صناع الإعلام يجتمعون تحت سقف المنتدى السعودي للإعلام الثالث
اجتمع صناع المشهد الإعلامي من جديد تحت سقف المنتدى السعودي للإعلام في الرياض، والذي يعد أكبر معرض فني تقني إعلامي في العالم العربي، فقد افتتحت النسخة الثالثة من المنتدى آفاقها الرحبة؛ لتكشف عن برنامج ثري بالنقاشات النوعية القيّمة، استقطب قامات إعلامية كانت لها بصمة واضحة في سياق التطور والنقلة التي شهدها هذا القطاع في المملكة العربية السعودية والمنطقة، وتم تسليط الضوء على الإنجازات التي حققها القطاع في المملكة خلال السنوات الأخيرة وإطلاق العديد من المبادرات التي تحاكي المعايير العالمية، وتستثمر كافة الإمكانيات البشرية والتقنية المتاحة لتعزيز ارتقاء هذا القطاع وتميزه عالمياً.
وتوافد الإعلاميون والإعلاميات والمهتمون بهذا المجال من مختلف أنحاء العالم العربي والعالم؛ ليكون هذا الحدث مركزاً لتبادل الخبرات والتجارب الإعلامية المؤثرة ومناقشة التحديات الكبرى لا سيما في ظل سطوة التكنولوجيا وتبدل المفاهيم والتطلعات.
هذا وتعد المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام “SRMG” راعياً رئيسياً للمنتدى السعودي للإعلام 3 وكان للرئيسة التنفيذية للمجموعة الأستاذة جمانا الراشد تواجد ملفت خلال انطلاق المنتدى، كما شاركت مختلف فروع المجموعة في فعاليات المنتدى وتغطيته إعلامياً.
التنوع والشمول
رنا الزمعي، المدير الأعلى للاتصال المؤسسي والمعرفة في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، تحدثت لـ”سيدتي” عما يمثله هذا المنتدى من قيمة للعاملين في هذا القطاع قائلة: “منتدى الإعلام اليوم يمثل كل التوجهات التي تعكس ثقافتنا وإنجازاتنا وكل الجهود التي تكرسها وزارة الإعلام والتواصل الحكومي الموحد الذي نعمل كجهات حكومية تحت مظلته”. وأضافت: “كقائد في الاتصال المؤسسي والمعرفة بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية تحت مظلة وزارة الصناعة، نحن إحدى الجهات التي تعمل تحت الدليل الموحد للاتصال الحكومي الموحد، وهناك جهود مباركة تبذل في كل فعالية”.
وتابعت بالقول: “ما جعلني متطلعة للحضور والمشاركة هو وجود التنوع والشمول في الجلسات من البلدان المختلفة، ومن الثقافات المختلفة، والخلفيات الإعلامية المختلفة، سواء بودكاست أو مجلات أو قنوات تلفزيونية عربية وأجنبية ما بين فنية وإخبارية وعلمية، وكصانع محتوى علمي في جهة حكومية علمية متحمسة جداً أن أرى هذا التنوع والشمول”.
تجارب متقدمة
من جهته تحدث وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية الليبي وليد اللافي عن الجلسة التي شارك فيها ضمن المنتدى، وهي بعنوان “الإعلام العربي في مواجهة التحديات.. رؤى وزارية لمعالم مستقبلية”، وقال الوزير: “الجلسة موضوعاتها متعلقة بدور ما يسمى بالإعلام الحكومي أو الاتصال الحكومي في هذه المراحل، وخاصة في ظل عالم أصبح منفلتاً نتيجة ثورة الاتصالات التي نعيشها، وبالتالي ما هي الجهود التي كان من الضروري أن تقوم بها الدول أو الحكومات لمحاولة دعم محتوى هادف ينسجم مع المجتمع وينسجم مع الرسالة العامة للدولة بشكل عام”.
وعن الرسالة التي أراد إيصالها اليوم من خلال تواجده في المنتدى قال اللافي: “الرسالة هي أن ليبيا تتعافى، أن ليبيا أصبح وضعها أفضل من أي وقت سبق، وأن بتعافيها العام هناك تعافٍ أيضاً في قطاع الإعلام، نحن فخورون اليوم بالتجربة الليبية في مجال الاتصال الحكومي والتي نعتقد أنها لا أقول رائدة، ولكنها متقدمة في المنطقة وجئنا اليوم لكي نطلع على تجارب الدول الأخرى ونقيم تجربتنا، ونؤكد أننا مستمرون نفس الخط النجاح بإذن الله”.
ورداً على سؤال عن شراكات أو اتفاقيات محتملة من خلال هذا المنتدى قال: “لا زلنا في مناقشة كثير من الملفات، واليوم لدينا جولة في عدد من القنوات الدولية ونعمل على اتفاقيات متعلقة بالتدريب والتطوير لأن هذه ضمن الاستراتيجية التي نعمل عليها اليوم في ليبيا، وإن شاء الله ستكون هناك نتائج معلنة قريباً”.
الشباب والتحديات
خلال تواجدنا في المنتدى كان لنا حديث أيضاً مع الإعلامية جيزيل حبيب التي أكدت: “تلعب المملكة اليوم دوراً رائداً في المنطقة على كل الأصعدة، واليوم الإعلام أصبح أداة فاعلة ومهمة تجذب الشباب، ومن أدوات التغيير نحو الأفضل، واليوم هناك الكثير من التحديات التي يواجهها الشباب ويواجهها العالم، والإعلام لا بد وأن يحاكي أفكار وتطلعات الشباب”.
وأضافت: “اليوم نحن موجودون في الرياض للمشاركة في المنتدى السعودي للإعلام ، وكما تعرفون التكنولوجيا اليوم طرحت نفسها كلاعب أساسي في حياتنا اليومية وليس فقط في عمل الإعلام، وهناك تحديات كبرى سوف نواجهها، والعالم يتوقع مواجهتها، ولكن بالنسبة لي لا شيء يحجب أو يلغي غيره، وإنما يكون هناك تكامل”.
وأشارت إلى أنه “لا بد من أن نتحلى بالثقة بالنفس حتى في ظل الذكاء الصناعي، فهو من صنع الإنسان والإنسان هو الذي يقوم بإدارته، ونتمنى أن تستفيد الفئة العمرية الشبابية من المنتدى في هذا السياق كونه يضيء على كل التحديات وعلى طريقة مواجهة هذه التحديات في وقتنا الحاضر وفي ظل كل ما تشهده المنطقة من تغيرات”.
ونوهت الإعلامية بالدور الذي لعبته “سيدتي” في هذا المجال قائلة: “المحتوى هو الأهم، وأنتم كمجلات اليوم تتناولون الأمور بمرونة مما يسهل الانتقال من مرحلة إلى مرحلة، وهذا يعني أهمية الحفاظ على التاريخ، وأهمية التلاقي مع شباب اليوم، وأنتم كمجلة “سيدتي” لكم دور كبير، “سيدتي” وأنتم في عملية تطوير وتحفيز لأعمالكم لتكونوا أقرب للجيل الجديد، الشباب الذين هم مستقبلنا، وهذا ما عودتنا عليه “سيدتي” دائماً”.
هذا ويذكر أنه كانت هناك إشادة عربية بالمنتدى السعودي للإعلام في نسخه السابقة، والتي واكبتها “سيدتي” عاماً بعد عام.