علماء يحلون لغز إشارة غامضة تلقوها من الفضاء الخارجي
شهد عام 2022 على لغزًا أثار دهشة علماء الفلك، حيث اكتشف تلسكوب راديوي انفجارًا للطاقة قادمًا من مجرة تبعد حوالي 200 مليون سنة ضوئية عن الأرض، ورغم أن هذا الانفجار لم يستمر سوى مللي ثانية، إلا أن طاقته كانت كافية لتفوق مجرات بأكملها وتم وضع فرضية تفيد بأنه بمثابة إشارة من حضارة فضائية متقدمة.
وبعد أكثر من 4 سنين من الواقعة، يعود العلماء مرة أخرى ليوضحوا أن الانفجار الراديوي السريع نشأ من منطقة صغيرة قريبة للغاية من نجم نيوتروني دوار، وهو بقايا كثيفة للغاية لشمس ميتة، ويوضح علماء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن الانفجار جاء من طبقة من المجالات المغناطيسية القوية التي تحيط بنجم نيوتروني دوار، وعرفت باسم الغلاف المغناطيسي.
اكتشاف لغز إشارات الفضاء الخارجي
حسب ما ذكر في صحيفة dailymail.، فإن المفاجأة هنا تكمن في أن هذه المرة الأولى التي يتمكن فيها علماء الفلك من تحديد أصل إحدى هذه الإشارات الغامضة، رغم اكتشاف آلاف من FRBs، وتعليقًا على هذا الأمر صرح البروفيسور كيوشي ماسوي، المؤلف المشارك: “لا يمكن للذرات أن توجد حول هذه النجوم النيوترونية شديدة المغناطيسية، والمعروفة أيضًا باسم النجوم المغناطيسية ستتمزق فقط بواسطة المجالات المغناطيسية”.
وتابع الشيء المثير هنا هو أننا نجد أن الطاقة المخزنة في تلك المجالات المغناطيسية، بالقرب من المصدر، ملتوية وقابلة للتكوين بحيث يمكن إطلاقها كموجات راديو يمكننا رؤيتها على بعد نصف الطريق عبر الكون”.
ويرجع سبب تشكل النجوم النيوترونية إلى انفجار نجم يبلغ حجمه حوالي 7 إلى 19 ضعف حجم شمسنا، تاركًا وراءه نواة كثيفة من المادة المضغوطة، المدهش أن هذه النجوم تحتوي على ما يصل إلى ضعف كمية المادة الموجودة في الشمس.
كثافة النوى النجمية مقارنة بالأرض
أكد العلماء أن النوى النجمية كثيفة لدرجة أن قطعة بحجم مكعب سكر من مادة النجم النيوتروني تزن مليار طن على الأرض، وبالتالي فهي تعد من أكثر الأجسام كثافة التي يمكننا مراقبتها مباشرة، منذ رصد أول موجة راديوية سريعة في عام 2007، اكتشف الباحثون آلاف هذه الانفجارات القصيرة ولكن المكثفة في كل مكان من مجرتنا إلى 8 مليارات سنة ضوئية.
وفور اكتشاف هذه الانفجارات، تبادر العلماء في تقديم الاقتراحات حول سببها، فالبعض أشار إلى أنها قد تكون ناجمة عن المجالات المغناطيسية القوية المحيطة بالنجوم النيوترونية البعيدة، وفي هذا الإطار تقول الباحثة الرئيسية الدكتورة كينزي نيمو “في هذه البيئات من النجوم النيوترونية، تكون المجالات المغناطيسية في الواقع عند حدود ما يمكن أن ينتجه الكون، يعتقد الباحثون أن هذه الإشارة القوية نشأت من داخل المجالات المغناطيسية المحيطة بنجم نيوتروني، عندما مرت هذه الانفجارات عبر الغازات في مجرة أخرى، انقسمت إلى مسارات متعددة “موضحة” مما تسبب في وميض الإشارة في السطوع”.
أسرار حول إشارات الراديو الغامضة عام 2022
في دراسة نشرت في مجلة Nature، ركز الباحثون على نبضة راديوية تم رصدها في عام 2022 بواسطة تجربة رسم خرائط كثافة الهيدروجين الكندية، وذلك باستخدام 4 أجهزة استقبال راديو كبيرة على شكل نصف أنابيب، اكتشف العلماء نبضة مدتها ميلي ثانية أطلق عليها اسم FRB 20221022A، ووفقا للضوء الشديد الناتج عنها استنتج الباحثون أن مصدرها من المرجح جدًا أن يكون دوارًا.
وتبين أنFRB نشأت من موجة صدمة على بعد عشرات الملايين من الكيلومترات من النجم النيوتروني، رغم أنها خرجت من مجرة تبعد عن أقرب مجرة مجاورة لنا أكثر من عشرة أضعاف المسافة، وتعادل هذه المسافة الطريق بين إدنبرة إلى كيب تاون في جنوب أفريقيا.
تابعي أيضا ملياردير يستعد لرحلة غامضة عبر طبقة الستراتوسفير عام 2025
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس