عناصر الفن الشعبي ورموزه.. وما يمثله للهوية والتراث
يعتبر الفن الشعبي خليطاً من الفنون النفعية التي نحتاج إليها في حياتنا اليومية، وهو يعد أحد أنواع الفنون الجميلة، ويشمل الفن الشعبي جميع أشكال الفنون المرئية التي تُصنع في سياق الثقافة الشعبية ويتخذ ألواناً عدة في البلد نفسه تبعاً للبيئة وطبيعة المكان، ففنون أهل الساحل تختلف عن فنون أهل البادية أو الريف، كما يعرف بأنه التعبير الفني لمختلف التقاليد والثقافات من حول العالم بواسطة أدوات بسيطة.
الفن الشعبي معبر عن المجتمع
يقول الفنان التشكيلي محسن رستم لسيدتي : يعتبر الفن الشعبي بشكل عام من الفنون المتوارثة من جيل إلى جيل آخر، فهو يمثل تواصلاً فكرياً و نفسياً و اجتماعياً بين الماضي والحاضر، وذلك بهدف حمايته والمحافظة عليه من الضياع، ويعد شكلاً من أشكال الفن، والذي يختلف من بلد إلى آخر، وتختلف صوره باختلاف الشعوب والذي غالباً ما يكون تعبيراً عن المجتمع، كما يعرف بأنه التعبير الفني لمختلف التقاليد والثقافات من حول العالم بواسطة أدوات بسيطة، أو التعبير عن الهوية من خلال إيصال الجماليات والقيم المشتركة للمجتمع.
للفن الشعبي مقومات و عناصر ورموز
يقول رستم إن الفن الشعبي لا يحتاج إلى عناء أو وقت طويل للتعرف إلى عناصره، فهو يعتمد بشكل كبير على البساطة والتميز واستخدام مواد شعبية بسيطة قريبة من الشعب، و منها الزخارف حيث إنها ذات أصالة تجعلها مصدراً للاستلهام للعديد من التصميمات الزخرفية التي تناسب جميع المطبوعات من ملابس ومفروشات وأقمشة المنسوجات المطبوعة على بعض المنتجات، مثل الحقائب و اللوحات والأحذية التى تضيف إلى العمل الشعبي هويته وقوميته لأنها نابعة من المجتمع ببساطته و قيمه الجمالية.
تعتمد الزخرفة في الفن الشعبي على اثنين من العناصر:
- العنصر الأول: هو استخدام الأشكال الهندسية البسيطة التي تشكل صورة متكاملة وتفرض جمالها على الخامات المستخدمة فيها.
- العنصر الثاني: يعتمد على مجموعة من الزخارف العضوية المتمثلة في الخطوط الرفيعة التي تكون على هيئة فروع أو أمواج بحر أو مجموعة من الأزهار.
ويعرف الفن الشعبي بأنه التعبير الفني لمختلف التقاليد والثقافات من حول العالم بواسطة أدوات بسيطة، أو التعبير عن الهوية من خلال إيصال الجماليات والقيم المشتركة للمجتمع، وعادة ما يتكون من وسائط نفعية وزخرفية كالخشب والطين والمعدن والقماش والورق وغيرها، وغالباً ما يعتمد على المهارة اليدوية التي تظهر الكثير من التميز والإبداع، ويحتوي الفن الشعبي على العديد من العناصر والرموز التي تعد مفردات رمزية تعبر عن أفکار ومعتقدات ورغبات واتجاهات الفنان.
قد ترغبين في التعرف إلى: انطلاق الدورة الخمسين لمهرجان الفنون الشعبية بمراكش: بمشاركة أزيد من 700 فرقة للفلكلور المغربي
الرموز الرئيسية للفن الشعبي
تشتهر العديد من الدول ببعض الأشياء التاريخية والأثرية، وتهتم بعض الجهات المختصة بالدولة بتعزيز وحماية التراث الثقافي والإنساني ومآلات الحضارات القديمة التي كانت موجودة في البلد، كما تهتم بشكل خاص بالفن الشعبي وما يمثله في ذاكرة الأمة، فالفن الشعبي من الأشياء التي تعبر بشكل رائع عن وجود الدولة وكيانها وهويتها وثقافتها، ولأن الفن الشعبي وهو ما يطلق عليه الفلكلور غالباً ما يتسم بتنوعه وثرائه من المعرفة والمهارات والعادات التي تنتقل من جيل إلى جيل، حيث يأتي بأشكال عديدة ومختلفة مثل الرسم على الجدران وبعض التماثيل والأماكن القديمة التي تعكس وتخدم مصالح هذه الشعوب.
تنبع رموز الفن الشعبي من البيئات المختلفة للشعوب، وهي مستقاة من الطبيعة والطقوس الدينية وغيرها من الظروف المحيطة بالفنان الشعبي، ويعبر الرمز عن خلاصة الثقافة الشعبية ومميزاتها، من خلال رسوم بسيطة قد تكون مربعة أو هندسية أو على شكل حيوانات أو نجوم أو نباتات، يصور من خلالها الفنان الشعبي ثقافة وموروث بلده، والرموز كثيفة ومتنوعة تحاكي في شكلها عالم المرئيات وتعانق دلالاتها فضاءات الماورائيات، و تضيف على العمل التشكيلي شحنة تعبيرية تعزز جذور خطابه وسياقاتها شديدة الخصوصية والمرتبطة بالمكان.
ويمكنك التعرف لأحد مهرجانات الفنون الشعبية إذا تابعت الرابط: مهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية يختتم فعالياته بأبها
أمثلة لبعض الرموز بالفن الشعبي:
الشمس
وهي مركز الحياة وترمز للقوة وترسم كدائرة كبيرة أو ما يشبه النجم و بداخله نقطة أو وجهاً وترسم أحياناً محاطة ببعض الخطوط كدلالة على الإشعاع.
شجرة النخيل
يستخدم الفنان الشعبي هذا الرمز للدلالة على الخصوبة والوفرة، كما يدل على الرزق أيضاً، وهو رمز مقدس و نجد المصور الشعبي كثيراً ما ينشغل برسم أغصانها و زخرفتها.
القمر والهلال
ويلعب القمر دوراً مهماً في وجدان المصور الشعبي، حيث تناوله بمعانٍ مختلفة كالحب والأنوثة، أما الهلال فكان يستخدم كشكل ضد الحسد.
الأسد
استعمل هذا الرمز كثيراً في الفنون الشعبية العالمية، ويدل على القوة والإقدام والبسالة، وقد ظهر في فنون شعبية كثيرة بجوار الملوك والسلاطين.
سنابل القمح
وهو رمز للتفاؤل والخصب والرزق الوفير.
الثعبان
يعدّ هذا الرمز في معظم الفنون الشعبية مدلولاً على الشر والحقد، وقد تدل الأفعى أو الثعبان على الشيطان والجن.
السيوف
ترتبط السيوف كرمز للشجاعة والفروسية والبطولة، بحيث يُرسم بأيدي الأبطال والملوك أو يزخرف السيف نفسه بنقوش وكلمات تدل على القوة.
الكف والعين
وتدل في كثير من الفنون الشعبية على درء الحسد وإبعاد العين، ويرسم الكف كرمز لإبعاد الحسد وشر العين، ولذلك يقرن رسم العين برسم الكف فيرسم الكف مفتوحاً في وسطه عين تكتب تحتها كلمة ( ياحافظ ).
الأشكال الهندسية ( الدائرة والمثلث والمربع)
المثلث و الدائرة و المربع، وترسم هذه الأشكال متداخلة للتعبير عن دلالات سحرية و تعاويذ وطلاسم كما يمثل المربع و الدائرة القدسية والجلال كالآتي :
- الدائرة: تستخدم الدائرة للدلالة على القداسة، حيث تدل عند معظم الشعوب على الشمس والقمر.
- المربع : يستخدم هذا الرمز كدليل للتوازن والجلال.
- المثلث : ومُثلت هذه الرموز في المآذن والكعبة لدى الشعوب الإسلامية.
الرموز النباتية
مثل النبات و الزهور، وهما رمزان للرزق والتفاؤل والصفاء ورسمها المصور الشعبي بطريقة عشوائية في الأعراس وفي رسوم الحج، لترمز إلى الفرح والبهجة بقدوم الحجاج وكذلك على المقابر كرمز للرحمة.
يمكنك كذلك التعرف إلى مسارح جدة التاريخية تستقبل زوارها بروائع الفن الشعبي الأصيل