فوزية الحوشان : ملتزمةٌ بالاستثمار في المواهب السعودية
يسهم الإيمانُ بالنفس، وتطويرُ المهارات، وتعزيزُ الخبرات، والاطلاعُ الشامل بمجال العمل في الوصول إلى الهدف المراد تحقيقه، وجعل ذلك رحلةً ممتعةً، تتعاقب فيها الإنجازات، وتُحصد خلالها النتائج المرجوَّة.
فوزية الحوشان نموذجٌ مميز للمرأة السعودية التي حققت ذلك، إذ عملت وفق خطةٍ محكمةٍ، وأهدافٍ مدروسةٍ وواضحةٍ حتى تقلَّدت منصب المدير العام لمنصة YOUGotaGift في السعودية، وهي منصةٌ رائدةٌ لبطاقات الهدايا الرقمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. التقتها “سيدتي” فكان هذا الحوار الملهم معها حول طبيعة عملها والمهام التي تؤديها.
تنسيق – عتاب نور Etab Nour
حوار ولاء حداد Walaa Haddad
تصوير – أحمد حيدر Ahmed Hayder
ما بين الإدارة والتجارة، تتمحور مسيرتكِ المهنية، حدِّثينا عن البدايات، وأسباب اختياركِ المجال؟
يمكنني التأكيد، أن دخولي هذه الصناعة، لم يكن صدفةً، ففي البداية، انجذبتُ إلى العمل مع العائلة في مختلف المجالات خلال سنوات دراستي الجامعية، وحرصتُ على تعزيز هذه التجربة، التي أسهمت في ترسيخ قدراتي التجارية والإدارية، ثم انطلقتُ في رحلتي المهنية بإدارة الموارد البشرية، وأتيحت لي الفرصةُ للعمل مع عددٍ من أكبر الشركات المحلية والدولية، وقد أسهمت هذه التجارب في إثراء معرفتي التجارية، وزوَّدتني بأفضل الممارسات في المجال، وحافظت على اهتمامي الشديد بالمشهد التجاري طوال مسيرتي المهنية، إلى جانب مواكبة اتجاهات السوق، والتغيُّرات في سلوك المستهلك، والحقائق التي تعتمد على البيانات.
لقد أتاح لي هذا الفهم العميق التوصُّل إلى تنبُّؤاتٍ دقيقةٍ حول ظروف وآليات السوق، وتحديداً في المجال الرقمي، مثل التطبيقات، الأمر الذي عزَّز ثقتي في فهمي لهذا القطاع.
ما النقاط المحورية في مسيرتكِ المهنية وصولاً إلى المنصب الحالي؟
مسيرتي المهنية تميَّزت بعديدٍ من اللحظات المهمة التي عزَّزت مهاراتي، ووسَّعت آفاق خبراتي. لقد استفدت من دروسٍ، قدَّمها لي أشخاصٌ، تعاونت معهم، وكذلك من المشروعات التي تمَّ إنجازها بأيدي فرق عملٍ عالية الأداء، الأمر الذي أضاف الكثير إلى قاعدة معرفتي الخاصة.
بشكلٍ عامٍّ، حققتُ النجاح في العمل بقطاعاتٍ متنوعةٍ داخل مؤسساتٍ كبيرةٍ، تعزِّز ثقافة التعلُّم، منها مشروعاتٌ في أقسام المبيعات والتسويق، وسلاسل التوريد، واطلعت خلال ذلك على أفضل الممارسات، ما أسهم في صقل تجربتي العملية.
وشكَّلت الفترة التي أمضيتها في الموارد البشرية نقطةَ تحوُّلٍ حاسمةً في مسيرتي المهنية، حيث تعلَّمت أهمية إدارة الفرق، وفهم آلية توزيع الأفراد وشغفهم، وأعتقد أن الناس تمثِّل المورد الأعلى قيمةً في أي عملٍ تجاري، لذا يعدُّ تعيين الأشخاص في أدوارٍ تتماشى مع شغفهم بمنزلة الوصفة المثالية للنجاح، ومن المعروف أيضاً، أن الشغف يُولِّد الإبداع، ويدفع نحو التعلُّم المستمر، ويعزِّز الولاء، وأعتقد شخصياً، أن الشغف والرغبة في التعلم عنصران أساسيان في بناء فريقٍ يتسم بالمواصفات الاستثنائية.
المرأة والإدارة
من واقع خبرتكِ، ما الذي يميِّز عمل المرأة في الإدارة، وهل من تحدياتٍ يتوجَّب عليها مواجهتها؟
أعتقد أن جنس الفرد لا يحدِّد دورَه ولا أداءَه في مجال العمل، ويعدُّ التميُّز والكفاءة ومواجهة التحديات مجرد سماتٍ فردية، وقد تختلف بناءً على خبرته، وقدرته على التأقلم.
ومع ذلك، يوجد هناك خطٌّ فاصلٌ بالنسبة إلى النساء قبل وبعد صدور رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز “رؤية السعودية 2030″، إذ كانت مشاركة المرأة في القوى العاملة محدودةً بسبب الحواجز الاجتماعية والثقافية. وقد تضاءلت تلك المعوقات منذ ذلك الحين، وأصبح للمرأة الآن حضورٌ قوي على مختلف المستويات الإدارية، وصارت الجدارة والعمل الجاد سمتَين لتمييز الفرد سواءً كان رجلاً، أو امرأة.
ما التوجُّهات الإدارية التي تتبنينها في المنصب الحالي، وما أهدافها؟
يتماشى تركيزي الأساسي مع رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي يمكن النظر إليها بوصفها أرضاً خصبةً وفرصةً لكل مستثمرٍ. كذلك يحدوني إيمانٌ مطلقٌ بأهمية إقامة علاقاتٍ قوية في السوق، والتعاون مع الشركاء الناجحين، فمن شأن هذا النهج أن يخلق بيئةَ عملٍ مناسبةً، كما يسهم في التأسيس لتحالفاتٍ قويةٍ لتحقيق النجاح المتبادل بين مختلف الشركاء.
وعلاوةً على ذلك، ألتزم بالاستثمار في المواهب ، والعمل على تزويدها بفرص التعلُّم داخل الشركات متعددة الجنسيات وسريعة النمو، وتتيح لهم هذه التجربة التعلُّم من الخبراء، والإسهام في القطاعات المستهدفة، مثل التكنولوجيا المالية. هذا إلى جانب التزامي بدعم رؤية البلد عبر مساعدة الشركات المحلية على توسيع نطاق انتشارها بطرقٍ مختلفة.
وأسعى أيضاً إلى الحفاظ على ريادة القطاع الذي تعمل فيه الشركة، ويمكننا تحقيق ذلك من خلال تطوير التقنيات التي نوظفها، وتقديم الحلول المتطورة القادرة على تلبية احتياجات عملائنا المتنوعة لضمان تجربة عملاء متفوقةٍ في جميع قطاعات أعمالنا.
القيادة الإدارية لم تعد حكراً على الرجال، فماذا أضافت لها النساء في السعودية؟
قيادة السعودية عملت على استيعاب النساء، كما حرصت على إثراء تجاربهن، وقد أحرزت البلاد تقدماً كبيراً خلال السنوات الأخيرة في مجال المساواة بين الجنسين، ما أتاح فرصاً جديدةً للمرأة السعودية، حيث بلغت نسبة مشاركتها في القوى العاملة 37% عام 2022.
وأدَّى وجود المرأة في صفوف القيادات الإدارية إلى تعزيز مكانة السعودية بطرق عدة، وتوفير بيئة عملٍ أكثر تنوعاً وشمولية، كما طرحت وجهات نظرٍ وأفكاراً جديدةً على طاولة النقاش، إلى جانب المساعدة في تحسين الأداء العام للشركات والمؤسسات. على سبيل المثال، وجدت دراسةٌ، أجراها معهد ماكينزي العالمي، أن الشركات التي يوجد فيها عددٌ أكبر من النساء بمناصب قيادية، يرجَّح أن تكون مربحةً، كما وجدت أن هذه الشركات يمكن أن تكون مبتكرة، وأن تتمتع بسمعةٍ أفضل.
المرأة السعودية
في رأيكِ، ما المميِّزات التي تمتلكها المرأة السعودية، وتمكِّنها من المنافسة في مختلف المجالات؟
تتمثل الميِّزة الأساسية للمرأة السعودية في أنها سعودية، أي أنها تحظى بنصيبٍ وافرٍ من الفرص التي تساعدها على تحقيق الذات. وعلى الرغم من أن الدعوات للمساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة، كانت أقل من التوقُّعات غالباً في الماضي، إلا أن المرأة السعودية استفادت من الثقة المؤسسية، إضافةً إلى الدعم والتمكين، وهو ما يشكِّل الركائز الأساسية لـ “رؤية 2030”.
وبفضل تغيُّر ثقافة العمل في السعودية، تشارك المرأة اليوم بنشاطٍ كبيرٍ في مجالاتٍ متنوعة، ويعزى الفضل في ذلك إلى إيمان قيادتنا بإمكانات المرأة، والتزامها بدعمها وتمكينها، ما أسهم في تعزيز كفاءتها عبر إطلاق مبادراتٍ مختلفة، وقد لعب ذلك دوراً مهماً في تشكيل هذا الواقع. هذا إلى جانب اتخاذ خطواتٍ للتغلُّب على التحديات اللوجستية، وتقديم الدعم للمرأة من خلال دور الحضانة، ومراكز رعاية الأطفال، وأدَّى هذا الدعم والثقة إلى إتاحة مزيدٍ من الفرص لها للإبداع، فضلاً عن تمكينها من خوض المنافسة في مختلف المجالات، مثل العلوم والفضاء والرياضة، وتقديم رموزٍ عالميةٍ فيها.
نصيحةٌ من تجربةٍ، تقدِّمينها للنساء والشابات المقبلات على سوق العمل؟
أدعو كل فتاةٍ وامرأةٍ إلى الثقة بقدراتها، وبذل كل جهدٍ مستطاعٍ للوصول إلى مبتغاها، وأقول لها: لا يوجد شيءٌ مستحيل أمامكِ، أو قد يستعصي على قدراتكِ، وعليكِ تقبُّل التحديات مع الإيمان المطلق بإمكاناتكِ وطاقاتكِ على مواجهتها والتغلُّب عليها. إن تحدي الذات يساعد المرأة على دخول عالمٍ حافلٍ بالفرص، واكتشاف قدراتها، والوصول إلى أمورٍ، كانت تعتقد سابقاً أنها غير قابلةٍ للتحقيق، وأعتقد أن النجاح والإنجاز لا يبعدان سوى خطوةٍ واحدةٍ من الجهود الجادة، فعندما تقرِّر المرأة التخلُّص من قيود الوقت، أو الروتين، أو الوظيفة التي وجدت نفسها فيها، يمكنها الانطلاقُ، والوصول إلى أهدافٍ أسمى، ربما كانت تعتقد أنها مستحيلة.
بنظرةٍ مستقبليةٍ، أين ترين المرأة السعودية في 2030؟
مما لا شك فيه، أن السعوديات يلعبن دوراً أساسياً في “رؤية 2030″، وأتوقَّع دخول مزيدٍ من النساء ميدان العمل، والإسهام في تحقيق رؤيتنا المشتركة، وتطلُّعات ولي العهد، وأعتقد أننا سنرى النساء يواصلن مسارهن نحو النجاح في مختلف المجالات، ويغامرن بثقة في دخول قطاعاتٍ جديدةٍ، ويحققن التميُّز كرموزٍ للنجاح والمعرفة والقيادة.
للاطلاع على إنجازات أخرى للمرأة السعودية : سعوديات في منتدى مسك العالمي حققن إنجازات وتركن أثر
منصة YOUGotaGift
هل يمكنكِ تقديم وصفٍ موجزٍ عن منصة YOUGotaGift والخدمات التي تقدمها؟
المنصة تعدُّ السوق الرائدة لبطاقات الهدايا الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتقوم بتوزيع بطاقات الهدايا الإلكترونية الخاصة بها من خلال شبكةٍ واسعةٍ من العملاء عبر منتجات الولاء، والحوافز، والموقع الإلكتروني، والتطبيق، والبيع بالتجزئة، والشبكات الدولية الأخرى.
لقد قمنا ببناء وتوسيع مجموعة بطاقات هدايا شاملة “عملة ذات علامةٍ تجاريةٍ” لتلبية الطلب الناشئ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتشمل ما يلي:
حلول الحوافز للشركات لمكافأة الموظفين والعملاء، وبرامج الولاء لاسترداد النقاط، وحلول التجار، التي تقدّم برنامج بطاقة هدايا متعدّد القنوات “SaaS” لتجار التجزئة، إلى جانب حلولٍ مباشرةٍ للمستهلك من خلال منصة هدايا المستهلك الخاصة بـ YOUGotaGift “الموقع الإلكتروني والتطبيق”، حيث يمكن للمستخدمين شراء بطاقة هدايا رقمية، وتخصيصها، وإرسالها إلى أصدقائهم، أو عائلاتهم على الفور. كذلك طوَّرت الشركة أول بطاقة هدايا رقمية متعددة العلامات التجارية في المنطقة، وهي بطاقة HappyYOU، التي توفر حرية الاختيار لمستخدميها.
وفي YOUGotaGift، نزوِّد الشركات بحلولٍ عمليةٍ لمساعدتها على الازدهار، حيث نتعاون مع أكثر من 700 علامة تجارية مشهورة، مثل “نون، وأمازون، وكارفور، وبندة، وإكسترا، ومكتبة جرير”، وتغطي خدماتنا أكثر من 20 فئةً، بما في ذلك التسوُّق، والصيدليات، والأزياء، والإلكترونيات، وتوصيل الطعام، والسفر، والمنتجعات الصحية، ونفتخر بأن لدينا أكثر من 2000 عميلٍ من الشركات، وأكثر من 40 برنامجَ ولاءٍ، ووصول خدماتنا إلى أكثر من خمسة ملايين مستخدم.
هل يمكنكِ إطلاعنا على استراتيجيات YOUGotaGift المستقبلية على مستوى السعودية والشرق الأوسط على حدٍّ سواء؟
تعمل YOUGotaGift على تطوير المنصة من ناحية تقديم الخدمات لعملائها الحاليين والمستقبليين عبر تطوير المنتجات، وتوقيع الشراكات مع بعض الجهات المعنية، إضافةً إلى طرح منتجاتٍ جديدةٍ، سيتم الإعلان عنها لاحقاً.
كيف تختلف خدمة مفهوم بطاقة الهدايا الإلكترونية في المعاملات التجارية بين الشركات مقارنةً بنماذج الأعمال التجارية التقليدية لأنشطة التجزئة؟
تختلف حلول بطاقات الهدايا للشركات بناءً على احتياجاتها، وتخدم بطاقات الهدايا الإلكترونية احتياجات الشركات لمكافأة موظفيها، أو عملائها، أو شركائها التجاريين بسهولة وعلى الفور ودون متاعب الخدمات اللوجستية، وبالمثل، يتمُّ تقديم بطاقات الهدايا الإلكترونية على نطاقٍ واسعٍ في برامج الولاء من الدرجة الأولى بوصفه خيار استردادٍ لنقاط الولاء، وتوفر مجموعةً كبيرةً من العلامات التجارية، ويمكن تسليمها على الفور عن طريق قنواتنا المختلفة، وتسمح للعملاء بالاستفادة من النقاط منخفضة القيمة، ما يزيد من التفاعل والولاء.
كلمةٌ أخيرةٌ توجِّهينها لقرَّاء “سيدتي”؟
أتشرَّف هنا بأن أقتبس من المقولة الحكيمة لولي العهد: “إن قصص النجاح دائماً ما تبدأ برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة”. هذه الرؤية، هي رؤيةٌ جماعيةٌ، وقمنا ببنائها بأنفسنا ومن أجلنا، وهنا يتعيَّن على المرأة أن تفهم نقاط قوتها، وأن تكتشف شغفها، وأن تبحث عن دورها في إطارها.