طرق التعامل والتواصل بين الزوجين في رمضان

شهر رمضان هو شهر المحبة والتآلف الأسري، ويعتبر فرصة ذهبية لتهذيب النفس وتنقيتها، ولترتيب الحياة الزوجية وتنظيم شؤونها، ولاشك أن التواصل بين الأزواج يُعزز من الحب والتفاهم بينهم، ويجعلهم يجتمعون معاً على طاعة الله وعبادته في جو مفعم بالإيمان، فيضفي على الحياة الزوجية مشاعر الألفة والحب، بالسياق التالي، التقت “سيدتي” استشاري العلاقات الأسرية منال خليفة؛ لتعرفك على طرق التعامل والتواصل بين الزوجين في شهر رمضان.
شهر رمضان هو فرصة كبيرة للتقارب الزوجي والتواصل الأسري
تقول استشاري العلاقات الأسرية منال خليفة لـ”سيدتي”: “شهر رمضان هو فرصة كبيرة للتقارب الزوجي والتواصل الأسري، فيمكن للزوجين الاستفادة من الأجواء الروحانية والأوقات الجميلة المصاحبة لهذا الشهر الفضيل، فهذا الشهر يأتي بتغييرات جوهرية في نمط الحياة اليومية؛ حيث الصيام، والتركيز على العبادة والطاعات، والتغييرات في النظام الغذائي، وأنماط النوم، والعمل، وقد تحمل معها العديد من التحديات اليومية والضغوطات التي قد تؤثر على الحياة الزوجية، لذلك ينبغي على كلا الزوجين فهم هذه الضغوطات والتحديات التي قد تواجههما معاً، مع وضع إستراتيجيات للتعامل معها بشكل فعّال خلال هذا الشهر الكريم؛ من أجل الحفاظ على الصيام وباقي العبادات”.
إستراتيجيات فعالة للتعامل بين الزوجين خلال شهر رمضان
تقول منال خليفة: شهر رمضان هو الشهر الذي تجتمع فيه الأسرة وتتواصل على الأجواء الروحانية والعبادات، وعلى مائدة الطعام، سواء السحور أو الإفطار، وللتعامل والتواصل بين الزوجين في شهر رمضان طرق معينة لا بد أن تقوم على أساس:
التسامح
المسامحة الزوجية هي الصفح والتفاهم، وهي أن يسامح كل منهما ما بدر من الآخر من إساءات أو أخطاء، وألا تكون المسامحة فرصة للعبث بالماضي وفتح الأبواب المغلقة التي تمّ طيها، فالتسامح يعمل على قرب الزوجين من بعضهما البعض؛ فيساعدهما على طي صفحات الماضي وتخطّي الخلافات برقي ونضج.
تفادي التوترات العصبية
إن سبب أغلب المشاحنات والتوترات في الحياة الزوجية في شهر رمضان هي العصبية المفرطة لأحد الزوجين أو كليهما، فالصيام قد يكون مجهداً للزوج أو للزوجة بشكل عام، وقد يسبب الإرهاق لهما، وقد ينعكس ويؤثر سلباً على المزاج والحالة النفسية؛ فتصبح لديهما حالة من التوتر والعصبية، لذا لابد من تأجيل أي نقاشات إلى ما بعد الإفطار.
وللمزيد تعرفي إلى: أفكار لكسر الروتين بين الزوجين في رمضان
الصبر
لابد أن يتحلى الزوجان بالصبر والهدوء عند التعامل مع بعضهما إن كانت هناك ضغوط؛ عن طريق الصبر والتفهم، فشهر رمضان يعطينا أعظم الدروس في سعة الصدر، فالصبر والتنازل والتغاضي عن بعض الأمور هي مقومات أساسية لاستمرار الحياة الزوجية، شرط ألا تهان كرامة الطرفين، فالمقصود من الصوم هو تهذيب النفس، وترويض العادات، ولذا فإن على الزوجين أن يحافظا على هدوئهما في هذا الشهر الكريم، ويضبطا انفعالاتهما، ويتحكما في أخلاقهما.
الابتعاد عن العتاب
إن كثرة العتاب تزيد المسافات وتوسع الفجوة بين الزوجين، والمعاتبة بين الشريكين تسهم في إضعاف العلاقة المتينة التي كانت تجمع بينهما، فيجب أن يبتعد الشريكان عن العتاب؛ للمحافظة على روحانية شهر رمضان الفضيل وهدوء أجواء المنزل، فالتعامل بهدوء والابتعاد عن المشاحنات يساعد على حفظ الحياة الزوجية.
التعاون والمشاركة

التعاون بين الزوجين يساعد في تعميق أواصر المحبة بينهما، ويضفي جواً مبهجاً عليهما، وعلى الأسرة ككل، وارتفاع الروح المعنوية للزوجة؛ بسبب شعورها بتعاون زوجها معها في رمضان، فالتعاون في شهر رمضان له بالغ الأثر في إذابة أي خلافات بينهما، ويعد من أهم الأمور التي تعيد الحياة الزوجية إلى مسارها الصحيح، فالأصل في الزواج المشاركة والتعاون والشعور بالآخر وتقديره، إلى جانب إعطاء الفرصة لتدفق كثير من المشاعر الطيبة بين الزوجين.
التقدير والامتنان
الشعور بالامتنان والتقدير له مفعول السحر على العلاقة بين الزوجين، فلابد من تقدير الشريكين لبعضهما، كذلك تقدير جهود الزوجة، وشكرها والامتنان لها على كل ما تقوم به تجاه الزوج وتجاه أسرتها، فتحمّل الزوجة للضغوط ومتاعب الحياة لا بد أن يقابله تقدير، خاصة إذا قدمت جهداً كبيراً غير عادي، سواء في تجهيز الإفطار بشكل يومي، أو تجهيز العزومات للأهل والأحباب، وتنظيف المنزل، إلى جانب الاجتهاد في العبادات طوال الشهر الكريم، لذا يجب تكريمها وتوجيه الشكر لها.
التواصل العائلي
التواصل بين الزوجين في شهر رمضان يخلق جواً جديداً من الترابط والتراحم والتواصل الأسري، وهو من العوامل المهمة لنجاح الحياة الزوجية، ومهارة ضرورية لتماسك الأسرة وترابطها وفهم كل طرف لميول واتجاهات الشريك الآخر، والحد من حدوث خلافات، وإعادة ترميم العلاقات الاجتماعية والتسامح.
إظهار الود والحب
شهر رمضان هو شهر الرحمة والود والحبّ والخير، فلابد أن يتعامل الزوجان بالود والرحمة، وعلى الزوج أن يساعدها في أعمال البيت، وأن يتعاونا معاً على أعمال الطاعة؛ من قيام ليل وتراويح، ومحاولة إزالة أي سوء تفاهم؛ حتى لا يعكر جو العبادة في رمضان.
أداء الطاعة والعبادة معاً
من الأمور التي تنشر التواصل بين الزوجين في شهر رمضان وتكرس للسعادة والدفء في الأسرة؛ أن يقوم الزوجان بأداء الطاعة معاً، سواء قراءة القرآن، أو الذهاب للصلاة، أو تخصيص دقائق قبل الإفطار للدعاء، وهذه الأمور تضفي جواً من الألفة على البيت، وعلى كلا الزوجين استغلال هذا الشهر الكريم، وعلى الزوج أن يعلّم أسرته فضائل رمضان، ويحثهم على الصدقة وصلة الرحم، وغير ذلك من أعمال البر.
قد ترغبين في التعرف إلى: كيف أتعامل مع الزوج العصبي في رمضان