريق العمل الموهوب. من بين التحديات التي تواجه الفيلم، المنافسة الشديدة في سوق السينما العربية، والحاجة إلى جذب انتباه الجمهور المستهدف. مستقبل فيلم “بطاطس شيبس ع فستق” يعتمد على استراتيجية التسويق والترويج التي ستتبعها الشركة المنتجة، وعلى ردود فعل الجمهور والنقاد.
