عبارات لا تقوليها للحامل في الثلث الأخير.. قدمي الدعم ولا تزيديها قلقاً
تشعر الحامل بالخوف وخاصة في الشهر السابع أو الثامن؛ لاحتمال حدوث ولادة مبكرة. أما معاناتها النفسية؛ فتظهر من إزعاجها من تزايد وزنها، ومن طبيعة عملية الولادة القادمة، وأحياناً تشعر بالخوف من حركة الجنين الزائدة ومرات من انعدام الحركة تماماً من دون أن تعرف الأسباب.
وهنا يجب على المحيطين بها تقديم الدعم والرعاية، من دون ذكر عبارات تُقال للحامل لكنها تؤثر سلباً في مزاجها، في هذا التقرير نستعرض أهم تلك العبارات، مع التركيز على تأثيرها وكيفية تغييرها بكلمات أكثر دعماً. اللقاء ومديرة قسم التمريض بأحد المستشفيات الحكومية سعاد القاضي، التي تحكي من واقع تجارب عايشتها مع نزيلات قسم الولادة.
لماذا يجب الانتباه لما نقوله للحامل؟
عندما تكون المرأة في الثلث الأخير من الحمل، تكون في مرحلة مليئة بالتغييرات الجسدية والنفسية، وتصاحبها مشاعر القلق، الترقب، والخوف أحياناً من المستقبل؛ ما يجعلها أكثر حساسية تجاه التعليقات التي قد تبدو عادية للأشخاص من حولها، وقد تؤدي بعض العبارات غير المدروسة إلى شعور المرأة بعدم الراحة أو الإحراج، خاصةً إذا كانت تتعلق بشكل جسدها أو توقعات الولادة؛ لذا فإن اختيار الكلمات المناسبة يمكن أن يكون له تأثير كبير في حالتها النفسية.
“هل أنت متأكدة أنك تحملين طفلاً واحداً؟”
هذه العبارة، التي قد تُقال بنية المزاح، رغم أنها واحدة من أكثر العبارات الشائعة التي تُقال للمرأة الحامل في الثلث الأخير؛ فإنها تُعتبر في كثير من الأحيان غير لائقة ومحرجة، في هذه المرحلة من الحمل، يتغير شكل جسم الحامل بشكل كبير، ويصبح حجم بطنها أكبر مع تقدم الحمل؛ لذا من غير المناسب مقارنة حجم بطنها بمعايير غير دقيقة، وبدلاً من ذلك يمكنك قول شيء مثل: “أنت تبدين رائعة!”؛ فهذه العبارة تعزز من ثقة المرأة بنفسها وتشعرها بالإيجابية.
“يبدو أنك على وشك الولادة في أي لحظة!”
الحقيقة هي أن المرأة الحامل في الثلث الأخير قد تسمع هذه العبارة بشكل متكرر، حتى لو كانت لا تزال على بعد أسابيع من موعد الولادة، وهذه الجملة تزيد من شعور القلق لديها، خاصةً إذا كانت تشعر بالتوتر حول موعد الولادة المتوقع.
الحوامل في هذه المرحلة يعانين بالفعل من ضغط الوقت والترقب، ولا يحتجن إلى مزيد من القلق حول احتمالية الولادة المبكرة
بدلاً من ذلك يمكن أن تستخدمي كلمات مثل: “كيف تشعرين الآن؟“؛ ما يعطي الفرصة للحامل للتعبير عن مشاعرها من دون أن تشعر بالضغط الزائد.
لماذا تخاف الحامل من الولادة المبكرة في الشهر السابع؟
“نامي الآن؛ لأنك لن تنامي أبداً بعد الولادة”
هذه العبارة ليست فقط غير مفيدة، بل قد تجعل المرأة تشعر بالخوف من المرحلة المقبلة، وتزيد من القلق حول الحياة مع الطفل الجديد، بالإضافة إلى ذلك، فإن النوم في الثلث الأخير من الحمل قد يكون بالفعل صعباً بسبب الأوجاع الجسدية أو صعوبة إيجاد هيئة مريحة للنوم، وبدلاً من ذلك يمكنك تشجيعها بقول شيء مثل: “ستكونين أماً رائعة، وكل شيء سيكون على ما يُرام” هذا النوع من العبارات يطمئن الحامل ويعزز ثقتها بقدرتها على التعامل مع المستقبل.
“هل اكتسبتِ الكثير من الوزن؟”
التغيرات الجسدية خلال الحمل أمر طبيعي، ولكن التحدث عن الوزن قد يكون موضوعاً حساساً للغاية بالنسبة للعديد من النساء، هذه العبارة قد تجعل الحامل تشعر بعدم الراحة أو بالإحباط، خاصة إذا كانت قلقة بالفعل بشأن جسمها.
بدلاً من ذلك ركزي على الدعم العاطفي بدلاً من الحديث عن الشكل الجسدي، مثل قولك: “أنت تقومين بعمل رائع حقاً في هذه المرحلة“.
طالعي هذا التقرير عن: كيفية التعامل مع زيادة الوزن
“هل ما زلتِ تعملين؟”
في الثلث الأخير من الحمل، قد يتوقع البعض أن تتوقف المرأة عن العمل أو أن تقلل من نشاطها، لكن هذا ليس الحال دائماً، بعض النساء يفضلن الاستمرار في العمل حتى اللحظة الأخيرة، سواء للحفاظ على روتينهن أو لتحويل انتباههن عن القلق؛ لذلك فهذه العبارة قد تشعر المرأة بأن اختياراتها غير صحيحة وتُنتقد. بدلاً من ذلك حاولي قول: “من الرائع أنك تديرين كل شيء بشكل جيد!”؛ فهذا يعزز شعورها بالكفاءة.
“هل قررتِ كيف ستلدين؟”
السؤال عن خطط الولادة قد يبدو غير مؤذٍ، لكنه قد يضع الحامل في موقف دفاعي أو يجعلها تشعر بالضغط لاتخاذ قرار، بعض النساء قد يكنَّ مترددات بشأن خطة الولادة، أو قد يفضلن عدم مناقشة هذا الموضوع لأسباب شخصية، وبدلاً من ذلك: يمكنك قول: “أتمنى أن تكون تجربة الولادة الخاصة بك سلسة“؛ فهذا يعبر عن الدعم من دون الحاجة إلى التدخل في قرارات شخصية.
“أنا ولدت خلال نصف ساعة فقط!”
على الرغم من أن بعض النساء يحببن مشاركة تجاربهن في الولادة؛ فإن هذه المقارنة قد تكون مزعجة للحامل التي قد تكون متخوفة من عملية الولادة. كل امرأة لديها تجربة مختلفة، ومثل هذه العبارات قد تجعل الحامل تشعر بالخوف أو أنها ليست مستعدة بما يكفي، وبدلاً من ذلك من الأفضل تجنب مشاركة قصص الولادة الشخصية إلا إذا طلبت الحامل ذلك. ركزي بدلاً من ذلك على تشجيعها ودعمها.
“هل تشعرين بالخوف من الولادة؟”
هذا السؤال يضع المرأة في موقف قد تشعر فيه بأنها مطالبة بالإجابة بطريقة معينة، نعم العديد من النساء يشعرن بالقلق أو الخوف من الولادة، ولكن طرح هذا السؤال قد يزيد من هذا الشعور ويجعله أكثر وضوحاً، وبدلاً من ذلك استخدمي عبارات مثل: “أنا واثقة أنك ستقومين بعمل رائع”؛ هذا النوع من الدعم العاطفي يساعد المرأة على الشعور بالقوة.
كيفية دعم المرأة الحامل في الثلث الأخير
بدلاً من التركيز على الأسئلة والعبارات التي قد تثير القلق أو الإحراج، يجب أن نركز على تقديم الدعم العاطفي والتفهم للحامل، مع اقتراب موعد ولادتها، ومرورها بفترة الانتظار، ستشعر بأن الوقت يمر ببطء شديد، ولكن هذا الأمر يكون في مصلحتها بلا شك، حيث سيكون أمامها الكثير من الأمور لتقوم بها، منها:
- قومي بالاطلاع من خلال صفحات الإنترنت والقراءة على طريقة الإرضاع الصحيحة لطفلك؛ فأنت بالتأكيد لم تعتادي ممارسة الرضاعة الطبيعية، وجهلك بهذا الأمر قد يسبب بعض الأذى لثدييك.
- توجهي إلى شراء سرير لصغيرك على أن يحتوي على مواصفات الأمان كاملة، واختاري مكاناً له في غرفتك قريباً من سريرك، إلى حين انتقاله بعد فترة إلى غرفته، وإلا فستكون أضرار نوم صغيرك بجانبك كثيرة.
- قومي بتجهيز حقيبة الولادة مبكراً؛ لتكوني مستعدة في أي وقت، فعند دخولك الشهر التاسع من الحمل، تصبحين مهيأة في أي لحظة لحدوث ألم الولادة، وحينها بالتأكيد ستتوجهين بسرعة إلى المستشفى.
- حاولي تحضير بعض المأكولات وتفريزها لتسهل عليك الأمر؛ حيث إن الطبخ بعد ذلك سيأخذ منك الكثير من الوقت، لأن صغيرك سيأخذ وقتك.
- قومي بتجهيز وتركيب كرسي السيارة الخاص بصغيرك مبكراً، ولا تنتظري لحظة الولادة لتقومي بتركيبه؛ فعندما تذهبين للولادة سيسيطر عليك أنت وزوجك القلق والارتباك، ولن تستطيعا عمل شيء.
- لا تنسي تدليل نفسك بالحصول على ساعات طويلة من الاسترخاء؛ إذ لن تستطيعي الحصول على هذا الأمر بعد الولادة لوقت طويل.
* ملاحظة من”سيدتي”: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.