عمر القرق من أسبوع دبي للتصميم: جرأة في الأشكال والألوان في معروضات مصممين من الإمارات
تحت شعار “إلهام الناس الهدوء والاستمتاع بلحظاتهم”، وقف المصمم الإماراتي عمر القرق، أمام معرض “مصممين من الإمارات” في نسخته الخامسة هذا العام، والذي يقام كحدث رئيسي خلال أسبوع دبي للتصميم 2024. يسلط المعرض الضوء على 30 مصمماً مبدعاً، ممن يركزون على تقديم أعمال تبرز شغفهم وتكون بمثابة ملاذات هادئة في عالم اليوم سريع التغير، كما يهدف المعرض إلى تشجيع الجمهور على الهدوء والتفاعل مع الأشياء الوظيفية التي تحمل صدى عاطفياً وتجسد التصميم المدروس والمفيد.
إعداد : لينا الحوراني
“سيدتي” جالت في المعرض، وحاورت هذا الفنان الإماراتي الشاب.
معرض خاص بمواهب الإمارات في مجال التصميم
يضم المعرض أعمال المصممين الناشئين في الإمارات، والتي تعكس إبداعات الجيل الجديد من المواهب والأفكار الخلّاقة. تشمل الأعمال معروضات الأثاث، والإضاءة، والأكسسوارات، والمجوهرات، والمشاريع القائمة على الأبحاث المتعلقة باستكشاف المواد، والمساحات الحضرية، فيما يسعى المصمم عمر القرق المولود في دبي، ومؤسس “Modu Method”، دائماً إلى الجمع بين الإبداع والمجتمع والوظائف في عمله، الذي نال استحساناً عالمياً، حيث تطمح أعماله إلى حل المشكلات العملية بأخلاقيات التصميم المدروسة، وهذا ما أرشد إليه المشاركين؛ لاكتشاف أبعاد جديدة في المواد والأشكال. يقول القرق عن تكليفه بدور القيّم: “أشعر بالإنجاز، إذ تمثل هذه المشاركة لحظة اكتمال لمسيرتي المهنية، فبعد أن أطلقت علامتي الخاصة للمرة الأولى في هذا المعرض، خلال السنوات السابقة، وأتيحت لي، خلال هذه الفترة، الفرصة لمقابلة العديد من المصممين الجدد الموهوبين، بشكل لا يصدق، وتعلمت منهم أيضاً؛ لكنني لاحظت أن المصممين الصاعدين أكثر جرأة ومغامرة في أشكالهم وألوانهم، وهو أمر لطيف للغاية. وها أنا أعود الآن بدور القيّم على النسخة الخامسة من هذا الحدث المرموق”.
حل المشكلات من خلال التصميم
يسعى القرق إلى تعزيز التصميم، الذي يسهل الوصول إليه، وتوسيع نطاقه عالمياً، مع الاستيحاء من التراث العربي. تهدف تصاميم القرق إلى سرد قصص ذات مغزى، وإثراء مشهد التصميم بمهارة. يستدرك قائلاً: “أعتقد أنه طالما نضع الناس في الاعتبار عند التصميم، فسوف نتمكن من إيجاد التوازن بين كل هذه الأشياء. نحتاج إلى أن نسأل أنفسنا: ما الذي يريده الأشخاص/المجتمع الذي نصمم له حقاً مما نصنعه؟ ثم نأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن المشكلات التي يمكننا حلها من خلال التصميم”. يتابع قائلاً: “يأتي دمج عناصر من تراثي الثقافي، بشكل طبيعي ولا شعوري. لا أحاول فرض ذلك في تقييمي للقطع الفنية في معرض فنون التصميم هذا، لكنني أحب أن أروي قصة من خلال تصاميمي، وأجعلها تفاعلية قدر الإمكان، هذا النهج يجعل الناس يتفاعلون أكثر مع تصاميم تجمع بين الأبعاد الثقافية والوظيفية، بشكل عفوي وسلس، ما يمنحها جاذبية عالمية دون أن تفقد جذورها المحلية”.
أعمال المصممين المشاركين
يشارك هذا العام نحو 10 مصممين إماراتيين، يقدمون أعمالاً تعكس روح المعرض من خلال مزج التقليد بالإبداع، بينهم:
- المصممة علياء الحوسني، وقد قدمت قطعة Bencher، وهي عبارة عن مقعد متعدد الوظائف يتحول إلى سلم، ويجمع بين البساطة والأناقة العملية باستخدام الخشب الصلب.
- المصممة شيخة العزيزي، التي أبدعت في تصميم «شمس»، عبارة عن خزانة جانبية حديثة مستوحاة من «المندوس» التقليدي الإماراتي، ما يجسد الهوية التراثية بأسلوب معاصر.
- المصممة وفاء الفلاحي، التي ابتكرت مصباح «سبروتس»، وصنعته من البلاستيك الحيوي والصلب، بصورة تعبر عن دورة النمو في الطبيعة، وتحتفي بالترابط بين الحرفية الإنسانية والعالم العضوي.
يعكس هؤلاء المصممون، بأساليبهم المتنوعة، روح المعرض؛ من خلال المزج بين التقليد والإبداع لخلق قطع عملية وذات معنى عميق تتناغم مع التأثيرات الثقافية والإقليمية الغنية لدولة الإمارات، ما يعد مثالاً رائعاً على تطور علامة «صنع في الإمارات» في مجال التصميم.
مجتمع إبداعي
المصمم عمر القرق، الذي يحاول دائماً أن يجعل تصاميمه تحتوي على أكثر من وظيفة واحدة حتى يكون لها نطاق أوسع من الاستخدامات، يتذكر القطعة الأكثر أهمية من تصاميمه؛ (سبايك) Spike. يقول عنها إنها “أول قطعة صممتها على الإطلاق لـ(مودو) MODU، وجاء الإلهام من عدم الراحة الناتج عن الفوضى، وهي شمّاعة للمعاطف لتحل مشكلة الفوضى، ليس في خزانة الملابس فحسب”. وهو لاحظ في تصاميم الشباب المعاصرة تلك الجرأة التي لم يكن يشهدها منذ سنوات؛ في الماضي كانت تصاميم الشباب تقتصر على الألوان، التي يمكن وصفها بالألوان الرتيبة، لكنهم مؤخراً باتوا يختارون جميع الألوان، فتراها حاضرة في أعمالهم، بأعمق مدلولاتها. ويرى أن هذا الأمر يتطور بشكل إيجابي؛ فيقول: “ننمو كمجتمع إبداعي، ونستمر في دعم بعضنا البعض عندما يتعلق الأمر بالتصميم”.
لقاءات المبدعين
يجد المصمم عمر أن “مشهد التصميم في دبي ينمو بطريقة جميلة؛ بفضل المبادرات؛ مثل أسبوع دبي للتصميم، الذي يسهم في تسهيل اللقاءات بين المبدعين. ويعلّق: “خلال هذه الفعاليات، يمكن للمصممين أن يلتقوا ببعضهم البعض وبالعملاء المحتملين المهتمين بمجالهم، ما يوفر تبادلاً مثمراً للملاحظات والتجارب، وهذه التفاعلات تمنح الجميع الفرصة للنمو والتعلم من خلال النقاشات والخبرة”.