عبد الله الطراروة يتحدث لـ«سيدتي» عن توليفة نجاح “ملح وسمرة” ومشاركته في “عماكور” و”مجاريح”
السينما.. فيلم “عماكور”
في البداية.. حدثنا عن الأسباب الرئيسية التي دفعتك للتواجد في فيلم “عماكور”؟
الأسباب الرئيسية وراء مشاركتي في فيلم “عماكور”، هي حب النص والإيمان بفكرة العمل، التي كتبها المؤلف محمد المحيطيب، ورؤية المخرج أحمد الخضري، فهم شباب سينمائيون لهم تجارب في المهرجانات السينمائية، التي تهتم بعرض الأعمال السينمائية النوعية، التي لا يشاهدها الجمهور العادي، وهنا أريد التطرق لأمر آخر، وهو أن فيلم “عماكور” هو فيلمي الخامس في الكويت؛ خاصة وأنني اعتدت كل عام في الكويت أو الخليج، على تقديم فيلم سينمائي، ولكن توقفت خلال فترة جائحة “كورونا”؛ فالجميع يعرف أن التجارب السينمائية في الخليج بسيطة، ولكن هناك محاولات ومجهود يُبذل لعمل حركة في الكويت والخليج، نشجع من خلالها المنتجين وباقي النجوم على أخذ هذه الخطوة؛ إضافة إلى تشجيع الجمهور على حضور ورؤية أفلام خليجية وكويتية، من دون التأثر بالتجارب التي تقدَّم وتكون دون المستوى؛ خاصة وأن هناك أفلاماً جيدة، أقدّمها أنا وغيري من دون المدح في نفسي، من الشباب المبدعين السينمائيين، تكون بمواصفات عالمية.
بما أن فكرة الفيلم تدور حول هوس السوشيال ميديا، هل سيسلط الفيلم الضوء على سلبياتها فقط؟
بكل تأكيد توجد إيجابيات من جانب وسائل التواصل الاجتماعي بوجه عام، ولكن أكثر شيء في الفيلم هو محاولة تسليط الضوء على الأشياء السلبية في هذا الأمر؛ حتى تتم معالجتها من الناحية الدرامية؛ لأنه في كل عمل فني، سواء مسرح أو تلفزيون أو سينما، يتم من خلالها طرح قضية والتركيز على الأمور السلبية؛ حتى نضع لها حلاً وعلاجاً أو حلولاً كثيرة، نرى من خلالها ما الذي يناسب المتلقي أو الجمهور.
الكثير يتساءل عن معنى اسم الفيلم “عماكور”؟
“عماكور” في الخليج وبصفة خاصة في الكويت، هي لعبة شعبية قديمة يمارسها الشباب في “الفريج”، أو كما تُعرف لدى البعض باسم “الحارة”، وهي تعتمد على مجموعة من الشباب يقف أحدهم في المنتصف، ثم يتم وضع قطعة قماش على عينه، عقب ذلك يحاول الإمساك بأيّ شخص يشارك معه في اللعبة، في ظل ترديد المشاركين في اللعبة عبارة “عماكور طاح بالتنور”، وإذا نجح في ذلك، يكون قد ربح، ويتم بعدها تغطية عين الشخص الذي تم الإمساك به بقطعة قماش وهكذا، وهنا أريد التنويه على شيء، وهو أنه خلال أحداث الفيلم، أقدّم شخصية تدعى “عمار”، ولها اسم مستعار على السوشيال ميديا باسم “عماكور”، والفيلم مبني على اللعبة القديمة، وبه نوعية سينمائية ممزوجة ببعضها، مَن يرى الفيلم سوف تتضح له الرؤية ويعرف هذا المزيج.
كيف تتعامل مع الـ «سوشيال ميديا» وهل تسهم في شهرة الفنان؟
بكل تأكيد السوشيال ميديا مهمة جداً لي ولأي فنان، وخاصة “الإنستغرام”، الذي يُعتبر بمثابة “c.v” للفنان أو الممثل أو المطرب؛ لأنه يتيح لأيّ شخص الدخول على صفحته لمعرفة الجديد الذي يقدمه وأحدث أخباره الفنية.
أما عن مساهمتها في شهرة الفنان أو أي شخص؛ فهذا الأمر ليس ضرورياً؛ لأن الهدف الأساسي منها هو التواجد من أجل عرض الأخبار الفنية التي تخص كل ممثل، وأيضاً التواصل مع الجمهور، والجانب الأهم هو معرفة آرائهم بطريقة مباشرة على الأعمال الفنية التي تُعرض، وهل هي نالت إعجابهم أم لا، هذه هي الاستفادة من السوشيال ميديا من وجهة نظري.
توليفة نجاح “ملح وسمرة”
ملح وسمرة من الأعمال الدرامية المميزة التي شاركت بها، برأيك السر وراء نجاح هذا العمل؟
السبب وراء نجاح مسلسل ” ملح وسمرة“، هو المثلث المميز؛ بدايةً من الكاتب المبدع المحترف الدكتور حمد الرومي، وأيضاً المخرج الرائع الأستاذ علي العلي، والفنانة القديرة المحترفة الأستاذة هدى حسين؛ إضافة إلى وجود منتج رائع ومميز أيضاً للعمل هو الأستاذ جمال سنان “إيغل فيلمز”؛ إضافة إلى مدير التصوير الأستاذ محمد مغراوي، إلى جانب مجموعة كبيرة خلف الكواليس، والتي عملت باحترافية عالية، والتي إذا بحثتَ عنها، ستعرف أن العمل كُتب له النجاح، أو كما يقال: “الكتاب باين من عنوانه”.
المسلسل كان به مشاهد تطرقت لموضوع “التنمر” وأيضاً “التحرش” بطريقة الفلاش باك، هل هذان الأمران هما رسالة العمل الأساسية؟
أعتقد أن هذا السؤال يوجَّه لكاتب العمل؛ لكونه صاحب الفكرة والسيناريو والحوار، ولكن أعتقد من وجهة نظري، من بين رسائل التي كان يحملها العمل، هي التنمر والعنصرية والتحرش وغيرها من الرسائل، منها المباشرة وغير المباشرة، وهناك اعتقاد آخر من وجهة نظري، هى أن الرسالة الأساسية للعمل قائمة على أنه لا شيء في الحياة أهم من العائلة والأسرة بعد الله، عز وجل.
شخصية “أحمد” التي قدمتها خلال أحداث العمل، كيف كان تحضيرك لها؛ خاصة وأنها من الشخصيات المليئة بالمشاعر والعاطفة؟
مثل التحضير لأيّة شخصية قدمتها سابقاً، ودائماً أتمنى أن يصل لي نص العمل قبل تصويره بفترة طويلة؛ خاصة وأنه في الخليج، عندما يتم عرض نص العمل عليك، يتم بعدها بدء التصوير سريعاً، وهنا لا يوجد الوقت الكافي للبروفات وخلافه، وأنا صراحة أحتاج إلى وقت للتحضير للدخول في كافة تفاصيل الشخصية؛ إضافة لوجود طقوس خاصة بي أعتبرها من سر أسرار المهنة.
أما عن شكل وهيئة شخصية “أحمد” في المسلسل، ساهم فيها الماكير ياور إسكندري وفريق المكياج، والماكير الشخصي لي الأستاذ محمد توكل، الذي ساهم بنسبة 50% من الشكل الخارجي للشخصية، أما الـ 50% الأخرى، والتي بها انفعالات وحس داخلي، أنا الذي قمت بالعمل عليها.
جمعك أكثر من مشهد بالفنانة هدى حسين، كيف كان التعامل معها؟
فخور بالتعامل مع الفنانة القديرة هدى حسين، و”ملح وسمرة” ليس العمل الأول الذي يجمعني بها؛ فتعاونت معها في أكثر من عمل درامي ظهرت من خلاله بدور والدتي، وإن شاء الله، القادم أكون متواجداً معها، وأريد أن أوجه لها رسالة شكر لثقتها بي وإيمانها وقناعتها فيما أقدمه؛ خاصة وأن العمل معها يجعلك كبيراً؛ لأنها فنانة كبيرة ومن أرقى النجوم الذين تعاملت معهم، مثلها مثل باقي النجوم الذين شرفت بالتعاون معهم، مثل الفنانة حياة الفهد، والفنانة سعاد عبد الله؛ فالتعاون مع جميع هؤلاء، يجعل الفنان كبيراً؛ لأنك تتعلم منهم كيفية التحضير للعمل والالتزام وأيضاً الإنصات لنصائح وتوجيهات المخرج.
“مجاريح” تجربة مهمة ممزوجة بمشاعر من القلق
تألقت في موسم دراما رمضان الماضي من خلال مسلسل “مجاريح” صف لنا هذه التجربة؟
“مجاريح” من التجارب الهامة التي شاركت بها، وكانت ردة الفعل عليه قوية، وشعرت من خلاله بالنجاح، وبذلت مجهوداً كبيراً قبل التصوير وأثناء التحضير للشخصية؛ بل وشعرت أيضاً وقتها بتخوف وقلق شديد من آراء الجمهور؛ تحسباً لعدم إعجابهم بالشخصية التي أقدمها، وأعتقد أن هذا الأمر شيءٌ صحي؛ لأن الثقة الزائدة في بعض من الأوقات في النفس والشعور بتقديم شيء قوي للجمهور، من الممكن أن يصبح شيئاً عكسياً على الممثل.
وفي النهاية أنا فخور بهذه التجربة لتواجدي مع القامة الفنية الكبيرة الأستاذة سعاد عبد الله، والتي تعاونت معها من قبل، ولكن ما يميز هذه المرة، هو أن دورها معي كان مختلفاً، وأريد أن أشكرها على ثقتها بي وعلى الملاحظات التي قدمتها من أول يوم تصوير مع مخرج العمل عيسى ذياب ومساعديه.
شخصية “عبد الله” التي قدمتها خلال أحداث “مجاريح”، كانت مليئة بالشر، ألم تقلق من تقديم هذا اللون لمحبيك ومتابعيك؟
بكل تأكيد، كان يوجد تخوُّف من تقديم الشخصية، وحرصت على الاتفاق مع الأستاذة سعاد عبد الله والمخرج عيسى ذياب والكاتب جمال سالم، الذي كتب فكرة المسلسل بطريقة جميلة ومميزة بها تمعن شديد ودقة؛ حيث تناقشت معهم لوضع لمسات خفيفة من الكوميديا؛ حتى نخفف من جرعة الشر بها؛ خاصة أن عرض المسلسل كان في شهر رمضان الفضيل؛ فكنت حريصاً على عدم خدش حياء المشاهدين؛ لذلك فضلت أن تكون شخصية “عبد الله” مغلفة بالكوميديا.
والشيء المطمئن في الموضوع، هو أن هذه الشخصية في النهاية، أخذت جزاءها، وأنا أحب الأدوار التي يكون لها نهاية وبالأخص الشخصية الشريرة مثل “عبد الله”، لما قام به من ظلم تجاه جدته والآخرين؛ حيث تعرّض لحادث أصبح بسببه طريحاً للفراش، وهذا الأمر جعل البعض يتعاطف معه في النهاية.
الوقت المستغرق للتحضير لشخصية “عبد الله” خاصة وأنك ظهرت بهيئة مختلفة تماماً عن باقي المشاركين في العمل؟
صراحة استغرقت وقتاً كبيراً قرابة شهرين إلى ثلاثة شهور على صوت الشخصية وهيئتها و”الريآكشنات” الخاصة بها، إلا أن الجميل في الموضوع، هو أن الأستاذة سعاد عبد الله، والمخرج عيسى ذياب ومساعديه، قرروا أن يجتمعوا بالكاست المشارك بالمسلسل في مكتب الفنانة سعاد عبد الله بالكويت؛ لإجراء بروفات على قراءة النص، وبعدها عمل كل شخص بمفرده لفترة شهر تقريباً، إلى أن تم الاجتماع مرة أخرى أكثر من مرة، وقراءة الجميع مع بعضه البعض وشعرنا وقتها بالتطور.
هل سنرى لك عملاً درامياً في رمضان 2024؟
إلى الآن لم يتم الاتفاق على أيّ عمل، ولكن حالياً أبحث عن نص مميز وشخصية لم أقدمها في أعمالي السابقة؛ خاصة وأنني لن أرضى التواجد أو المشاركة في عمل درامي أقل من مستوى مسلسل “ملح وسمرة”، و”مجاريح”.. لا يمكن أن أقدم شيئاً أقل من هذا المستوى.
وماذا عن طموحاتك في المستقبل؟
أتمنى التوسع في ساحة الأعمال العربية، وهذا هدفي وطموحي، سواء مشاركتي في عمل فني بمصر أو سوريا أو لبنان وغيرها من البلدان العربية، أو حتى خارج الدول العربية، ولكن أطمح أن أكون على مستوى الوطن العربي، وهذا ما أتمناه مستقبلاً.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»