فوز طلاب لبنان بأفضل منتج عربي مبتكر لعام 2024 في قطر
بصمة نجاح لبنانية جديدة في الخارج بعد فوز فريق Guide Me من ثانوية راشيا الرسمية بجائزة أفضل منتج عربي مبتكر للعام 2024 في قطر، بعد أن تمكن الفريق من الفوز بالمركز الأول في لبنان كأفضل شركة ناشئة لعام 2023 حيث قدّم الفريق الممثل للثانوية منتجاً بتقنية التصوير والتحسّس الإلكتروني لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة البصرية بالاندماج الاجتماعي، وهو عبارة عن جهاز يستخدمه المكفوفون لإرشادهم ومساعدتهم بالتنقّل تشجيعاً على اندماجهم وتفاعلهم أكثر مع مجتمعهم.
ويتكون الفريق الحاصل على المرتبة الأولى في بطولة العرب بقطر لأفضل منتج 2024 .من 9 طلاب من ثانوية راشيا الرسمية (ثاني ثانوي علوم إنكليزي).
حول هذا الإنجاز كان “لسيدتي.” وقفة مع القيّمين على هذا الإنجاز المميّز وأجرت لقاءات معهم لتسليط الضوء على أهميته والخطوات التي مرّ بها وصولاً للمرتبة الأولى.
إرادة ومستقبل مشرق
بذل فريق العمل مجهوداً كبيراً لتحقيق هذه المرتبة، وقد تألّف من إدارة المدرسة بمديرها ربيع خضر، شادي دهام (مدير المشروع)، رودينة قسّام (المدقّقة اللغوية) بالإضافة إلى الدعم المعنوي من لجنة النشاطات والكثير من الزملاء والطلاب.
أما الطلاب المميّزون والمفعمون بالإرادة والعزيمة والتحدي هم: باتريسيا سعد، جلنار بحمد، راشيل مهنا، سالي مهنا، مكرم درغام، نور عربي، وائل بحمد، وائل السقعان ويوسف محمود والفريق التقني المساعد برئاسة المهندس المشرف على المشروع رعد البراضعي، وكل من غيدا مهنا وديما أبو غوش. ومساعدة منوال شديد، سليمان مهنا وربيع جبر.
هذا الفوز اعتبره المبدعون فوزاً ونجاحاً لكل لبنان ولكل التعليم الرسمي بكافة مؤسساته، كما أنه بصمة نجاح للتعليم الرسمي ولجميع الطلاب للانطلاق نحو نجاحات جديدة ومستقبل مشرق.
تعرّفي إلى ملك مسلاتي: “ناسنا” تحكي قصص السعودية.
مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة
هذه التجربة التي فازت كانت نتيجة فكرة لإنجاز ابتكارات على مستوى الثانويات الرسمية في لبنان حول منتج جديد أو اختراع مبتكر لمساعدة المجتمع لذلك شكّلت كل ثانوية فريقاً من الطلاب المميزين لديها والمبدعين للمشاركة في المسابقة وتقديم منتج معين يلعب دوراً في خدمة الإنسانية والمجتمع بشكل عام.
أوضح ربيع خضر مدير ثانوية راشيا الرسمية لـ “سيدتي”: “عن هذه المشروع” نحن فريق Guide Me اخترنا الفكرة وتحدّينا أنفسنا لإنجازها على أكمل وجه، وكنا فريقاً متجانساً ومتكاملاً إلى أٌقصى الحدود من طلاب وإدارة ومشرفين وتقنيين ومساعدين، تعبنا معاً وسهرنا معاً وحلمنا معاً، واليوم تحقق الحلم مع وصولنا إلى المرتبة الأولى في قطر،ونحن جداً فخورون بهذا الفوز الذي نهديه إلى بلدنا وإلى جميع الطلاب، ورسالتنا هي الأمل والتفاؤل الذي سيرافقنا دائماً ولا يأس أو استسلام مع هذا الفوز، بل على العكس بات لدينا مسؤولية كبيرة ونحن سنضاعف التعب والمجهود إلى حين يبصر هذا المنتج النور ويكون متوفّراً لدى كل شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة لأنه بحاجة ماسة إليه”.
صعوبات وعراقيل
وأضاف ربيع خضر : “قبل أن نتنافس مع أعلى مستوى من ثانويات لبنان الرسمية كنا نتنافس مع أنفسنا لتقديم الأفضل، ولا نخفي سراً إذا قلنا بأننا مثّلنا بلادنا في قطر رغم الصعوبات المادية والتعوّض الذي حصلنا عليه من بعض الجهات المجتمعية، ورغم كل هذا كانت إدارة المدرسة تضع يدها مع الطلاب ومع المسؤول عن المنتج شادي دهام الذي كان الداعم المطلق والمتابع لكل صغيرة وكبيرة حتى عندما كان الطلاب في قطر.
عرضنا المنتج إلى لجنة الحكم وقد أعجبوا به كثيراً وصولاً إلى أبطال العرب. ,والحفيفة أنها كانت تجربة حلوة جداً وطلابنا اليوم أبطال قطر بأفضل منتج مبتكر لعام 2024، المسيرة ستكون طويلة لأننا نعمل على تطوير المنتج حتى يصل إلى العالمية دون شك”.
أيضا تعرفوا على تالا خليل من الرابط التالي : العراقية تالا الخليل أم المحاربين وصانعة الأمل الأولى في العالم العربي.
الانخراط في المجتمع
حول هذا الفوز المميّز يشير المسؤول عن المشروع شادي دهام اختصاصي في التربية الرياضية وإجازة في الحقوق في حديثه لـ “سيدتي.” إلى أن اختيار هذا المنتج جاء من فريق العمل المؤلّف من إدارة المدرسة والمشرفين والمتابعين والطلاب الـ 9 لأكثر من هدف وغاية لكونه حاجة ملحّة على المستوى العربي لمساعدة المكفوفين أو ذوي الاحتياجات الخاصة على الاندماج. فالانخراط في المجتمع رسالة مهمة جداً في مدرستنا وهذا الفريق بجميع أفراده يتمتّع بمهارة وكفاءة بشكل كبير جداً وقد أجرينا عدة مقابلات وأبحاث ولقاءاءت مع عدد من الجمعيات التي تعنى بهذا الموضوع ووجدنا بأن هذا الأمر ضروري وملح جداً”.
ويضيف قائلاً: “هذا الجهاز Guide Me يساهم في مساعدة المكفوف على السير بمفرده والاعتماد على نفسه من خلال مساعدته إلى أين يتوجّه على سبيل المثال، كما يحذّره من بعض العوائق التي تقف في طريقه، والجهاز يرى في الثانية 30 صورة وهو متقدّم جداً كمرحلة أولى بسبب احتوائه على Sensor لالتقاط الصور الحسّية ويتضمّن أيضاً Speaker يخبره ما الذي يراه في طريقه أو أمامه”.
ويؤكد شادي دهام في حديثه: “أن الفريق حقق مهارة فردية من خلال هذا الجهاز الذي صنع يدوياً، وقد ترك بصمة مميزة وأنجز نوعاً من التطلعات. كما أشير إلى أننا قمنا بعدة تجارب مع جمعيتين وأثبت الجهاز فعاليته مع وجود بعض الملاحظات التي تمّ أخذها بعين الاعتبار لتطوّره وصولاً الى كل بلد وكل محتاج.
اكتشفوا ما هو إرث الأسطورة محمد علي وكيف يتجسّد في الفنون القتالية. تابعوا الحوار الحصري مع بياجيو علي والش.
مراحل المشروع
مرحلة تأسيس المشروع
يشير شادي دهام إلى أن “المرحلة الأولى للمشروع كانت تأسيس شركة ناشئة من مساهمين مع التركيز والاهتمام بالبنية الإدارية، الترقيم، التوجيه ومعايير النجاح، وقد خاض الفريق العديد من الدورات حول طرق تغيير السلوك في المواقف والتفكير الإبداعي وإقناع الناس وتخطي الصعوبات وتنمية المبادرة وبناء شبكة العلاقات بهذا المنتج، قيادة الفريق كان أساسها التعاون والتسيق المستمر منذ مدة عام تقريباً، وقد عملنا على معيار واحد وهو المنافسة أولاً وأخيراً، ووضعنا خططاً وأهدافاً ووصلنا إليها بفضل كافة الجهود المتضافرة والجبّارة التي تطلّبها إنجاز هذا المنتج ووصوله إلى قطر”.
مرحلة تفسيم المهام
يتابع شادي همام قائلاً:”كل شخص كان يعمل وفقاً لاختصاصه وتبعاً لتوجّه معين من المتابعين، وقد أعطي كل حقه ووقته لتنفيذ ما طلب منه على أكمل وجه، لقد تمّ استثمار الوقت بشكل مفيد جداً ومدروس، وكان تفكيرنا دائماً إيجابياً وكنا دائماً نتخطّى الصعاب والظروف مهما كان اختلاف أنواعها، بالإضافة إلى أننا كنا نتعلّم من الأخطاء ومن التجربة، بسبب توفّر عوامل التخطيط والتنظيم وإيصال الفكرة والميزانية والمصاريف وبناء شخصية الطلاب في الفريق وثقتهم بأنفسهم وقدرتهم، الفكر الإبداعي والتخطيط واكتشاف النفس أوصلنا إلى الفوز.
ثانوية راشيا الرسمية يديرها عقل إداري موصوف بانفتاحه وحماسه وتشجيعه؛ لذلك كان فريق العمل واحداً وجاءت الرسالة الأكبرمن النجاح عائدة إلى هذه الثانوية التي تقع على أطراف لبنان، تحّدينا أنفسنا وفزنا على 13 دولة عربية، ومن هنا أقول بأن الطلاب باتوا حافزاً أمام جميع هذا الجيل الشبابي، أنهم طلاب مخيفون؛ لأن الابتكار والإبداع والتميّز كان واضحاً لديهم منذ اليوم الأول وهم الأساس في كل خطوة وكل نجاح.
المرحلة المقبلة
المرحلة المقبلة ستكون من خلال المتابعة العالمية لهذا المنتج وسيتم عرضه على جهات عالمية لأن الربح في قطر ما هو إلا البداية، وهذا ما أقوله للطلاب دائماً. رسالتي لجميع الطلاب أينما تواجدوا في العالم ابحثوا عمّا في داخلكم لأنه يوجد في كل منزل بصمة إنسان مبدع ومفكّر، ومن هنا أقول بأن جمالية الحديقة بتنوّع ورودها وجمالية المجتمع بتنوّع منتجيه”.
أختم حديثي بأن “حدودنا السماء وقد شاركنا في قطر باللباس الفولكلوري اللبناني لتمسّكنا بتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا”.
تعرّفوا الى قصة هتان السيف من الشغف لمنصات التتويج في الفنون القتالية المختلطة.
الطلاب المبدعون: إلى المزيد من تحقيق الأحلام
سيدتي التقت بالفريق الفائز في المسابقة وكانت البداية مع الطالبة سالي مهنا التي تعتبر أن تجربتها في قطر زادت من ثقتها بنفسها ومن قدراتها. وأضافت “تعبنا وعملنا كلنا كفريق واحد لديه كل المهارات المطلوبة ولذلك تميّزنا. كان لكل طالب مهمة معينة عليه القيام به وإنجازها على أكمل وجه، والحماس كان المشترك بيننا لإيصال هذا المنتج المميّز والمختلف إلى المرتبة الأولى”.
أما الطالبة راشيل مهنا فقالت: “كنا جميعاً كفريق عمل واحد وكنا دائماً نركز على عملنا لأننا كنا نتنافس مع أنفسنا لتقديم الأفضل، وبالفعل حصدنا هذا التعب وكانت تجربة رائعة وبداية لإبداع وتجربة أقوى ومفيدة جداً، و هذا الأمر سيساعدنا مستقبلاً في كيفية اختيار الاختصاصيات الجامعية مثل إدارة الأعمال والمصارف.
وبدوره أشار وائل السقعان إلى أنه لا نزال في الخطوة الأولى وفي البداية رغم النجاح الذي حققناه في قطر وهناك خطوات تنتظرنا أكبر وأكثر، كفريق واحد تعاوننا بالجهد والتعب والتضحيات وتخطي المصاعب، “ولم أشكّ ولا للحظة واحدة بقدرات الفريق ككل لأننا كنّا متأكدين من الفوز ومثّلنا مدرستنا بأحلى صورة”.
وأشارت الطالبة جلنار بحمد إلى الدور الكبير والمهم الذي قامت به عائلات جميع الطلاب دون استثناء من تقديم الدعم والسند.ن وتابعت كان هدفنا الأساسي من خلال هذا المنتج الفائز هو بناء الثقة بالنفس لدى الأشخاص المكفوفين للاستغناء عن العصا في تحرّكاتهم، لذلك تمّ تصغير حجمه 3 مرات قبل الوصول إلى حجمه الطبيعي. دور العائلة والحماس الدائم لنجاحنا اليوم كفريق عمل واحد نهديه إلى ثانويتنا وأهلنا وبلدنا ونقول لهم بأن المنتج هو طور التحديث والتطوّر والتقدّم”.
الطالب مكرم درغام قال في حديثه لسيدتي : انتقلنا من المنتج الأول إلى الثاني وعدّلنا الجهاز حتى يحتوي على Sensor وكاميرا حتى يعتمد الكفيف على نفسه، فالكاميرا تساعده على التعرّف إلى العوائق التي تواجهه والتواصل معه. جرّبنا المنتج الأول على أنفسنا وعلى اشخاص معنيين ووجدنا بعض الملاحظات منها الـ HELMET التي دمجت الكاميرا بالـ Sensor للتعرّف إلى 90 غرض. المنتج الأول كان للعرض في قطر والثاني هو الذي فاز.
الطالبة نور عربي أكدت على دور المدارس المهم جداً للإبداع والابتكار، للمدرسة دور كبير بالمرتبة الأولى والتلاميذ بالمرتبة الثانية وكفريق واحد إبدعنا. ورسالتي للطلاب عدم الاستسلام والبحث عن الصفات المميّزة فيه لتطويرها وإبرازها والمشاركة الفعّالة في خدمة مجتمعهم.
وقالت باتريسيا سعد: إننا من الأساس يداً بيد حتى نصل ونربح على مستوى لبنان وصولاً إلى قطر. كل شخص في مكانه المناسب على مستوى لبنان وقطر، وقد أعطينا المشروع حقه ووقته وحصدنا التعب وأخذ من وقتنا وهدفنا هذا المشروع النجاح أو النجاح. لا مجال للفشل والتراجع.
اما الطالب وائل بحمد فقد عبّر عن رأيه مشيراً إلى أن الصعوبات تزول بوجود فريق عمل واحد، نحن اليوم نبتكر شركة وكطلاب لا خبرة لنا في هذا المجال نطلب المساعدة من الإخوة الأكثر خبرة . وكما واجهنا صعوبات مادية وتم ّمساعدتنا بفضل رجال أعمال من المنطقة.
وتابع : هذه التجربة علّمتنا وساعدتنا واختصرت لنا الطريق وغيّرت شخصيتنا وطوّرتها علمياً وزادت ثقتنا بأنفسنا وبتنا نحكي بمواضيع مهمة للمجتمع.
وأخيراً اعتبر الطالب يوسف محمود أن هذا المشروع طوّر شخصياتنا ضمن الفريق الواحد وخلق شخصيات جديدة مندمجة أكثر بالمجتمع والعمل الاجتماعي والتركيز على المهم وعدم التقصير، والفوز حملّنا مسؤولية أكثر ومن الضروري المحافظة على النجاح الذي يعود إلى عائلاتنا وأهلنا وثانويتنا، ولم شعرنا بالملل أو بالاستسلام أو بالتقصير بل على العكس كنا دائماَ ننسّق بين دراستنا واهتمامنا بالمنتج.